مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 11-11-2005, 23:42   #53
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة صالح العبدالكريم




أن يكون الحديث عن أسم بحجم " ابراهيم الوافي " فذاك أمر يُسعد من يريد أن يقرأ
بشكل مختلف .. يستمتع بفكر أدبي بحت ..!
مجموعة من الأشكال / الأفكار / الثقافات .. تعيش في عقل واحد

إذا ما قمنا في الثناء لما يحمل من أدب و خلق
فلن يفيه المتصفح حقه .. بحق لا أرجو منه شيئاً
سوى أنه معلّم وجب أن يُستذكر أمامه :

قم للمعلم وفّه التبجيلا .. كاد المعلّم أن يكون رسولا ..!


أيها الــ صالح الـ كريم .. لايليق بتحية كهذه إلا أن نردّ ببعضٍ منها .. لعلنا حينها نشبه البحر حين يقتدي بالسماء في زرقته .. تحمل السماء بإصبعيك ياصديقي .. وبينهما قلم كخارطة الطريق إلى الدهشة .. سعيد والله بحضورك ياصالح ..حين كنتَ أول من عانقته هنا في شعبيات الخير والأصدقاء الطيبين .. لك في نفسي مكانة لاتؤطرها السطور ولايدركها غيري ...!
فشكرا لحضورك من قبل ومن بعد ..


طُبع لك عدة كتب .. وتحت الطبع ايضاً صفحات من الأدب والثقافه ..
إلى اي مدى كان الرضاء عن النتاج السابق ..
هل الاصدار القادم لمحو صوره او لزيادة ترسيخ صوره ..!


الأمر بالنسبة إليَّ ياصديقي لايزيدعن توثيق مرحلة ما في رحلة طويلة مع الكتابة المكثّفة .. والمكتضة بها الصدور والسطور معا فعلى سبيل المثال .. رماد الحب ذو النزعة البكورية رأيت لاحقا أنه لم يستوف التجربة العاطفية على مستويات متعددة حينما تكون المرأة أكبر من ذاكرة ، وأكثر بكثير من هم خاص ، فجاءت المجموعة الرابعة ( وحدها تخطو على الماء ) ، وبرغم تحفظي الكبير في الحديث حوله إلا أنني حاولت جادًا أن أجعل من الأنثى فيه وعاء حياتيا يتوازى مع مكانتها على مر التاريخ ، لابوصفها خدينة القلب أو رفيقة السمر الوجداني بل بوصفها حياة متكاملة تستوعب كل قضايانا وهمومنا القومية والاجتماعية ، وقد سبق للصديق الشاعر يحي الأمير أن أشار بهذا في معرض تقديمه للمجموعة في صحيفة الرياص قبل مايقارب الواحد وعشرين شهرًا حين قال :
( متوجهاً بالاهداء كالتالي: "إلى ظلك الذي آثر البقاء معي.. حتى آخر قصيدة" يستهل إبراهيم الوافي مجموعته الشعرية الجديدة: "وحدها تخطو على الماء".. مقدماً ملمحاً جديداً في تضاريس مسيرته الشعرية ذات الجغرافيا الواسعة.. التي استهلها ب "رماد الحب" ثم "رائحة الزمن الآتي" إلى "سقط سهواً" وصولاً إلى هذه المجموعة الجديدة.
ورغم التوجيه العرضي الذي قد يطرحه عنوان المجموعة بأن نصوصا وجدانية.. تتجاوز النصوص ذلك البعد الآحادي لتتجه إلى أبعاد متعددة يجمعها الحضور الإنساني الكثيف في تعاطيه للحب والحياة والحزن والفرح والانكسار والطرب، بالإضافة إلى الفعالية الثقافية التي تكتظ بها كثير من النصوص عبر ما يلمحه الناظر في شعر الوافي من مراجعة دائمة للعلاقة القائمة بينه وبين النص واستقبال أحدهما الآخر وحضور الموروث الشعري والشعرية الجديدة.. لكنها عناصر تشتمل عليها شعرية الوافي في هذه المجموعة..
)
يحي الأمير / غريب كأني أنا الثلاثاء 18 محرم 1425العدد 13045 السنة 39
وعليه فإن حضور المرأة في المجموعة الجديدة حاول أن يتجاوز تقليديته ولعلي نجحت في ذلك .. وها أنا أحاول جاهدًا الخروج من مأزق التكرار الممجوج عبر طريقة التصنيف في الإصدارات بحيث يشكل الإصدار الواحد توجها شعريا واحدا بحالة شعرية واحدة فتشكل قصائده مجتمعة قصيدة طويلة تستوفي جوانب الحالة كافة ، وقد بدأت هذا مذ ( سقط سهوا ) كتجربة خاصة باستلهام التراث وتمثله وتوظيفه ، ومن ثم ( وحدها تخطو على الماء ) ، حيث الأنثى القصيدة .. و سوف تشتمل المجموعة الشعرية التي تصدر خلال هذه الأيام بإذن الله وأعني بها ( وحيدا من جهة خامسة ) على نصوص شعرية متفاوتة في زمنها بين مرحلتي سقط سهوا ووحدها تخطو على الماء ويجمعها توجه شعري واحد ، ولا أعرف حقيقة جدوى هذا التصنيف لكنني أراه مخرجًا من مأزق التكرار ومدّا موضوعيا للتجربة الشعرية المتكاملة والتي لاتكتفي بإصداروحيد حينما يكون حلم التواصل مع المتلقي لاحدود له ..

ما مدى ايمانك بأن تعريف الكتاب يختلف بأختلاف البلد المنتج فيه ..؟
وأن أول احتياط يجب اخذه لصنع كاتباً في المجتمع ان يُستعلم عن اصوله :
الاجتماعيه - المهنيه .
ثم علاقة هذا الكاتب بالجمهور من خلال الأثر الادبي الذي يتركه فيه ..!


الإنسان بطبيعته ابن بيئته ..هذا على مستوى البلد ، أما الكاتب فهو ابن بيئته كإنسان وابن ثقافته وأدواته الكتابية كمبدع ، وهي من وجهة نظري تأتي غالبا متناسبة مع أصوله الإبداعية لا العرقية .. أما المهنة فتخضع في الوقت الآني للمتطلبات الحياتية بشكل عام وأحيان قد تتحول لمعاناة عند المبدع لاتعيقه عن الإبداع بقدر ماتعينه على ملامسة جوهر الإنسانية حين يجسد معاناته بعاطفة صادقة وهاجس تلقائي .. أما عن علاقة الكاتب بالجمهور .. فمصطلح ( الكاتب ) وإن كان عاما إلا أننا نستطيع أن نشير إلى أنه ذلك الإنسان الذي يمتلك قدرة معينة على التواصل مع الآخر عبر مؤثرات لغوية يتميز بها .. كل هذه العوامل حتما ستصنع لنا كاتبا تلقائيا لايبحث عنه المجتمع ( المحتاط ) بقدر ما يعي به مكتملا بكل تلك الشروط التي سيكتفي المجتمع ذاته بمراجعتها حين يمنح قرينه مصطلحًا مشابهًا له وأعني به مصطلح ( كاتب ) ...


لأن المكان قد لا يتسع لأكثر من تلميحات وجيزه ..
وددت ان اعود لما ذكرته من الشعر المحكي سابقاً أو ما كتبت عنه ..!
تحدث افلاطون عن فكرة المحاكاة والذي كان يرى بأن كل الفنون تقوم على التقليد
والفنان او الشاعر يحاكي وقائع موجوده حوله في العالم الطبيعي المادي المحسوس
بعد ذلك اخذ ارسطو فكرة المحاكاة من أفلاطون لكنه اتجه في فهمها اتجاهاً مغايراً
وقد يكون مناقضاً , فهو لم يفهم المحاكاة على انها تصوير مرآة يعكس لما هو موجود
في الطبيعة . فهو منح الفنان حرية التصرف في النقل .. وفقاً لمبدأ ان يكون الفنان كـ مبدع
مكملاً ما في الطبيعه من نقص .. بشرط ان يكون قادر على اقناع الناس بما يقدمه لهم
من محاكاة ..
خصوصاً ان الفنان او الشاعر لا يحاكي أشياء محسوسه , بل يحاكي أشياء معنويه أو
نفسيه تتصل بحياة الناس و عواطفهم ..!
وذكرت " افلاطون .. ارسطو " للأكتفاء بـ البدايه لظهور هذا الأسم ..
لأن من أتو بعد ذلك كُثر ..!
هل هذا ما اردت انت توصيله بأختلاف ما اعتنقته انت من رأي احدهما وتغليبه على الآخر ..
وإذا كان ذلك بـ لا وأن ليس ذاك المقصد ..

الا ترى بأن التسميه كـ تشابه قد يؤثر في تقبلها من قِبل المتخصصين او الاكاديميين
او حتى من يرون الوعي الكامل في قراءتهم لذلك ..؟

الحقيقة أن المحاكاة المذكورة أعلاه تعني التبعية أو التقليد أو المجايلة التكوينية .. في حين أن ماذكرته وأسهبتُ فيه كثيرا عن ( مصطلح الشعر المحكي ) سواء هنا على صدر شعبيات حين قامت الأخت الفاضلة الجازي بفتح باب المداخلات حوله قبل حوالي ثلاثة أشهر .. أو ماكنت قد ذكرته في البرنامج التلفزيوني آفاق ثقافية قبل حوالي شهر ونصف من الآن ، يختلف كليّا عن مصطلح المحاكاة من حيث المعنى .. وإن كان ببعد اشتقاقي لغوي واحد .. فإذا كانت المحاكاة مصدرًا للفعل ( حاكى ) فإن المحكي مصدرا للفعل ( حكى ) وبينهما فرق شاسع في المعنى ، ولا أخال هذا مما يجهله المتخصصون أو الأكاديميون .. ولا سبيل لجذبهم عن طريق إرضائهم بمصطلح تراثي قديم ..حينما لايفي بالغرض ولا ينتمي لذات الرؤية اللغوية المنشودة ..

ذهب ابن خلدون الى ان الحاكم يكون أشد حاجه للسيف في كل من المرحله الاولى
والمرحله الأخيره من مراحل عمر الدوله , حيث يكون أهل الدوله شركاء في المعونة في بداية نشأة
الدوله وشركاء في الحمايه في حال ضعفها و تكالب الأعداء عليها .. وفي المرحلتين يكون للسيف
وأهله ميزه على القلم و أهله ( الأدباء ) فيصير ارباب السيف اوسع جاهاً وأسنى إقطاعاً وأكثر
احتراماً ومكانه ..أما في المرحله الوسطى حيث يستغني صاحب الدوله بعض الشيء عن السيف
ويكون العلم هو المعين له في إرساء دعائم الأستقرار وفي مباهاة الدول , ويكون أرباب القلم
هم الأوسع جاهاً والأعلى رتبةً والأقرب إلى السلاطين و الحكام ..!
هل ترى أن الربط الكامل في إندثار النتاج الفكري الأدبي والثقافي في الآونه الأخيره بسبب ما
تتعرض إليه الدول العربيه من خطط غربيه خطيره .. مما يفقد الأدب تواجده الفعلي و الحقيقي
خصوصاً أن دور النشر ومعارض الكتب في السنوات الأخيره على مستوى الوطن العربي
بأكمله وبمختلف الملتقايات المحيطه به و الندوات المتشكّله لم تستطع القيام بدورها المطلوب
وتجد العزوف الكلي من الروّاد والزائرين ..!
للتأثير السياسي الكامل على الكُتب حتى الأدبيه منها بشكل أو بأخر ..!؟


يااااااااه ياصالح .. قد أوجعتني والله .. مالنا وكل هذا الوجع أوما علمتَ ياصديقي أنني وإياك وأقراننا مثلا لم نكن إلا جيلا معلبًا تم تصديره لما بعد الانكسار ..حيث لاصراخ ولا ضحك ، لاحلم ولا مدينة ...فنحن في هذا العصر تحديدا.. لا يخرج جيلنا عن كونه (جيل ما بعد الانكسار) وهو الجيل الذي لم تلتصق به تلك الانتكاسات العربية في الخمسينات والستينات من القرن الميلادي المنصرم، وهو ذاته الجيل الذي لم يتنفس هواء النصر المعنوي الذي صاحب عبور الجيش العربي لخط برليف الأسطوري. فنحن ولله الحمد والمنة لم يخزَّنا ألم الانكسار، كما أننا لا ندعي شرف الانتساب لذلك النصر المعنوي الوحيد في تاريخ النضال العربي ضد الاحتلال الإسرائيلي، فنحن جيلٌ معلب تم تصديره لهذا الواقع دون ألم أو فرح عدا استثناءات عاطفية كان أولها قبل عقدين من الزمان حين كانت الحجارة تتحول إلى (قنبلة عاطفية) في يد طفل زلزل الأرض تحت أقدام الإسرائيليين، لكن هذه العاطفة مالبثت أن مسخت فكراً يستعذب السلام أو الاستسلام ويجد فيه الملاذ من وخز الألم القادم بسواعد هؤلاء الأطفال والتنصل من هم الأجداد الأكبر، فاحتفل بالتالي بتوجه اليهود إلى السلام مغمضاً عينيه حالماً برغد العيش وأمنه بجوارهم، ولم يحاول الافاقة من ذلك الحلم الخادع برغم جميع انذارات اليهود التي كانت تظهر بين فترة واخرى نتيجة عدم قدرتهم السيطرة على أحقادهم ولعلَّ أهمها تلك الهدية التي أراد (باروخ) أن يقدمها (لاستير الغانية) في ذكراها، وأعني بها مجزرة الحرم الابراهيمي .. أولئك الأطفال ياصالح كانت أعمارهم تتراوح بين الثامنة والثانية عشرة بمعنى أنهم اليوم شبابا يافعين ينادي أحدهم على صديقه قائلا : قتلوا أحمد ( يا...اا سين ) ..!
فينصرف عنه قائلا لستُ سين ياهذا أنا ( عين ) يعني عربي ولا أملك حزنا ...!
ثم يتابع .. آخر وقوفه المفجع أمام أحد رموزه العربية ... صدّام العراق الأبيّة يحدّق بالفريق القادم بعجلات الرأس مالية الساحقة للعشب وهو يفتش بين أسنانه عن نفطٍ آسن فيناجيه حزنا وألما :
أيها القاتل للتاريخ والمقتول به ... ..!
لماذ نحبك حين يجب أن نكرهك ونكرهك حينما يجب أن نحبك ...
وحدك تتمدَّدُ في ذاكرة الوجع العربي ، وتختبئ ... بين ذلٍّ نتعاطاه وآخر نستورده ... لماذا لم تمت مع من مات ، أو تنتحر تحت أنقاض التماثيل ، ؟
لماذ لم ينهبوك حينما نهبوا تاريخ بغداد ..لماذا تركوك تلتهم كعك كبريائنا المزعوم
لماذا تركونا شجرا على جانبي ساحة تغتصب فيها العصافير الفراشات ...
... لماذا فضَّلت الاختباء في عمامة الحجاج ، حين فتَّشنا عنك في راحتي الرشيد ..؟!
لماذا لم تترك السحابة لتمطر كما تشاء ..حين كان كل الأرض عراق .. وكل الذاكرة بغداد ...! ؟
أيها الجاثم في ذاكرتنا كقبر منبوش ، أيها المتصوّف بنا وجعا والمتجوف بنا وهما والمتخوِّف منا لؤمًا ... لماذا تظهر الآن لتغتصب منا الرحمة التي لم تمنحها حين انتظرها الجياع دما يراق في العراق و أطفالا يرضعون الفرات ملوثا بنفط مشبوه ...!
لماذا لم تطلق لحيتك حين كانت مأوى الشياطين ومشانق المغضوب عليهم بأمر انتظارنا لفارس يحرم نبش القبور حين ينتصر على الموتى ..!
لا أدري لماذا أوجه سيل الأسئلة المستعصية هذه عليك بغرض التنفيس عن كبتٍ فيك
لا كبتٍ منك .. وعن وجع مضاعف لأجلك حين كنت وحدك كل الوجع العربي ...!
تمنيت أن تموت منذ زمن ولو بحجر طفل .. أو بطلقة صياد عابث يصطاد الحمامات في رواشين المأمون ويخيف العصافير في الرصافة .. تمنيت أن تموت منذ أن صرخت صفَّارات الإنذار في بيوت جيرانك الذين لا يأمنون بوائقك ...
لكنني تمنيت أنك لم تخلق بينما يبحثون في لعابك عن نفط آسنٍ يختلط به ، وعن بقايا لقمة متعفِّنة تختبئ بين أسنانك ..!!
أيها ( الصِّدام ) بين الحب والكراهية ... أيها القاتل حين تموت أكثر منك حين تحيا ... ما ذا تركتَ لي ..بينما أنتظر صبيي الذي يتخلق في شهره السابع ... ماذا سأقول لــ ( وفاء ) حين تسألني عن سنواتها الأولى وهي تدرس التاريخ الذي يكتبه المنتصرون في سيرتنا ... هل أقول لها كان قاتلا سفاحا مجرما ..لكننا لم نستطع قتله ..فقتله المنتصرون بنا علينا ؟! أم أقول لها مات حلما وعاش هما وبعث ضعفا وإذلالا ..؟!
لا أعرف كيف يمكن أن أصنِّف المواقف حين تتعمَّد وحدك جمعها كلها في سلَّة الاغتصاب الأقسى في تاريخنا ... لماذ لم تمتْ في حملة المغول ... لماذا ..لماذا ... لماذا
تبا لك حين نحبك رغما عنا ..!

وربما كانت إجابة الأول .. وجرأة الآخر بانهزام رمزه هي ذاتها مايجعلني أتوجّع كثيرا من طرحك الأخير ..!


كل الاحترام يا اديبنا القدير
فخورون بك


طبتَ روحا ياصالح



التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi



إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً