مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 19-10-2008, 11:17   #39
نوف الثنيان
النجدية
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ نوف الثنيان
 

رد : الشادي صالح .. وموسـم الهجرة إلى الخيــال ..!




هنالك ملاحم شعرية تجسّد نوع آخر من الفن الأدبي الرفيع المرتبط بالنثر .. نوع من القصص الشعبية التي يختلط فيها الشعر الغنائي .. تقترب من المسرحية الشعرية في طريقة الحوار .. وقد كان لـ الشاعر محمد الأحمد السديري تجربة " الدمعة الحمراء " وهي ملحمة فنية مبتكرة ومتطورة على عصرها في ذلك الوقت حيث امتزجت فيها العاطفة بالخيال .. ابطالها شيمة و وافي قامت على الحوار المكثّف والتكثيف و أسقط عليها الشاعر من مشاعره الحُب السامي .. والمُثل والقيم الأصيلة .. حب الأرض والوطن .. الخ

بما إن لـ صالح الشادي تجربة أوبريت الجنادرية .. لماذا لايستفيد منها في حياكة مسرحية شعرية بفكرة جديدة تمثّل أسطورة في قالب عصري جميل..
أسوة بـ مهرجان الجنادرية الذي يحلم كثير من الشعراء للتشرف بكتابته وإنجازه .. وفي المقابل الذي أفقد حماس متابعين المهرجان دهشته لأنهم باتوا يحفظون رسائله وسير البرنامج مسبقاً ..!

مسرحية شعرية تعني بإشباع الحاجات العاطفية عند الناس .. واسقاطات فكرية وشعورية يتطرق فيها لأوضاع سياسية ومشاكل اجتماعية مختلفة يشتغل على كيفية رعاية براعم الحب النقي من رجل يحمل كل معاني الرجولة والشهامة الأصيلة في ظل فكر يخاطب الضمير بـ لغة العصر واحترام عقلية المتلقي بمنطق الفكر وفكر المنطق .. تحمي من نوازع الشر والأفكار المستوردة من الفضائيات والانترنت .. ويغلّفها برسائل عن الأرض وحب الوطن وهموم المواطن ..
الشادي صالح كاتب وشاعر وفكر قادر على التعبير عن مجتمعه في ملحمة مسرحية شعرية .. ألم يخطر في ذهنه أن يبادر لـ عمل كهذا و يراهن على نجاحه ؟



موضوع الحداثة اختلفت الأفكار حول مدلولها البعض يؤكد انه انصراف كلي عن الأصالة .. والبعض الآخر انه تطور يرافق الادب والفكر وفق سنن طبيعية لاتقبل الجمود
والفريق الآخر يردد بأنه غير مقبول لأن الغنائية في تفعيلات الشعر تفقد حيويتها وتأثيرها حين تتراكم تفعيلات متواصلة لا وقفة عروضية بينها , فضلا عن تواتر التفعيلات الكثيرة التي تتعارض مع التنفس عند الالقاء متجاوزين المعنى الاصطلاحي للتدوير الذي ارتكز على اسسه كثير من الشعراء مثال نازك الملائكة .. ماردك على هؤلاء ؟



يتردد كثيراً من أن الشعر ( حرام ) وأن شاعراً ترك الشعر لأنه التزم ..! و مواقف تاريخية كثيره نستطيع الاستشهاد بها تؤكد مشروعية الشعر الحريص على معاني الخير والبعيد عن أعراض المسلمين وهذا مما دعا عمر بن الخطاب أن يستحسن شعر زهير في رواية ابن عباس عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وقد سأله عمر : هل تروي لشاعر الشعراء ؟ قال ابن عباس : ومن هو يا أمير المؤمنين ؟ قال : ابن أبي سلمى. قلت : وبم صار كذلك ؟ قال : لأنه لايتبع حواشي الكلام , ولا يعاضل من المنطق , ولا يمتدح الرجل إلا بما يكون فيه ..
كيف ترد على شاعر يعتزل الشعر باعتباره حراما بينما يستطيع تسخير موهبته لكل مافيه من بوح عفيف وخير ونصح وفائدة ..؟



نوف الثنيان غير متواجد حالياً