مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 08-11-2009, 19:16   #1
رسيـس
.
 

الغيم / مزون المحمد ( رؤيه نقديه )

.

بسم الله الرحمن الرحيم


عندما يكون للشعر مساحه / ومتنفس / وللجمال والإبداع صرح / وساحه !

يكون للبهاء وقت / وزمن / وتآريخ !

للبهاء الشعري / أيدي تكبله بقيود من حرير / لتفتح فمه المكبل منذ سنين !

إما عدم إنصاف / أو عدم إحقاق / أو قد يكون لامبالاه !

وقد نرجح الأمر الأخير / وهو ضيق الوقت أو قصر الأيادي عن بلوغ المراد !

من مبدأ نشر الأدب والشعر / يكون لزاماً أن يتقلد كل من يستطيع الولوج الى خفايا أي شيء أن يظهره بشكله الجميل ! كالقصيده الشعريه / وخفاياها الجميله !

من الصعب جداً الوقوف على كل خفايا القصائد والنصوص ! فالمعنى يبقى دائما ًفي بطن الشاعر !

وكم من قصيده وقصيده أولها الآخرون على غير معناها / وكم من تصرف وتصرف ذهب بالعقول الى غير مايرمي صاحبه !

لذلك من هذا المكان الجميل بكل مافيه من أدب وأدباء / وشعر وشعراء .. أقف هذه المره على أعتاب الجمال الشعري مع الجميله حد الذهول ( مزون المحمد )

ليكون لزاماً عليّ أن أترجل إحدى قصائدها وأدرجها تحت أوراقي لأزيد من بهائها ولو قليلاً وذلك تزامناً مع ( جلوسها على كرسي سماء الخير )


! مزون المحمد !


أعذريني على إقتحامي ملفك وإستخراج هذه الدانه منه لإلقي عليها الضوء عن كثب !


///





الغيم

أطلقت شاعرتنا هذا المسمى الكثيف والممطر على هذه الباذخه الممتلئه شعراً يطرب الأنفس / لتلتحف الشعر بكل فخر وزهو / ويغني الوجع بنايه الحزين / ويرقص رقصته المؤلمه مع الريم !

كل مايتعلق بالعطاء / والإفراط في العاطفه بإتقانِ قد يكون مدروساً وقد يطغى عليه فوضوية الحب هو متعلق حتماً بهذا الأسم الحاتمي / مزون / ماأن يتبادر الى ذهن المستمع هذا الإسم حتى يتقاطر المطر وينهمر بغزاره !

ينصهر هذا النص كلياً في بوتقة الحزن العميق / والغياب الذي ( وسم ) النفس ( بميسم ) الفراق المرير ليتلاشاً عبر ثقوب الزمن / وينير السماء بنوره السرمدي الجاف رغم لونه الرمادي القاتم !


ودك تشوف الغيـم! وشلونـه الغيـم ؟
الخـد وادي .. والسحابـة عيـونـي

الهم يمطر بي ويعشب ثـرى الضيـم
الحزن دمعـي .. والهقـاوي ظنونـي



أستهلت جميلتنا جميلتها هذه / بتساؤل فيه من الإنكسار النفسي الشيء الكثير ! أنين الصمت وولولات السنين / أتت كإبتهالات راهبِ في محراب الدعاء / صمت الضجيج أصبح على المحك !
لتعلن تعريفها لللغيم / بأنه رسم لوحة فنان صاغتها أنامله بصياغه محترفه جداً / وتعلوها شهقات غرقى بدموعٍ حرقى !
تركز المعنى بين خد وعين / لترتوي هذه الخد من هذه الدموع وتتلاشى تماماً الشمس لتتكثف الغيوم وتتلبد السماء بإنهمار الحزن / وتفيض الغدران على صفحة الخد / دمعاً على صفحة الورق !
لتزيد الحيره / ويتفتق الوجع من جديد عن ملابسات جديده ( للهقاوي ) والظنون ! ومابعد المطر إلا العشب والإخضرار ! ولكنه ! من نوع خاص ! لايليق إلا بكل ذي حزن وفراق !
أنثرينا يامزون / وأروينا عشقاً يظهر جلياً رغم حزنه !
معنى في معنى عن ألف معنى يامزوون / صح هذا الفكر المهيب .

//


لا حيلتـي تجـدي ولا حيلـي يقـيـم
عثرة جروحي تقصـر الحـظ دونـي

يافرحة الساهي /على/ رقصـة الريـم
يا رقصة السهـوه لفرحـة شجونـي



إنهيار كلي في مضخات الحياه التي تسير دونما توقف / وفي أهازيج الصباح المبكر / وأصوات عصافير المساء عندما تبتهل / أين أنتي يامزون من كل هذا / و ( الحيل والحيله ) غائبه عن محياك وجسدك !
لو سلمنا أن عثرات الجروح قد تلتأم ونضع منها أحجاراً نستند عليها في المضي قدماً / ماحيلة الحظ ! أين هو الحظ إذا قصر عن بلوغ المنى والمراد ! ( هنا يامزون ) ألجمتي الأنفس وأذهبتي العقول وكأنكِ تضعين الحد الفاصل بين الظلام والنور بيدك وتلوحين بإشارة قف !
فعلاً ( الحظ ) هو المحرك الفعلي وإكسير الحياه !
الله عليك يامزون الله عليك / البيت الثاني جاء ليعبر عن نفسه / كـ أسطورةِ رقصة البجع على ضوء القمر . ليلتف الحزن والألم ويتراقصان بخفه على جروح االقلب المدمي / بعناقيد الوجع القديم / من ذاك الذي سـ ينبش عن أنثى مكبله بالقيود / من ذاك الذي سـ يبحث في الصميم عن بلسمِ يشفي كل الأحزان !
تقديم وتأخير وإنعكاسات أتت بطابع شعري رائع جداً / يحفظ في أرشيف شعرك ياجميله !

///



ياما .. حدوني اجبـر القلـب وأهيـم
ويالوعتي .. عـاللي لفقـده حدونـي

اخفي دموعي عـن عيـون المعازيـم
وتنثره بالغصـب (غمضـة جفونـي)



وليس هناك بالجديد يامزون / هم هم نفس الوجوه / نفس التقاسيم / ونفس الكلام !
العواذل والوشاه !
على مسرح الحياه نواجه الكثير منهم / وقد يكون للأقرباء الحظ الأوفر والسواد الأعظم منهم !
تصوير بديع لموقف قد يتكرر على مر السنين / غمغمه بجذل ومحاوله لإسترحام الدمع بعدم الإنجراف ولكن ! لاجدوى فالمزن في داخل العين ( أرزم ) وتدفق بغزاره !
لأن الروح المكلومه / والنفس الثكلى لاتتحكم بمخزونها الدمعي !
حلقي ياجميله في فضاءات الشعر وصدقيني المتعطشون لهكذا مزن ومزون هم كثر !

///


صدري يتل الـروح فـي فيّـة النيـم
ونبضي يدكّ الجوف.. (ليه إدفنوني)؟!!

وجرحٍ يكـرم صاحبـه خيـر تكريـم
يـزف نزفـه مـن رزايـا متـونـي



تصوير من أقوى التصاوير / وتعبير يلزم النفس بالتوقف قليلاً عند أعتابه / تضمين كلمه ( يتل ) هي أعمق نقطه في هذه القصيده / وهي الشريان النابض للجمال الفني في هذه الأنيقه يامزون !
فأنتي أتيتي بأقوى تعبير عن الإنتزاع بشده / وأردفتيه بكلمة ( يدكّ ) لإلزام المعنى القوه في التعبير والصلابه في هول الموقف / وهذا من جماليات الشعر عندك يامزون !
بعد هذا الصهيل والإستنفار يأتي التساؤل بكل إنكسار ! ( ليه إدفنوني ) ! ليقف القلم حائراً عند هذه الكلمه / ويتصعد الموقف بإتجاه الأسفل معلناً صمتاً رهيب في محراب الحيره !
هي هذه الدنيا ياشاعرتنا / دائماَ ماتجعلنا ندور حول أنفسنا ونلهج بالدعاء عل الأمل يعود !
ليعود الشموخ ويرتسم العقد بألوان الإستبسال في معركه تكون هي كبوة الجواد / ليكون الجرح هو المكرّم فيها لصاحبه الذي أعياه طول حمله على عاتقه / فهكذا السبب والمسبب !
سلم تصويرك وفكرك من كل شر !

///


يومي تجعد حـزن واحساسـي يتيـم
وليلي بيذل الصبح (يمشي) بـهونـي

جاني و(سلسالـي) علـى كفـه يهيـم
يطلب عزا روحي في (قلبه) بدوني !!

وجه الهوى يبقـى وريـث المقاسيـم
فقيـر ميـراثٍ \غـنـي الطعـونـي



ترسمين البورتريه بكل حرفنه شعريه / لتعممين الألوان كرساماً سريالي / او لوحة لسالفادور دالي / أبدعتي بتصوير طول الوقت عندك ( يومي تجعد حزن ) كنايه عن طول الوقت بغيابه وحزناً عليه أصابه الهرم وتجعد وجه اليوم لطول عمره ! / وأردفتي بقولك ( وليلي بيذل الصبح يمشي بهونه ) أصبتي بكلمة يمشي / والمشي هو الهوينا والبطء بإستهتار ومماطله / أيضاً تصوير رائع بل مدهش لبطء الوقت وطوله في غيابه !!
أسترسلتي بتلوين اللوحه لتختمينها / بقدومه / وهو من شق عليّ إستيفاءه وإخراج مضمونه / هل هو الغائب أم ذاك الصبح الذي طال أمد إنبلاجه ! فكلاهما موصومان بالغياب المرير / وطول الإنتظار الشحيح !
لتبدعين مره أخرى بجمال التصوير / فهاهو ( السلسال ) يهيم على كفه ! ( لنغرق كلياً في هذا التفصيل المدهش / ونذوب في خطوط الأيادي / فمازال الحب يبعثر قلبك ويحني الأورده بكل كبرياء ليكون النبض في موضع الكف عله يلامس بقايا هذا السلسال / الذي جاء كعربون ( عزاء ) وهيهات هيهات أن يكون هو العزاء / بل سـ يكون هو السكين المغروزه في خاصرة الحب الميت !

ومابعد العزاء إلا الموت / او مابعد الموت إلا العزاء ! كلاهما وجهان لعملة الفقد !
وتقسيم المواريث / هي آخر مايخرج به الإنسان بعد موته لمن هم خلفه ! هذا هو عزاء قلبك في فقده . فقر مقدع لكل ماهو جميل من محبةِ صادقه / وعنفوان شباب عشق طاهر !
الى غناً فاحش وميراثِ طائل من ( طعون ) وأوجاع مستتره وظاهره للعيان !

...

نورِ على نور يامزون / وشعراً يروي الذائقه المتعطشه / ووهج يغني سناء عن ألف شمس !
بورتريه ينشق عن غلافه ليكون من أعظم اللوحات الشعريه في هذا الزمن العجيب / أسكبي الروعه يامزون ولاتقولي أبداً أنكِ لم تعبري عن شعورك / فهذه الحفله الصاخبه بالحزن أغنتنا عن ألف موال وناي / للتعبير عما في دواخلنا !

مزون / نص صالح لك زمانِ ومكان فيه من الوجد والفقد والحزن الشيء الكثير !


طاب فكرك / وسلمت ذائقتك الرفيعه / وصح وجدانك ياأنيقه .



تقبلي قلمي المتواضع وأقبلني في قائمة متابعيك .



رسيس


اخر تعديل كان بواسطة » رسيـس في يوم » 08-11-2009 عند الساعة » 20:02. السبب: تنسيق الأبيات
رسيـس غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس