مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 28-03-2008, 18:26   #50
مسفر الدوسري
شـــاعر وصحفي
 

رد : هنا ..(مسفر الدوسري) حيثما يولد الشعر .. أكثر من عشرة أصابع لـ كتابة عطر ..

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة إبراهيم الوافي مشاهدة المشاركة



لمثل هذا الثراء .. وهذا الطرح الموضوعي .. وازدواجية الشعر والشاعر ..والنص والمتلقي .. والمبدع والإبداع ..علينا أن نعود .. أن نبقى هنا طويلا ..حيثما يورق الشعر أو كما قالت النجدية .. ..

1- صديقي الشاعر الجميل .. يقع النص المحكي أو الشعبي تحت سلطة الناقد الفصحوي .. وبذات أدوات الفصيح .. وأهمها النحو وأغراضه وتأثيره على مستوى الإبداع ..هل ترى في رأيك أن ناقد النص الشعبي هو ذاته ناقد النص الفصيح بشرط أن يكون قادرًا على تعويض تأثير النحو في النص الفصيح .. بمضاعفة تأثير الصوت في النص الشعبي ..وهل ترى أن ثمة ناقد شعبي .. وآخر فصيح ؟

2- صوت عقرب الثانية ..نصا يوميا عند شاعر عفوي جميل كمسفر الدوسري استطاع أن يكتب حتى طقوس الكتابة .. كيف يكتب الشاعر طقسه الشعري حين يكتب قصيدته .. وهل لنا بنص مخبوء في روح مسفر الدوسري حول ذلك ...

3- الشاعر يبتسم للوجود .. ويبكي وحيدا .. أي نص أقدر على ملامسة الروح .. النص المبتسم أم النص الباكي ..؟!


سأعود دائما

إبراهيم الوافي:


ما أروع عودتك أيها المليء بالصبح!! بحميمية صادقة أقول لك ياصديقي..منذ أن دخلت هذا البيت الجميل"شعبيات" حتى هذه اللحظة..أفرح عندما أجد إسمك قبل أي رد لك أو تعليق، لثقتي بأنني سأجد من الوعي ما يغري البصر والبصيرة للركض خلف كلماتك المرتوية بالفوانيس الملونة،والنخيل الباسقة المثمرة.لا تتواجد في متصفح إلا ويضيء بك ويشعل زغاريد البهجة المطفأة.
شكرا نيابة عن كل من مر هنا..ومن مر هناك،أو حيثما تتواجد.


عودة لمشاعلك:
1- قلت في إجابة سابقة على أحد أسئلة الأخت النجدية ما هذا نصه:
النقد ينبع من فهم عميق للمُنتج الإبداعي ذاته،فالبرغم من أن هناك أسس عامة ومبادىء للتطبيقات النقدية،إلا أن الناقد المبدع هو من "يعدّل" من بعض شروطه النقدية ليصبح قادرا على إحتواء خصوصية الأبداع موضوع التطبيق.
وأضيف حول هذه النقطة: أنا أظن أن ليس هناك ناقد شعبي وناقد فصيح،بهذه الحدية للتقسيم،وإنما هناك فكر نقدي قادر على التعامل مع النص أيّا كانت لهجته بشرط أن يكون هذا الناقد على وعي وإدراك كاملين بخصوصية النص،من حيث المفردة،وظلالها،وإيحاءاتها،وتوظيفاتها المختلفة،بالإضافة إلى بيئة المفردة،والموروث المتعلق بها،وسلوكيات الناس الذين يتعاطون هذه المفردة،ومعتقداتهم،إذا لم يع الناقد كل هذه المعطيات لن يستطيع أن يصل إلى أبعاد جماليات الصورة التي تتألف من تلك المفردات،وإذا كان هو عاجز عن ذلك،فكيف يستطيع هو أن ينقل هذه الجمالية إلى المتلقي؟!
خذ مثلا هذا البيت:


له ريقٍ أحلى من لبن عطّف النوق
إلى أبهلت به من عروق النشانيش


كيف لناقد أن يعي أبعاد جمال التشبيه هنا،إن لم يكن يدرك أن الناقة لا تستطيع حلبها قبل أن تعطف،أي أن يُترك صغيرها يشرب قليلا بعد "أبهالها" أي نزع الشمالة عن ضرعها،ومن ثم تتدفق العروق بذلك الحليب رائع المذاق!
إذا لم يع الناقد كل تلك المعطيات،فبالتأكيد لن يصل لجمال صورة"له ريقٍ أحلى من...."
لذا اقول أن منطلقات الجمال في النقد إطار عام،والناقد المتمكن هو الذي يستطيع أن يطبقه مع مراعاة الخصوصية الكامنة في النص.
2- في الحقيقة ليست لي طقوس معينة في كتابة القصيدة،قد يكون لبعض الكتّاب أجواء، معينةوحالات نفسية ملازمة لعملية الكتابة،وقد سمعت وقرأت عن بعض تلك الحالات،ولكني شخصيا لست كذلك،ولا أعتقد ان فعل الكتابة يحتاج لطقوس خاصة غامضة،وإلاّ ستصبح العملية كأنما هي تحضير أرواح ،أوشعوذه،أو حلقة زار!! بكل بساطة القصيدة لدي تبدأ بشعور إستثنائي تولّده لحظة لا تشبه اللحظات الأخرى،فتبدأ القصيدة مشاركتي "ذهنيا" كل ممارساتي اليومية،حاضرة في تفاصيل يومي،في ساعات العمل،أثناء حديثي مع أصدقائي وزوجتي وأولادي،خلال تناولي طعامي،قبل خلودي للنوم،أحلامي أحيانا،تطوف القصيدة في كل ذلك كوجه أنثى لا أستطيع التعرّف على ملامحه كامله،أرى كحل عيونها ولا أستطيع التحقق من لون عينيها،أشم عطرها ولا أتمكن من ملامسة كفها،أرى شفاهها تتحرك ولا أسمع صوتها،أشعر بانفاسها على أصابعي ولا أراها،في هذه المرحلة احدد موقفي منها،فإذا وجدت فيما سبق أغراء ما نحوها،أو جمال متوقع خلف تلك الملامح،بدأت محاولاتي في كشف تلك الملامح،وإن لم يكن،تجاهلتها وتركتها في حال سبيلها،وعندما أقرر كشف الملامح أحاول قدر الإمكان أغلاق أبوابي علي،قد أمارس حياتي اليومية ولكني في الواقع في شبه عزلة في داخلي عن الناس،وغالبا ما أكون حينها متوترا مشدودا وشديد الحساسية،ولكني خلال هذه الفترة لا أحاول كتابة شيء ،فقط اتفرغ ذهنيا لمحاولة كشف أكبر قدر ممكن من ملامح تلك الفاتنة،وتبدأ هذه الملامح فعلا في الوضوح شيئا فشيئا،إلى أن تكتمل،حينها فقط أبدأ في رسم الوجه وأكمل تفاصيل الجسد والروح.
هكذا ببساطة أكتب قصيدتي.
في الواقع لم أكتب قصيدة عن هذه "الطقوس" إن أردت تسميتها كذلك،ولكن كتبت نصا لم أنشره يتماهى مع هذه الطقوس ومع القصيدة بشكل عام. سأورد بعضا منه:


الله ماأجمل جنونه..
هالشعر!!!
شلون يطفي بالجراح..جْراح
ويسكّنك في نار حزنك ..
هادي ومرتاح!
الشعر..
مجنون فوضى
ويعشق أبواب الغموض
النازفه
واقفال.. مالها مفتاح!
يشعل أصابع القلق
يطفي جمرك .. بالورق
واللي يبقى من رماد
يعيد تشكيله نجوم
وصوت اغاني
وبرقٍ فـ الدجى فضّاح!
مارد يحب العبث
يطفي نورك بالضحى
وبالليالي الموحشه..
يشعلك مصباح!!
مجنون ..
لو عطيته ورْد فَرحِك..
خانك وبكّاك
ولو سترته في عيونك
قالك وعرّاك
وغنى أسرارك..وباح !


3- كل نص نابع من الروح ،قادر على ملامسة الروح،ولكن هذا ليس شرطا كافيا لبقاء هذا النص فيها!لابد للنص أن لا يكتفي بملامسة الروح،ولكن لابد له أن يبادلها "ديالوجا" غنيّاً يغري الجداول بريّ الأعشاب اليابسة.

أيها المدهش بضيائك ،شكرا لما تركت هنا من جداول وسنابل,

مسفر الدوسري غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس