مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 24-03-2008, 21:46   #30
مسفر الدوسري
شـــاعر وصحفي
 

رد : هنا ..(مسفر الدوسري) حيثما يولد الشعر .. أكثر من عشرة أصابع لـ كتابة عطر ..

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة نـــورة العجمي مشاهدة المشاركة



مسفر الدوسري
يحق لنا الاحتفال بالشعر وبقلبك المليء شفافية ونقاء وطيبه وماء القلب ذو الينابيع الصافية
وسنحتفل بقربك دائماً من مواسمنا مع اراءك وحروفك التي تتناثر عبيراً في كل حضور وتعم كل الزوايا وكل الأوقات


قصة بقائك في الكويت أيام الغزو العراقي وعدم خروجك منها قصه مثيرة وتدعوا لأسئله ملحه أخرى , وسأقتبس تعليق على السؤال من لقاء صحفي سابق عندما سألك ‎ وما قصة بقائك في الكويت أيام الغزو العراقي وعدم خروجك ؟
وكان تعليقك



سؤالي
هذا الموقف يذكرنا بموقف المتنبي حين كان يلحقه رجل من بني أسد اسمه "ضبه " معه 80 من قومه ‏ونصحه أحد المقربين له قاله : اتق الله لقد هجوت الرجل ووالله لا أراه الا قاتلك فاهرب ,فأخذته العزة بالإثم وقال " والله لو أنّ بني أسد ضمأى لثلاث وماء الفرات يترقرق ويتقلب ‏ماءه كـ بطون الحيات ورأوا مخصلة عصاتي ما وردوه "‏
فلما سافر وانتصف به الطريق اعترضه ضبه ومن كان معه من قومه .. فلما أيقن الهلاك فرّ ‏فقال له مولاه وقيل ابنه : أتهرب وأنت من قال :‏
الخيل والليل والبيداء تعرفني ... والسيف والرمح والقرطاس والقلم
فقال قتلتني قتلك الله

هنالك تشابه في المواقف بين موقف المتنبي ومسفر الدوسري وهي الإيمان الكبير بالكلمة والمبادىء التي يصرح بها الشاعر في اشعاره خاصة فيما يخص الوطنية والحماس الذي يشعل روح القوميه لدى الناس , الا ترى معي إن الشاعر حين يكون شخص مؤثر على الناس ويحافظ على نفسه من موت متوقع , لا يتعارض ذلك مع خوفه على الصورة التي عكست للناس شخصيته بل هو اكمال رساله من خلال كلمته وشعره يمكنه المساهمه بشكل اكبر في احتواء المشاكل و سوء الأوضاع ؟

ولي عودة إن شاء الله



الأخت نوره العجمي:

سبق وذكرت في غير مناسبة أن قصة بقائي في الكويت خلال الإحتلال العراقي لم تكن بدافع البطولة،ولا هي محاولة لحصد النياشين،وبالتأكيد لم تكن بدافع الحصول على شاهدة قبر ،بكل بساطة كان الدافع وراء بقائي خلال تلك الفترة هو ..بقائي! بمعنى آخر..أنا كنت ولا زلت أشعر أن الشِّعر أساس وجودي الإنساني،وهو محور حياتي،وكل ما فعلته وأفعله في الحياة وليس له علاقة مباشرة بالشِّعر(كالعمل،والزواج،وتربية الاولاد،وكثير من العلاقات الإنسانية،والاصدقاء الفائضين عن الحاجة..ألخ) هو ضرورة حتمها القدر للإيفاء بمتطلبات العيش،أما الشعر فهو مكافأة خصني بها القدر للإيفاء بشروط الحياة! وهنا تكمن أهمية الشِّعر بالنسبة إلي.
عودة للسؤال أقول أن الإحتلال كان إختبارا لأيماني بأهمية الشِّعر في حياتي،وكنت أتصور أن سقوط الشِّعر من حياتي هو إنهيار لحياتي بأكملها،فلو حدث ذلك فيجب علي أن أبدأ حياتي من جديد وكأنما للتو وُلدت،بشرط ان لايكون للشِّعر أي وجود فيها،والحقيقة أنني لم أعتقد أن هناك متسع من العمر لذلك.
وكما ذكرت يا أخت نوره في المقابلة التي ضمنتها سؤالك ،كنت قد كتبتُ قصيدة وطنية قبل الاحتلال بسنوات بعنوان:" امي قالت" والتي ذكرتِ مقطعا منها،تدعو للتمسك بالأرض وعدم التفريط فيها،وعندما حدث الإحتلال،تصورت أن هذا الحدث إختبارا لمصداقيتي أمام نفسي وليس أمام أي أحد آخر،وكنت على يقين تام بأنني لو غادرت البلد مع من غادر فإنني بذلك سأخط شهادة وفاة الشّاعر داخلي،فاخترت البقاء حفاظا على حياة الشاعر الذي لا أتصورني بدونه،لذلك أقول أن سبب بقائي خلال تلك الفترة هو ..بقائي.
أما عن دور الشاعر في إحتواء المشاكل وسوء الأوضاع،فأنا أشك أن للشعر في حياة الناس ذلك التأثير الكبير على معتقداتهم وأفكارهم وأنماط سلوكهم إلاّ من رحم ربي!!ربما العيب في أحدهما،أو كلاهما،باختصار لا يمكن أن يكون الشاعر في هذا الزمن قدوة.
على ذكر القدوة..
أتدرين يا أخت نورة ما الموجع؟!! الموجع أننا في هذا الزمن لا نبحث عن قدوة،بل أننا لا نريد تلك القدوة،وأظن ان عدم قدرتنا على استيعاب هذه الثورة الحضارية المعاصرة التي تغزو العالم،خلق فينا لبساً في كثير من المفاهيم،كالإستقلالية مثلا،والتفرد،فأصبحنا نبحث عن الإستقلالية التامة حتى عن ما يمكن أن يكون قدوة لنا،بل أننا نرى القدوة عائقا يشدنا للخلف،ويمنعنا عن اللحاق بالعالم،وهل تعلمين ما هو الموجع أكثر؟!! أن ذلك في غالب الأحيان ..صحيح!

أخت نوره..سعدت كثيرا بوجود،وضؤ شموسك.

مسفر الدوسري غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس