مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 27-03-2008, 17:38   #46
مسفر الدوسري
شـــاعر وصحفي
 

رد : هنا ..(مسفر الدوسري) حيثما يولد الشعر .. أكثر من عشرة أصابع لـ كتابة عطر ..

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة النجــدية مشاهدة المشاركة



س1 ولأنّك مسفر الدوسري فـ ليسمح لي قلبك بالدخول .. لـ معرفة مرحلة الكويت في البدايات حيث بدأ الشعر ؟‏‎ ‎ومن خلف تأثير اتجاهك لشعر التفعيلة ‏؟

س 2الحداثة وشعراء الحداثة .. يوجد من لايفهم الحداثة فما هي الحداثة بمفهوم الدوسري مسفر ؟


س3 أياهما يشبه الآخر أكثر مسفر الدوسري أم شعره ؟

س4 بعض شعراء النبطي لا يحرصون على كتابة الشعر بالفصحى لأنهم مضطرين للتقيد بأدوات النحو وبرأيهم يحد من ‏‏الإبداع‏ ؟ مارأيك ؟ وهل سبق كتبت الشعر الفصيح وإن وجد‏‎ ‎نتمنى اختيار نص لـ قراءته .. ؟

س5 غياب الناقد الواعي "المؤهل" البعيد عن "الأنا" .. بمعنى.. الذي يكرّس جهده لتسليط الضوء على ذاته النقدية أكثر ‏من القصيدة المعنية بالدراسه أو القراءة النقدية والذي يحول من إستفادة الشاعر وإستفادة المهتمين بالشعر .. ‏قاد ذلك إلى تحوّل مهمة النقد إلى الجمهور .. مما جعل مقياس نجاح "بعض" الشعراء وأنتشارهم وشهرتهم تصفيق ‏قاعه في أمسية يحكمها ذائقة جمهور يعتمد على ثقافات مختلفة ‎ .. ‎
الا ترى إن ذلك أحد الأسباب لـ تهميش الشعر العامي من قٍبل شعراء الفصيح ؟

س 6 تطبيق ادوات النقد من نقاد الشعر الفصيح على الشعر العامي أدى إلى المجاهرة بـ نبرة التعالي من نقّاد وشعراء الفصيح .. الا تجد ذلك سبب آخر لـ تسفيه الشعر العامي بناء على أنه لا يخضع لنفس الشروط ؟


مسفر ..
ما زلنا في نشوة شذى عطرك ..



النجدية:


مليون هلا في رجعتك..
طفا الظلام.. كل الظلام..
ولا قدر..
لحظه يطفّي شمعتك!

.

.
.
1- البدايات ليس بها ما يثير..تشبه بدايات الكثير منا،ممن أحسوا مبكرا أن في داخلهم شغبا عصيا على الفهم والتفسير مقارنة بصغر أعمارهم،وقلة وعيهم في الحياة،فمنهم من تتبع هذا الشغب وآمن به ليصل لجداول روحه الصافية،ومنهم من تنكّر له في بدايات الطريق وخلّفه وحيدا يشكي يتم الحضن،إلى أن مات بهدوء.
وبالنسبة لشعر التفعيلة،لم يكن هناك شخصا بعينه جعلني أختاره دليلا لي يقودني في متاهات الظلام لمرافىء النور،وإنما شعر التفعيلة ذاته هو الذي أغراني بذلك،هو الذي أشعل بي الرغبة برفقته،أحسست انه يشبهني بطريقة غامضة،أقرب إلى ملامح أصابعي،إلى طبيعة علاقاتي بمن حولي، طريقتي في إرتداء ملابسي،إنتقاء عطوري،فرحتي في تجربة الأشياء لأول مرّة،البحث الدائم عن الوجه الآخر في الفكرة لعل بها ما يغري أكثر،كل هذه الاشياء وغيرها تقاطعت مع روح شعر التفعيلة لدرجة أنني أحسست تجاهه بالإنتماء.
2- يالهذا السؤال الصعب!!..فعلا هذا السؤال أكبر من قدرتي على التنظير.
أنا أظن ان الحداثة ليست شكلا،ولا تعني - باي فهم - أنها الحد الفاصل بين القصيدة الموزونة المقفاة وبين القصيدة المتحررة من الوزن والقافية،أنا أظن أن الحداثة عملية خلق تثير الأسئلة الموزونة،والدهشة المقفاة!
الحداثة نجدها في تلك الإبداعات التي "تقنعنا" بمراجعة بعض(أو كل) مانؤمن به،وما نعتبره من المسلمات من أفكار وأحاسيس،ورؤى،وهي التي تجعلنا نرى أشياءنا العادية كأنما نراها للمرة الاولى،وهي التي تجعلنا ننظر بدهشة لخطوط أكفنا ونحاول إعادة رسمها،تلك الإبدعات التي تجبرنا على ما يسمى بـ"التموضع" لنكون قادرين على رؤيتنا لا كما نريد،ولكن كما يشتهي الجدل!
3- إن كنت أشبه شعري، أم كان شعري يشبهني فالنتيجة واحدة على ما أظن،أم لعلني لم أفهم السؤال كما يجب.
4- أدوات الإبداع لا تحد من الإبداع،وإنما قدرتنا على إستخدام هذه الادوات هي التي تحدد مدى الإبداع الذي يمكننا الوصول إليه. بالنسبة لكتابتي بالفصحى،نعم لقد جربت الكتابة بالفصحى في بداياتي الشعرية،كما جربت الكتابة بأشكال أخرى،ولكن لأن بها من عيوب البدايات المبكرة الكثير،فاعذريني إن حرصت على عدم إزاعاج ذائقتكم النقية بها.
5- سؤالك يتضمن إشكاليتان،الأولى غياب الناقد وتولي عامة الجمهور عملية النقد،والإشكالية الثانية موقف شعراء الفصحى من الشعر العامي.
بالنسبة للإشكالية الاولى،أنا اعتقد أن مايحدث يعبّر فعليا عن خلل واضح في لعب الأدوار.
مهمة النقد العظمى أنه يؤسس لرؤية جمالية لدى المتلقي،عن طريق تعميق الفهم لديه لقراءة ماخلف الكلمات،واستنتاج العلاقات بينها،ودلالات إستخدامها،وأثرها على المعنى،ووظيفتها في خلق تكامل البناء الشعري،وعندما يغيب ذلك يصبح الجمهور على إختلاف وعيهم وثقافتهم وإدراكهم هم من يقوم بهذا الدور،وهذه بنظري كارثة،أصلا عدم وجود من ينمي وعي الجمهور،ويأخذ بيده لمدى أبعد من مدى رؤيته بحد ذاتها كارثه،الكارثة الاعظم أن يتوهم الجمهور أنه قادر على فعل ذلك بنفسه،بالتأكيد أن هناك قلة قليلة من الجمهور سعت جاهدة على تنمية وعيها،وتحصين ذائقتها،وتعميق علاقتها بالإبداع،ولكن حتى هذه القلّة غير قادرة على الإمساك بزمام الذائقة العامة.
الوضع الطبيعي أن الإبداع يسير امام الجمهور ويسير النقد بمحاذاته لشق طريق الظلام،فالمبدع أجنحة تحلق في السماء والناقد يغري الحصى باللحاق بها عن طريق مدّ الجسور المورقة بين الأرض والسماء،إيمانا من النقد بأن تلك الأجنحة دليلهم الصادق لطريق الشمس،في غياب النقد أصبح الحصى يقود الاجنحة لرمل الارض!
أما الإشكالية الثانية..فإنها إشكالية أكثر تعقيدا،فأنا أظن أن هناك إياد صفراء ساهمت في خلق الهوة المزيفة بين شعراء العامية وشعراء الفصحى،ظنا منها أن ذلك يعزل "بعض" شعر الفصحى الحديث عن الناس،لما يحمله هذا الشعر من تحريض للفكر،ورغبه جامحة للحرية ،واختصار المسافات الفاصلة بيننا وبين الحضارة المعاصرة،وكان البديل هو تشجيع الشعر العامي على الإنتشار والتسيّد الثقافي،لأن الشعر العامي في نظر البعض مجرد شعر غزل لا يمثل أي خطورة على إستتباب "الأمن الإجتماعي"، بعض شعراء الفصحى يعي ذلك،ولكنه يقاتل "السكين" التي أُستخدمت لقتله،وليس اليد التي تمسك بالسكين،وهذا ناتج إما عن جبن،أو ضيق أفق في التفكير،والبعض الآخر من شعراء الفصحى لا يعي أبعاد هذا الصراع،فيأخذ القضية،مسألة شخصية،تعبّر عنها غيرته من نجومية شعراء العامية الذين يتهمهم بالتفاهة والسطحية،وحقده عليهم،وهذا النوع مسكين،مريض نفسيا،وتافه،ولا تتعدى نظرته سواه،فلو تأتت هذه النجومية والشهرة والرعاية لأحد أقرانه من شعراء الفصحى، لوجدت لديه نفس الموقف،ونفس المشاعر السلبية تجاه ذلك الشاعر،فالقضية بالنسبة لهذه النوعية ليست قضية فصحى أم عامية(وإن تظاهرت بذلك)،بل قضية أنا أم غيري!! هذه النوعية لا تستحق عناء الحديث عنها.
في الجانب الآخر هناك من أدباء الفصحى الصادقون الذين ليس لديهم هذا التمييز العنصري في الجنس الأدبي،ولا يعزلون الإبداع على أساس لون بشرته،أو شكل جلده،ويصفقون لتجلي الإبداع سواء وجد في قصيدة عامية،أو بقصيدة فصحى،أذكر منهم على سبيل المثال د.سعيد السريحي،د.عثمان الصيني،عبدالمحسن اليوسف،فايز أبا،سليمان الفليّح،محمد جبر الحربي..وآخرين.
أمثال هؤلاء هم من نراهن عليهم لإفشال أي فكرة تحاول تفكيك الأبداع بهدف إضعاف أثره في الناس.
6- أعتقد أن إجابة السؤال السابق تتضمن الإجابة على هذا السؤال،مع إضافة بسيطة وهي أنني أعتقد أن النقد ينبع من فهم عميق للمُنتج الإبداعي ذاته،فالبرغم من أن هناك أسس عامة ومبادىء للتطبيقات النقدية،إلا أن الناقد المبدع هو من "يعدّل" من بعض شروطه النقدية ليصبح قادرا على إحتواء خصوصية الأبداع موضوع التطبيق.

الأخت النجديه..دام عطرك.

مسفر الدوسري غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس