مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 04-03-2006, 12:27   #64
عبدالواحد اليحيائي
كــاتـب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالواحد اليحيائي
 

رد : للفكر / للفلسفة نكهة أخرى مع عبدالواحد اليحيائي

.
.
كان الشعر يوماً ما عبر التاريخ آداة أعلامية تؤثر في حياة الأفراد يلتحم مع الناس ويلهب فيهم روح الحماس والفخر وتأثيرة بتأثير الخطاب الديني والسياسي وغيره_ من أطلاّعاتك _هل ترى أن الشعر مازال يمارس الدور الأعلامي.. ؟

الأديبة نجدية: بداية لعلنا مؤمنين معا بأنه لا فن يلغي آخر وأيضا لا وسيلة اعلامية تلغي أخرى..
النثر لم يلغ الشعر، وكذا الحال مع القصيدة والرواية مثلا، أو الشعر المنثور والشعر العمودي.. ألخ
وأيضا فالسينما لم تلغ الكتاب، والفيديو لم يلغ السينما، والمسرح لم يلغ المحاضرة الفنية.

لكن الأدوار تتفاوت بين الحاجة والوقت المتاح ووعي الناس..
قد نحتاج القصيدة لأحداث تأثير سريع في بيئة ثقافية ما.. لكن بيئة أخرى قد تتأثر بالكاريكاتور أو الصورة المتحركة أكثر من تأثرها بقصيدة، وللرواية تأثيرها على المدى الطويل بما تخلق من رغبة في تحمل مسؤولية ما، واليوم فإن متابعة الاحداث عن طريق الفضائيات قد تغني عن الطريقة القديمة عند شعراء الجاهلية والعصر الاسلامي الاول حين كان الشاعر هو وسيلة التأثير الاعلامية الأولى وقد تكون الوحيدة.

وأيضا الوقت قضية مهمة:
من المبدع.. كم يستغرق ابداع قصيدة ثم نشرها بين الجمهور..؟
وكم يستغرق تصوير صورة مؤثرة أو اجراء حوار أعلامي مثير..؟
ومن المتلقي: كم يستغرق وعيه لقصيدة أو فهمه لعمل سينمائي بصوت وصورة ومؤثرات أخرى..؟
ونحن كما تعلمين في زمن السرعة واختصار المسافات.

ودعيني اسألك:
هل تعتقدين أن تأثير الصور المسئية للمقام النبوي الكريم كان سيكون أكبر لو كانت عبارة عن قصيدة (أو حتى قصائد) بدل كونها رسوما كاريكاتيرية تافهة؟

الخلاصة أنه إن كان على الشعر أن يمارس دوره فسيمارس هذا الدور بالتأكيد لكن مع وجود جماهيره..
وأخشى أن المتاح للجماهير من وسائل التغيير والتأثير يجعل الشعر...(مش في المقدمة..).

كما علمنا أنك عضو في جماعة السرد بنادي الرياض الأدبي..هذه النوادي المفترض أن تكون مراكز مهمة للأدب يستقطب عدد كبير من من المثقفين والمبدعين .. على المستوى الأجتماعي والأعلامي .. مثل تلك التجمعات للأسف .. لم تلقى الدعاية الكافية مع أنها تعتبر مراكز للأشعاع الفكري ووسيلة جذب للمهتمين تحتوي الموهويبين وتخرّج أدباء كبار تقوم بتقديمهم للمجتمع الأدبي تثري المجتمع الثقافي بنشر أنتاجهم الفكري وتقدم المساعدة لمن يحتاج المساعدة بأي شكل من الأشكال من الأدباء والمثقفين ..كيف ترى أداء الأندية الأدبية والمؤسسات الثقافية في المملكة في خدمة المثقفين والشعراء المبدعين ؟ وهل هناك معوقّات تفصل بين الأندية الأدبية وتواصل الأدباء الشباب معها أو المهتمين بالإستفادة منها ؟

المشكلة أنها نواد رسمية، وخاضعة للبيروقراطية الحكومية..
وهي في هذا الإطار (لست خاضعة للرقيب فقط) بل هي في قلب البنيان الرقابي..

أعتقد أن الصالونات الأدبية رجالية كانت أو نسائية تقدم للأدب في المملكة أضعاف ما تقدمه النوادي الأدبية..
ليس بسبب وفرة ما تقدمه الصالونات.. لكنها تقدم للمبدع شيئا من الحرية يفتقدها المثقف حين يسلم ابداعه للجنة في نادي أدبي، ثم لرقيب في وزارة الفسح.. وأخيرا شعوره أنه يجب أن يكتب حتى يرضى عنه فلانا في النادي الأدبي أو ذاك الآخر القابع مراقبا في مكان.

نحن (أنا والزملاء في جماعة السرد) نحاول الاستفادة من أفضل المتاح..
لكن طموحاتنا تتجاوز ذلك بكثير، وبكثير جدا..
لكن علينا أن نقبل المتاح وأن نسعى لتطويره نحو الافضل..
وعسى أن يأتي الله بأمر من عنده يكون فيه الرقي للجميع بما في ذلك الرقيب وسقف الحرية، والمبدع والمتلقي معا.

ويبقى أن حديثي هنا ليس اعتراضا على دور النوادي الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون في المملكة..
الاعتراض لا يجدي كثيرا، بل هو أعتقاد جازم بإمكان تطويرها لتكون أفضل بعيدا عن التقليدية في العمل والتفكير وأيضا الابداع.

أشكرك اختي الكريمة..
.
.

عبدالواحد اليحيائي غير متواجد حالياً