مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 29-03-2007, 23:20   #8
شروق محمد يوسف
جنّةُ العصافير
 

رد : أعذب الشعر امرأة ...صدى وصورة

حوارات عقبت إصدار الكتاب
مجلة المجلة ..














الشاعر إبراهيم الوافي في حواره مع ( المجلة ) :

الحب شكل من أشكال المقاومة من حيث هو توق إلى تحقيق الذات بالسعي إلى توحيدها مع الآخر

* النقاد منقسمون ما بين العزلة الأكاديمية ومزاجية الانصراف إلى ما يطلبه الجمهور !!

*( المدرسة السيّابية ) هي النموذج الناضج لقصيدة التفعيلة ..وتنوعها جعلها تختلف كثيرًا عن المدارس التي لا تقبل إلا ذاتها !!

* لم تتحرر قصيدة النثر من الإيقاع إلا لقدراتها الرهيبة في إلغاء الذاكرة الموسيقية وإدخالنا غواية الشعر بمنأى عنه

* حقبة شعر الثمانينيات بما فيها من الحملات المؤدلجة والتطرف الموقفي والوهجٍ الإعلامي تتكرر مع الرواية الآنية .

*الرواية نجحت في إثارة الجمهور واستفزازه بانتصارها وانكسارها معا !!

لأن الحياة أنثى فالقصيدة كذلك أنثى والكتابة امي وقوت أبي وتاريخ غدي ..!


هو شاعر عند باب الحقيقة يكتب ، أو عاشق مستحيل ، وبين الحياة باعتبارها نصاً وبين القصائد بوصفها أسلوب عيش يمكن لإبراهيم الوافي أن يتراءى من أقصى مدينة متناهية الدروب ، يتأبط شجناً ويخطو على ماء المشاعر باتجاه جهة خامسة للكلام ..
وأخيراً رأى - فيما يرى الهائم - في وادي المعاني أن كوكباً أضاء ليقول له أن الكون قصيدة وأن أعذب ما فيه امرأة ملبدة بالنجوم !!
هنا يتحدث الوافي عن إصداره الجديد وعن تجربةٍ لا تعرف من الشعر إلا كله .


هيثم السيد - المجلة


1//المجموعة الجديدة تمزج بين القصيدة المموسقة .. و الانسياب النثري ، وقد جاءت نصوصها بأبعادٍ سردية. ورؤيوية أحيانا ، ما الذي يفسر اتساع مشهدك الشعري بشكل يفضي أحيانا إلى السرد أو النثر الفني ؟؟

) أعذب الشعر امرأة ) أشبه بفوضى شجن ، أو رحلة قطار لا يسأل المسافرين أسماءهم أو وجهتهم .. حين لا نتهيّأ للخروج على الحب ولا نجفّف أثوابنا على حبال المواعيد المؤجلة ... هكذا نقطة من أول السطر تبدأ بي وتنتهي لديّ .. تميمتها دهشة الوجود ، ورسالتها ادّخار مهر امرأة لا تكفيها القصيدة .. ليجمعني بها ظلال ياسمينة في مدينة مستحيلة ...!
سأدّعي دائما الشعر ..كلّما تشعّبت دقائقي .. وتناثر بوحي على أطراف أوراقي .. أموسقه بصوتي حينا .. فينثرني رجعه في أحايين أخرى
دون استهداف هذا ولا ذاك ..هكذا .. كما لو أنه جاء كما شئتُ له أول الضوء موسومًا بــ ( تأبّط شجنًا .. أو بـ ( في مهب الشجن ) قبل أن أستقرّ أخيرًا على ( أعذب الشعر امرأة ) ربما لأدعي الشعر وحده في صفحاته ... وهي حالة ــ ليس من الضرورة أن تكون مقصودة ــ تتماهى مع ( الولادات ) المغايرة للنصوص الالكترونية حيث يولد النص ( لامنتميًا ) متماهيا مع هذا الفضاء الذي اقتربت فيه الأجناس الأدبية حد الالتصاق والتطابق ، حين جاء محتوى الكتاب الكترونيا وعبر مواقع تفاعلية محفّزة دائما على التوالد والتكاثر ... هذا بالطبع على افتراض ازدواجية الشكل ( المموسق / المنثور ) ..مع إنني بصدق سأدّعي دائما أن لا غير الشعر استكشفت بعيدًا عن التصنيف الشكلي وموقفي الخاص منه ...

2/أعذب الشعر امرأة ، هل جاء ليكرس صورة القصيدة الأنثى في تصور شاعرٍ يؤمن أن وراء كل (نص) عظيم امرأة ، حدثنا عن سر هذا التعالق الفني وكيف يمكن إحالته إلى قراءة أخرى تتداخل فيها الأنثى في كينونة النص متجاوزة أدوارها الشعرية المعتادة؟؟

سأعترف دائما أنني ومن بعد إصدار المجموعة الشعرية الثالثة ( سقط سهوًا ) الصادرة في عام 2000م ، وقعتُ كثيرًا في حالة مزجٍ _ لايحق لي تقييمها بالطبع _ بين ( الأنثى والقصيدة ) حد التوصيف المتبادل ( قصيدةٌ أنثى // أنثى قصيدة ) .. و من هنا .. يجب أن نشير إلى مفهوم ( المرأة ) في هذه الحالة كأشهى وأعذب إطلالة للـ أنثى التي تشكل المساحة الخصبة من الوجود الإنساني .. فنقول بعفويّة .. أوليست السماء أنثى ، والشمس أنثى ،والأرض أنثى ، والسحابة أنثى ؟!
.. هذا التأنيث العظيم لآيات الوجود الخصب على مستوى اللغة يدفعنا دائما إلى الوقوف أمام المرأة بكل تفاصيلها الشهية وهي أجمل هيأة تمثل ( الأنثى ) كثانيَ اثنين من بني الإنسان فهي بالتالي القرينة والقريبة ، وقفة اقتران وتفاعل .. قد تقفها المرأة كثيرا فلا تحتفل بها شبيهتها حين تنتظر وقفة الذكر وحده ليقترن بها ويتفاعل معها .. وهذا ماجعلها على مدى التاريخ تبحث عن مرآتها في عينيه ، في حين يبحث هو عنها في إخصاب الوجود فيلقاها الأجمل بين مؤنثات الرؤى والأقرب من عينيه دائما ، ولهذا شغلته دائما بها فشغلها معه لأجلها .. فضلا عن أمرٍ غاية في الأهمية يتعلق بالعلاقة المتواترة دائما بين الحب والشعر ــ وعلى مر العصور واختلاف اللغات والثقافات ــ حين يكون الحب ذاته حاجة ضرورية للشعر ... فبالنظر إلى ماهية الشعر وكنهه.. حيث المظاهر الحلمية والشجن الذي لا انعتاق منه.. سنجد ما يفسر هذا التلازم الأبدي المرافق للحب في التعبير الفني على مستوى الشعر.. إذ أن مشاعر الغبطة والفرح واللوعة والحزن مشاعر إنسانية.. يبقى الحب مملكتها الدائمة في الوقت الذي يجعل منها الشاعر فضاءه الحلمي الممتد بين الحزن والفرح، وتفاعل هذين المظهرين (وأعني بهما الحزن والفرح) مع ما يرافق هذا التفاعل من نشاط إبداعي تخيلي، هو ما يعطي للعمل الفني مظهره الوجداني... ولأن الحب ذاته شكل من أشكال المقاومة تجاه قوى الحصار من حيث هو توق إلى تحقيق الذات بالسعي إلى توحيدها مع الآخر عاطفياً وجسدياً.. كانت ( المرأة ) هي ذلك الآخر للشاعر .. حين تتصف ( المرأة ) باتساع النظرة وقصرها ، ويتصف الرجل ببعد النظرة وضيقها .. فيتحقق من خلالهما معادلة التكامل الرؤيوي في القصيدة ... ولعلني هنا أوصّفُ ما أنا عليه في هذه المجموعة الشعرية أو سابقتها وأعني بها ( وحدها تخطو على الماء ) الصادرة في عام 2004 م .. دون الدخول فيما لايحق لي من تقييم هذا التوجه الشعري.

3/بعد خمس مجموعات شعرية تكونت في مراحل زمنية مختلفة في مشهدنا الثقافي وتشكلت كذلك في مناطق متعددة ضمن مشهدك الإبداعي الخاص ، كيف يبدو لك هذا الديوان من خلال نظرتك عبر المشهدين ؟؟

بصدق لعلني حاولت جاهدًا الخروج من مأزق التكرار الممجوج عبر طريقة التصنيف في الإصدارات بحيث يشكل الإصدار الواحد توجها شعريا واحدا بحالة شعرية واحدة فتشكل قصائده مجتمعة قصيدة طويلة تستوفي جوانب الحالة كافة ، وقد بدأت هذا مذ ( سقط سهوا ) كتجربة خاصة باستلهام التراث وتمثله وتوظيفه ، ومن ثم ( وحدها تخطو على الماء ) ، حيث الأنثى القصيدة.. في حين أكاد أعتقد أنَّ مجموعة ( أعذب الشعر امرأة ) إنما هي الوجه المقلوب لــ ( وحدها تخطو على الماء ) بحيث تومئ نصوصه بــ ( القصيدة الأنثى ) على أنه من المتوقع إن شاء الله أن تصدر خلال الشهرين القادمين المجموعة الشعرية السادسة ( وحيدًا من جهةٍ خامسة ) وهي التي تعثر إصدارها أكثر من مرة لظروف مختلفة، مشتملةً على نصوص شعرية متفاوتة في زمنها بين مرحلتي سقط سهوا ووحدها تخطو على الماء ويجمعها توجه شعري واحد ، ولا أعرف حقيقة مدى جدوى مثل هذا التصنيف في الإصدارات لكنني أراه مخرجًا من مأزق التكرار ومدّا موضوعيا للتجربة الشعرية المتكاملة تلك التي لا تكتفي بإصدار وحيد حينما يكون حلم التواصل مع المتلقي لاحدود له .

4/استخدامك التفاصيل اليومية والمشاهد الحياتية المعتادة ضمن النسق الشعري يقودنا إلى سؤال حول المعيار الذي يمكن من خلاله ربط القصيدة بخصوصيتها وتعقيداتها مع المعطى الإنساني البسيط وهو أساس كتابتها؟؟

بصدق مازلت مؤمنًا من أنَّ الشاعر في العالم الآني لم يعد مرشداً ولا زعيماً ولا خطيباً ، إنما هو فرد من افراد المجتمع يتميز عن غيره بطريقته الخاصة في رؤية الأشياء والتعامل معها وصياغتها فنياً وجمالياً ، وفي قدراته على التعبير عن أحاسيسه وانفعالاته واكتشاف المسارات العامة للوجود الإنساني واستشراف الآفاق المستقبلية وممارسة تأثيره على وجدان الناس من خلال العلاقة الحميمة والهادئة معهم والتي ربما صار مسرحها الحقيقي اليوم هو القراءة الفردية لا المهرجانات الحاشدة ، وهذا المآل ليس ازمة في الشعر نفسه وإنما هو محصلة طبيعية لمجموعة واسعة من العوامل والشروط التي أملاها العالم المعاصر!!
هذه الرؤية لايمكن أن نفسّر إيماننا بها مالم نفتح للقصيدة نوافذها المطلّة على الشوارع المضاءة بألوان عيوننا ، والمطفأة كتنور مخبزٍ بدائي في زمن الخبز الآلي .. حتمًا سترقص ستائرها من نسائم الهواء القادمة من جهة المدن التي ( مزّق الطلق أحشاءها ) كما قال كبيرنا الذي علمنا الشعر (محمد الثبيتي) .. ثم حين نحاصر دوخة الرقص ..سنكتشف بسهولة أننا جميعًا اشتركنا في صناعة هذا الهواء ... فلا أقلّ من أن نتنفسه مجدّدًا على هيئة رؤيا وقصائد شتى ..!


5/ إذا حاولنا استكناه المسمى ولو على سبيل الاقتراح ..هل كان وريث الرمل يعبر عن ذلك المعاصر الذي يمكن قراءة الملمح التاريخي في كثير من نصوصه بل أنه أصدر ديواناً مستقلاً يجسد فكرة كهذه ؟؟

لا أظنك تجهل ابتسامتي ياصديقي حين أقول إنني كنتُ أصغر بكثير من أن أدّعي أنني جئتُ من غبار نجمة غادرت السماء فورثتني الرمل بالأمومة .. لكنني تكابرتُ حينها وادعيتُ هذا لأقراني ، وحينما لم يصدّقني غيري اكتفيتُ بميراث أمّي.

هذا عن أساطير الأسماء وما يحاك حولها .. لكن الحقيقة أن علاقتي الوثيقة جدا بالتراث الأدبي والتاريخي والثقافي القديم ( والصحراوي منه تحديدًا ) كما أومأت في سؤالك ، ربما أصّلت هذا المسمى كأفق رؤيوي عند بعض الأصدقاء ، وبالنظر لكوني قد أعدّ مقارنة بغيري واحدًا من الناشطين على الشبكة الالكترونية من خلال التأسيس وإلإشراف المباشر على منتدى الشعر المعاصر .. ومشاطرتي لأصدقائي بعض المواقع التفاعلية ، وبما اعتدناه من قدراتنا المتطورة في اختيار هيأة فنيّةٍ خاصة لحظة الحضور الافتراضي ، كان مسمى ( وريث الرمل ) الهيأة التي خرجتُ بها فتأصّلت لقبًا بعد أن كانت لا تتجاوز التوصيف الخاص من قبل أصدقاء ملاصقين لي اجتماعيا


6/رأيك في قصيدة النثر بأنها صورة إبداعية مختزلة أو (مكبسلة) وأنها لم تخرج عن سلطة الإيقاع إلا لتبدع على المستوى الرؤيوي ، ألا يعني هذا في المقابل أن النصوص المموسقة تنطوي على إسهاب غير فني أحياناً ؟؟
، وأن إيقاعها يؤدى إلى ( إيقاعها ) في صور مرتجلة ودون معايير جمالية بالضرورة ؟


على الإطلاق . ولا يعني توصيفي لقصيدة النثر كما أراها ، إشارةً مبطّنة إلى وقوع القصيدة المموسقة إجمالا في فخ الصنعة حتى وإن وقعت كثيرا بالفعل حين يقدّم الشاعر الوزن على الشعر ... لكن الأمر يعود إلى قصيدة النثر ذاتها .. فمقياس الشاعرية فيها هو قدرتها على إلغاء ذاكرتنا المموسقة على مر العصور التي تلقّفنا فيها القصيدة العربية الأم ، فبالنظر إلى موسيقى الشعر التي ظلّت منذ العصر الجاهلي قبل أكثر من ألف وخمسمائة عام ( كالإله ) الذي لم يعبد عند العرب ــ يجددون ويطورون ولا يجرؤون على المساس بها ــ إلى ما قبل ثلثي قرن من الزمان تقريبا ... حين جاء التجديد خروجًا على نمطية الإيقاع فقط لا على إلغائه .. فأن ما تقوم به قصيدة النثر عبر ( شحنة شعرية ) عالية بالصورة التي يمكنها من خلالها أن تلغي كل هذا التاريخ بطرفة حرف جديرٌ بالتقدير والتبشير معا ... فلا أقل من أن أقول إنها ما تحرّرت من الإيقاع إلا لقدراتها الرهيبة في إلغاء ذاكرتي الموسيقية حين تدخلني غواية الشعر بمنأى عنه ... وربما بسبب إيماني هذا لم أجرؤ بعد على خوض تجربة قصيدة النثر كما يكتبها شعراؤها المذهلين من أمثال عماد ابو صالح على سبيل الذكر .. وليس ذنبها أن تكون مسرحًا يختلط فيه الجيد والرديء لدى القارئ العادي .. حين اختارت جمهورها نخبوياً مقارنة بأولئك الذين لا ينتظرون المطر حين يستغيثون الشعر فهشّتهم بالتالي عصا الخليل بن أحمد إلى ساحة النفاق ...!

على أنني أود الإشارة دائما إلى أن نظرية العروض التي يستند عليها أنصار القصيدة التقليدية .. لم تكن يومًا نظرية فنية ، حين حملت في بعدها العام نظرية تربوية خالصة .. أراد منها الخليل بن أحمد تحميل الشعر مؤونة التاريخ ..حينما تيقّن ومع غياب التدوين والتوثيق ..من أن الشعر فقط هو القادر على حفظ تراث أمة بلا تدوين ... وبوقفة صادقة مع النفس ..سنكتشف هذا بسهولة كبيرة ... وإلا فكيف نفسّر ــ مع إيماننا الكبير بالعبقرية المذهلة على مستوى الصوت لجدنا الخليل بن أحمد ــ غياب الدور التأثيري للموسيقى ..حينما يحاول أن يقنعنا من أنّ (وليلٍ كموج البحر أرخى سدوله )
وقوله في ذات النص ( مكرٍّ مفرٍّ مقبلٍ مدبر معًا ) ؟!! عبر إيقاع واحدٍ لافرق فيه بين الأجواء النفسية المتباينة ، حين اختصت الموسيقى دائما منذ فجر استلهاما بالتأطير الفاعل والمؤثر للجو النفسي العام ...
7/
تؤمن بتعددية الأطياف الإبداعية ضمن عملية التعبير الإنساني وهاجس البحث دائما عن جديد على مستوى الفعل الشعري ، ويمكنك الوصول إلى تنوع أكثر جرأة من ناحية الشكل غير أنك مازلت مخلصاً لمدرسة السياب في مسيرتك الشعرية ، هل هناك موقف ثقافي وراء ذلك ؟؟


أولا لتناول مفهوم ( المدرسة السيّابية ) إن جاز الاصطلاح من وجهة نظري الخاصة على مستوى الشكل حين جاءت النموذج الناضج لنص التفعيلة على الرغم من أنها تزامنت مع بداياتها ذات الصراع الشرس مع القصيدة التقليدية ، ويجمع كثير من النقاد أن لهذه المدرسة الفضل الأول في ثبات قصيدة التفعيلة وقدرتها على مجابهة كل تلك الهجمات الشرسة التي وجّهت لها في بداياتها .. وبالتالي تبدو القصيدة السيابية الشجرة الأم لقصيدة التفعيلة ..لكنها تميزت دائما وبشكل متفرّد في تنويع ثمارها وفقا لتنوع أغصانها ، وعلى اصطلاح مفهوم المدارس تبعا للشخصيات الشعرية سنجدها بالتالي تختلف كثيرًا عن المدارس الورطة أو ( المسخ ) التي لا تقبل إلا ذاتها من مثل مدرسة نزار قباني مثلا .. هذا عن السياب وأثره حين تتقاطع كثيرٌ من تجارب شعراء التفعيلة مع تجربته النموذج على مستوى الشكل حيث التدرّج النسبي في الانزياح من النص التقليدي إلى نص التفعيلة ...
أما عن إيماني بتعدد الأطياف الشعرية وانكفائي عليها مع قدرتي على التنوع كما ترى ، فلعلَّ هذا الأمر بالنسبة لي بدأ بالتلاشي مع اعتيادي منذ أكثر من ثلاثة أعوام على ممارسة الفعل الكتابي الأسبوعي في الصحيفة ، وأخيرًا اليومي على الشبكة الالكترونية على شكل رؤى ومقالات متنوعة في الشعر والحياة ، وربما تشهد الشهور القادمة أو على الأقل العام القادم بإذن الله إصدارًا أو أكثر لا يشبه ما قبله من إصدارات شعرية خاصة ..


/8/الحديث عن أزمة على المستوى الشعري يطرح علينا تساؤلات حول مايقدم من منتج إبداعي حالياً ، هل تراها أزمة ذهنية لدى المتلقي أم أنها متعلقة أكثر بالنص من حيث ذاته وتكوينه الفني والجمالي؟؟

الأمر بشكل عام يوحي بأزمة ثلاثية يمر بها الشعر المعاصر على مستوى الشاعر والناقد والمتلقي .. وهي كما يخيل لي تضخّمت كثيرا كأزمةٍ إعلامية ، حينما تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من نصف المنجز الأدبي في دور النشر عندنا عبارة عن إصدارات شعرية ، على أن الشاعر وهو العنصر الأهم من عناصر الأزمة ..فضّل الانزواء بشعره وإصداراته معمّقا الهوة بينه وبين المتلقي .. فانصرف الناقد المتخصص بدوره إلى بحوثه الأكاديمية بعيدًا عن التأثير والتأثر بالساحة الثقافية بشكل مباشر وانصرف الآخر من ذوي ( المزاج النقدي ) إلى ما يطلبه الجمهور ، المندفع نحو الرواية حين نجحت في إثارته واستفزازه بانتصارها وانكسارها معا بما لها وعليها ، وهي في هذا لاتبتعد كثيرًا عن ثمانيناتنا الشعرية في القرن الماضي حينما حملت الحملات المؤدلجة والتطرّف الموقفي شجون وشؤون تلك الحقبة الشعرية بوهجٍ إعلامي يتكرر مع الرواية الآنية ذات السمات الخاصة بشعر الثمانينات..

ولعلّنا بعد كل هذه الضبابية الإعلامية المؤثرة لا نتفاجأ من تغرّب القصيدة المعاصرة وتبادلها التهم بين أركانها الثلاثة ( الشاعر / الناقد / المتلقي

9/ وأخيرًا ياإبراهيم .. لماذا ( أعذب الشعر امرأة ) ؟

يدي معلّقة في جبين السطر ، لا أجيد إلا معاشرة الحنين ومباغتة النشوة ، لاشيء نخفيه كي نخافه ياهيثم ، تماما كما أننا لانخاف شيئا كي نخفيه ، فالكتابة كخطوةٍ لايعنيها الطريق حينما يتسع لها إلى أي جهةٍ يفضي بها ، كما أنها لا تمّحي بالرجوع حينما تكون أثرًا أخْلَدَ من حياة .. وأبقى من مصير .. !
هكذا أفاجئ نفسي بالبوح دون أن أبوح لها ، غالبا تسألني الريح عن جهة المطر ، فأشرع للرمل منديلاً أخضرَ كان لليلةِ عرسٍ موءؤدة ، و( امرأة ) آثرتِ الرملَ على ذراعيّ ، وأخذت متكئا تستغيثُ للعشبِ بمنديلها الأخضر ويديها العطيبتين ... وبعد أن يرتوي الرمل من عطش السنوات والحروف يسألني العشب امرأة من زمن الياسمين وفواكه الترف وقافية الراء ، كما تسألني أمّي امرأة من مدينة الطمأنينة والقصائد الخالدة ... نعم ياصديقي سأقول دائما إنَّ الحقيقة أنثى والـــدنيا أنثى .. ولأن الحياة أنثى فالقصيدة كذلك أنثى والكتابة امي وقوت أبي وتاريخ غدي ..!



f:

التوقيع:
في زحام الشوارع المشمسة ..
أينا لايدهس ظل صاحبه ..!
إبراهيم الوافي


لايشغلني عنك .. إلا اهتمامي بك ..!
شروق محمد يوسف غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس