مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 04-12-2005, 06:38   #110
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة نجــديه


مازلنا بصدق نواصل الاستمتاع والفائدة ..ونحاول جاهدين استثمار هذه الفرصة الأدبية المؤثرة جدا في هذه الصفحات .. تبعا لكرمك الكبير ورقي إجاباتك وحوارك ..

0
0
0

نظرة خاطفة سريعة .. لما يتركه الوافي في صفحاته ، تكشف لنا بوضوح كبير
انشغاله الكثيف بالمرأة كعنصر شعري أو لنقل غرض شعري ولا غرابة في ذلك حين انشغل بها الشعراء جميعهم ..حتى نكاد نجزم على أن التاريخ لم يشهد شاعرا لم يتغزّل بامرأة دائما .. وإذا كنا نؤمن بطبيعة النشر الالكتروني ..وتقديم السائغ منه للقراء .. فإن نظرة قرائية عميقة في تجربة الشاعر الوافي التوثيقية وأعني بها الطباعية تضعنا أمام دوران فني مؤثر في تجربته فـ ( رماد الحب 89 م ) امرأة فقيدة كما ذكرت هذا في أكثر من مناسبة ، و( وحدها تخطو على الماء 2004 ) امرأة قصيدة وبينهما رائحة الزمن الآتي ( 97 ) وما ( سقط سهوا 2000م ) ، هل يمكننا أن نعتبر من خلال هذا الدوران حول المرأة أن هناك مركزية للأنثى في تجربة شاعرنا ، مهما تعددت الأغراض الشعرية وتنوعت لديه ..؟

طاب حضورك دائما .


تعرفين أيتها الفاضلة ..
يبدو لي بالفعل أنها مداخلة عميقة جدا و سؤال مكثّف كثافة الأنثى ذاتها ..
أيتها البيضاء .. أليست السماء أنثى ، والشمس أنثى ، والأرض أنثى ، والسحابة أنثى .. هذا التأنيث العظيم للكون يدفعنا دائما إلى الوقوف أمام الأنثى ( الشجرة ) ذات الأوراق والأغصان المتشابكة ، وقفة تدبّر وتأمل .. قد تقفها الأنثى كثيرا فلا تحتفل بها قرينتها حين تنتظر وقفة الذكر وحده ليتأملها .. وهذا ماجعلها على مدى التاريخ تبحث عن مرآتها في عينيه ، والرجل ذاته لم يجد في جمال الكائنات ماهو أجمل منها ولهذا شغلته دائما فشغلها معه بها .. هذه طبعا رؤية عقلية وجدانية عامة على المستوى الحياتي العام كما أشرت سابقا ، والشعر ذاته صوت الجوهر الإنساني الذي تحمّل هذه الرؤية واستعذبها .. ولهذا ـ وكما تفضلتِ ـ بالقول نكاد لانجد في تاريخ الشعر في العالم شاعرًا لم يتغزّل بامرأة .. فالمرأة ( وهي ) أجمل ماخلق الله من فئة ( الأنثى ) على اعتبار أن الله تعالى خص الإنسان بالخَلْق القويم ظلّت نقطة مركزية للشعر عامة .. اشترك في مناجاتها شعراء الأرض جميعهم ولعلي واحدا منهم ...
وعن تجربتي الشعرية الخاصة فليس بمقدورنا بالفعل أن نؤطّر التجربة أيتها النبيلة ، ربما لم يستوفِ رماد الحب ذو النزعة البكورية على مستويات متعددة التجربة العاطفية حينما تكون المرأة أكبر من ذاكرة ، وأكثر بكثير من هم خاص ، وحدها تخطو على الماء ، حاولتُ جادا أن أجعل من الأنثى فيه وعاء حياتيا يتوازى مع مكانتها على مر التاريخ ، لابوصفها خدينة القلب أو رفيقة السمر الوجداني بل بوصفها حياة متكاملة تستوعب كل قضايانا وهمومنا القومية والاجتماعية ، وقد سبق للصديق الشاعر يحي الأمير أن أشار بهذا في معرض تقديمه للمجموعة في صحيفة الرياص ،وعليه فإن حضور المرأة في المجموعة الجديدة حاول أن يتجاوز تقليديته .. كذلك تقول الناقدة ( ليلى الجهني ) في معرض استعراضها للمجموعة بصحيفة الرياض :
هكذا هي المرأة القصيدة التي حق لها أن تخطو على الماء وحدها حينما منحها الوافي ذاكرته ورؤاه معا ، بعد أن استطاعت أن تحدث انقلابا شعريا ممثلا بالوافي الذي عرف بغزارة انتاجه حين تمكَّنت من أن تكون الإبرة التي تتأرجح عليها إشكالية القصيدة ذات الصبغة الرومانتيكية والمتماهية مع رؤيا العصر الفنية والنفسية .. واستطاعت بالتالي أن تشكل من الوافي موسوعة للشعر الوجداني على امتداد عصوره بدءا بالعذريين وانتهاء بنزار قباني ..
وحين نتجه للمرأة في مجموعة الشاعر إبراهيم أحمد الوافي الشعرية الجديدة ( وحدها تخطو على الماء ) الصادرة في الأيام الأولى من العام الميلادي 2004م لا نقصد بذلك توجيه النص لها مباشرة حين تبدو كل النصوص ( امرأة واحدة ) تتمدد على سرير القصيدة في طقوسها وانفعالاتها ضمن اعتراف ضمني بقدرتها على أن تشكل القصيدة ، ولكن لأنها كما يبدو تحدث انقلابا فنيا ورؤيويا لدى الوافي الذي ظهر في مجموعته الشعرية الثالثة ( سقط سهوا ) متشبِّعا بالتراث مزاوجا فيه بين عمليتي التوظيف والتمثُّل وموجها له جاعلا من القصيدة الفكرية القادرة على معالجة القضايا الإنسانية الجمعية همًّا إبداعيا خالصا ، بعد أن تفاوتت نصوصه في مجموعتيه الأولى ( رماد الحب ) والثانية ( رائحة الزمن الآتي ) بين البكاء على حبيبة مفقودة في الأولى ، ومحاولة الخروج من صدمة البداية وتأسيس رؤيا شعرية خاصة في الثانية ، وكنا حينها نكاد نجزم على أن الوافي اتخذ من النصوص ذات الطابع التأملي والفكري منهجًا له ... إلى أن جاءت مجموعته الرابعة مخالفة لهذا التوقع حاملة بين جنباتها امرأة من عصر الياسمين وفواكه العشق الخالد القادر على أن يجعل من المرأة وعاء إنسانيا يقترب بالشاعر حد ملامسة الجوهر الإنساني والاحتراق به .... )

أيتها الفاضلة .. شكر لحسن ظنكم ..ونقاء نفوسكم دائما .. لاحرمني الله بياض إخوتي


التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi



إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً