مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 11-11-2005, 15:08   #50
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة راكان الشعلان
شاعرنا ومبدعنا الكبير ابراهيم الوافي

لكَ تحية مسافة 1000كيلو من جده حيث أنا الآن إلى الرياض

فقد أحببنا شخصك كحبنا لأدبك ياصديقي

عذب أنت هنا ياصديقي .. عذب والله ياراكان.. لا أخفيك برغم تمدد المسافات ..كان التنويه للمكان يشبه نوبة ذكرى وذهولُ حنينٍ لاينقطع ولاأعرف والله كيف داهمتني حالة شجن قاتلة ترتدي (فستانا) أبيضا يرقص لحضورك .. لا أعرف بصدق كيف يمكنني أن أصف لك .. تقول اتمنى ان لاأثقل عليك باسئلتي..!!
أما سمعتني أردد من قبل ( علموا قلوبكم الحزن والموت وكتابة الجراح .. )
ها أنت مثلي تمتد في جسد الماء .. حينما يدور الوقت دورته .. من هناك .. من المدن التي لاتنام ولا يشفى فيها الغرباء تتمدد اللغة التي تنبت بلا موعد ولا انتظار ، لتكتب لك ياصديقي وقفة جديدة مع ( آخر المنتمين إلى البوح أو الجرح إذ لافرق هنا ) ، كنت تسأل عن ( سمكة) لايميتها الخروج من الماء ، تمامًا كما كنت أفعل ربما لتحمل بعض سطوري لــ ( فاتن ) التي خرجت من البحر لتموت بوزر الرمل فأرثته منها ولم أجد فيه متكئا لي حتى الآن ، برغم عجلات الجراح التي تدهس كل اخضرار فيه ..!
العقد الذي انفرط بكل ما فيه من حكايا لا يهنأ بها الأطفال المذعورون من غول الليل ياراكان ، لم يترك لي أو ربما لك جسدا نتكئ عليه حين يغوينا البحر بالنزول ..
ها أنت ياصديقي كأنما مثلي تماما يتخللك الماء من أمامك وخلفك فيتراءى لنا زمن لايعود وترقبا يستشرف ماكان ..!
ليس لنا إلا أن نعترف لخيباتنا غالبا أننا غير قادرين على تجاوزها ، وأني سأظل دائما أسأل الشمس عن موعد القبر قبل استدارة القمر ..!
ما أقسى أن تحزن وأنت حزين ياصديقي .. حينها حتى ملامحك ستحمل في براءتها التعب وحزن المواسم .. سأكون هنا معك أنا كما تشتهيني اللحظة وكما يشتاقني الصبر ، أو كما يستلهمني البوح وكيف لاأفعل هذا وأنت الأعلم كم أحبك ..!
هل قلتَ شيئا ..؟!
حسنا .. هيا بنا قبل أن تغرب الشمس فأضيع مني ..!

منذ ُ متى بدأت موهبتك الأدبيه ؟؟ وكيف سعيتَ لتطويرها ؟

البداية لثغة محكية على شفتي طفل لم يتجاوز الثامنة .. كانت عبارة عن نوع من الشعر يعرف باسم ( الكسرة ) وهو نوع من أنواع الشعر المحكي ، يشبه ( الهجيني ) بإيقاعه ويختلف عنه في خصائصه التكوينية ، تشتهر به منطقة ( ينبع ) التي نشأتُ بها .. تحول مع نمو المعرفة إلى انفتاح قرائي مكثف للشعر العربي الفصيح ومحاكاته أول الأمر ثم تطور أخيرا إلى بناء فني خاص ونشرت حينها أول نص لي في صحيفة الجزيرة السعودية وعمري خمسة عشر عاما .. وما أن بلغتُ التاسعة عشرة إلا وأصدرت مجموعتي الشعرية الأولى ( رماد الحب ) باللغة الفصحى وهكذا بدأت رحلتي مع الشعر ، وتبدو في مجملها تقليدية لا غرابة في أحداثها حينما يتشابه فيها الشعراء على بداية سواء ..

متى اعتبرت أن تجربتك الشعرية ومسيرتك الأدبية قد نضجت؟
وأي التجربتين كانت أهم لديك؟ ولماذا؟


هو غصن متطرِّفٌ قد يذبل قريبا يا راكان...!
تمسكُ بي اللحظة من ياقة جرحي ، تشدُّه علي وتشدّني عليه لاشيء أسوأ من بعوضة بين الأذن والعين ، وصورة لاتستقر حينما تختفي ، أكثر الصور تأثيرا تلك المترفة بالألوان ، والغارقة في حمرة الخجل الأسود ، والنكوص نحو الظلال الصغيرة حيث البداية المقلوبة . قلت دائما ( لليلى ) كلما أجهدها حزني لاتنزعجي ثمة غصن متطرف سيموت فلا تحفلي به .. اجتثيه يا ليلى فور قراءة أوراقه الذابلة كأناملي ، والصفراء كالعاشرة بتوقيت جرحي .. اذهبي ونامي وأنا حينما أشعر بضرورة النوم لن أطلب مزيدا من القهوة ولا سيجارة التهجد الشعري .. فقط سأحمل ظلي ، وآوي إلى ركن موحش في سريرٍ معطرلتنام روحي ملء جفونها .. ( ويسهر القلب جراها ويختصم ) .

ماالذي يعني لك فعل الكتابة ، والى أي مدى تعول عليه ؟

تعرف ياراكان .. الكتابة بحد ذاتها ..مشروع انتظار والانتظار ذاته .. سكينة القلق .. أوظلال سورمائل ..
كأنما هو شجرة بلا عصافير ..
الانتظار .. صراع الماء في الماء ..هكذا .. هكذا أمل ويأس معا ..
خوف وشوق يتضاجعان فلاينجبان إلا صرخة أو شهقة للشعور بالوقت ...!
الانتظار .. مطار بلا طائرات ..كرسي شاغر لانجرؤ بالجلوس عليه ..
امرأة في آخر الشارع فقدت طفلها ..
وفتاة في ( شرفة ) بلا فارس أحلام .. ولا مغازلة الجيران ...
فقط لتبحث في إعلانات الشارع عن صورة لــ ( ملحم زين ) ..!
الانتظار لايحقق شيئا .. انه اكثر تواطؤًا لغويًّا لخلق مفردة انكسار من انتظار .
.هكذا صناعة تايوانية .. او فساد تجاري ..!
الانتظار ملف مضروب .. في بريد منسي ..!
هكذا تفرح به حين تجده .. لكنك لن تستطيع فتحه ..!
إنه خارطة خائفة ...!
تشير بالطريق ولا تأمن بوائقه
هذه هي الكتابة ..فعل انتظار يحتفي بأثرك حينما لايحتفل بمجيئك ..منها نستمدُّ أنفاسنا وبها نتأكد من أننا برئتين قادرتين على التقاط أكسجين الحقيقة من بين دخان النبوءات .

الدقائقُ غانيةٌ مدمنةْ
والمسافةُ ما بيننا سورُ مقبرةٍ
نَخَرَتْهُ الرطوبةُ والمسكنةْ ..!
قال لي : ممكنةْ
قلتُ :
يا سيدي نجمةٌ نستدلُّ بها الشعرَ
والحزنَ والأزمنةْ .!
قال لي .. م م ك ن ة
قلتُ يا قلبُ بيني وبينكَ
نومُ الحديقةِ
عهرُ الغصونِ
وذعرُ الفراشاتِ من رقصة السوسنةْ ..!
قال لي : ممكنة ..!!
( كيفَ تستبدلين الذي هو أدنى بقلبي ...؟! )
تساءلتُ
والوقتُ ينفث تبغ الظنون بوجهي
وتومئُ لي حسرةٌ مزمنةْ ..!
قال لي ..
مُ
مْ
كِ
نَ
ةْ
قلت يا قلبُ بيني وبينكَ
يتْمُ القصائدِ
عطْرُ المعاطفِ
وامرأةٌ إن مشتْ يتطوَّس فيها المكانُ .. وإن وقفتْ رقصتْ أحصنةْ ..!!!


مدى طموحك المستقبلي؟

على المستوى الشخصي ياصديقي حسبي أن أموتَ وأنا بطموح لايموت .. وعلى المستوى العام فأن تنظم المملكة مهرجانا عالميا للشعر العربي .. تحشد له الإمكانات المتوافرة لدينا .. حينها فقط أثق أن صوتنا ستكون له الصدارة الشعرية على مستوى العالم العربي ...

ماهو تقييمك للمساحة التي تمنحها الصحافة الورقية والالكترونية للأدب؟

على المستوى الطباعي الورقي أعتقد أنها مساحة مشبعة لنهمنا الدائم للأدب في ظل اقتطاعه لأكثر من نصف مكتباتنا ..أما على المستوى الالكتروني .. ففي حوار كهذا .. يجب أن لانفرط بالتفاؤل .. برغم كل القفزات التي يحققها أدب الشبكة الالكترونية .. وعلينا أن نعي دائما أن الذاكرة العربية ذاكرة أدبية بطبيعتها هكذا تتأكد هذه المقولة دائماً، فمع انفتاحنا على الشبكة الإلكترونية، حيث التعامل المباشر مع عالم صاخب جديد يتمثل في الواقع الافتراضي بشخوصه وطقوسه المختلفة عبر الشبكة الإلكترونية التي استطاعت في فترة وجيزة أن تشكل مساحة كبيرة من ثقافة المجتمع، تجلى لنا بوضوح تجذر الجانب الأدبي في الذات العربية من خلال اقتطاع المساحة الأكبر منه للنواحي الأدبية الإبداعية.
وإذا كانت عملية التعاطي الأدبي على الشبكة قد بدأت من خلال المواقع الخاصة أو المواقع المعجمية، ومن ثمَّ المنتديات الأدبية التي خرجت منها شريحة كبيرة من الشعراء والمبدعين وأفرزت بالتالي أشكالاً أدبية متماهية مع فضاءاتها الواسعة على مستويات عدة، لعل أهمها تلك النصوص الخارجة عن التصنيف المتوارث أو النصوص اللامنتمية، لكنها بالتالي وبرغم طبيعتها التفاعلية لم تخلُ من سلبيات كثيرة تأتي عملية التخفي وراء أسماء مستعارة على رأسها حين يسكب الحبر غير المسؤول، وتنتفي جدية الطرح الإبداعي، ناهيك عن الانتشار الهائل للمنتديات على الشبكة مما أعطاها صبغة التسويقية، ونثر العبارات الاخوانية المعلبة من أجل جمع العدد الأكبر من الأعضاء دون النظر لقيمة العمل الأدبي وأصبحت الجدية حينها عائقاً أمام البعض ممن يرغبون بعبارات التلميع بطريقة بدائية على غرار (صح لسانك)..!
أقول إذا كان هذا هو الشكل الذي جاءت عليه البدايات وما تزال في مجمله ، فإن الغد بحاجة إلى تغيير منهجي .. يعتمد في أصله على الجدية .. وللحق فإن تجربة الأختين بثينة العيسى ونور القحطاني والشاعر العذب دخيل الخليفة في منتدى مدينة على هدب طفل مثيرة جدا حين استفادت من كثير من السلبيات وتم تلافيها بدءا بالأسماء الصريحة والاتكاء عليها .. والترويج المنتقى بعناية للمنتدى من خلال التوجه للأسماء الواقعية وتسجيلها .. لتشكل اللبنة الأساسية لتلك المدينة التي بدأت يافعة ... وإذا كانت تجربة المعاصر الذي دخل عامه السادس مثيرة بالنسبة لي .. لاسيما في الخروج على النمطية التي كانت عليها المواقع حين تأسيسه ومحاولتي الجادة ليكون مواكبا للساحة الواقعية .. حين أفرد صفحاته للنص الحديث ..وحين أطلقنا اسم منتدى الشعر المعاصر على هذا الملتقى كان الاسم ينبع من محاكاة ضمنية للقصيدة التي تتدحرج على شفاتي وشفاة جيلي .. تنقَّلتُ كثيرا بين المنتديات قبل إنشاء المعاصر .. كنت كلما شاركتهم بنص تفعيلة صاخب الإيقاع علق أحدهم :
( شكرا لمشاركتك بهذه الخاطرة الجميلة ) ..نص التفعيلة التي ولدت قبل أكثر من ستين عاما لا يزال خاطرة على الشبكة ..!!
ولأنني كنت وما زلت أجزم على ان المستقبل هنا على الشبكة كنت أشعر بالم شديد لتخلف محتوى هذه التقنية عن مواكبة الحركة الشعرية .. والأخوان هنا في شعبيات مثلا يبذلون جهودًا مضاعفة على كل المستويات ، وهو موقع حميم جدا أثق في تألقه دائما ربما لأنني على ثقة تامة بحسن إدارته بشكل حميم ومتوازن جدا ..

ما تعني لك هذه
الطفل
ياراكان ..الطفل عندي هو زمن الياسمين والقصيدة والقهوة المشتهاة وحلم يسكن قلبي ، شقي حد إزعاج أحبتي ، حد خربشة وجه طفلتي ( وفاء ) ، وحد سهر ( ليلى ) على رعايته ليال طويلة ...!
المرأة

عمرها لايهمُّ وقد أطلعتني على السرّ في قلبها
وعلى الشمس في شعرها
والعصافير في صوتها
حينما طاف من حولها رفقة الضوءِ
والكلمات القليلة ..
ثقّفتْ في فمي ذكريات النساء القديماتِ
حينَ مضى بالسجائر ظلِّي
تمنّيتُ لو أنني الساحليُّ الذي جاء يسألها :
أيُّنا أوّل في عيونِ النبيلةْ ..؟!


الوطن
لعله رأسي التي تنقر منه العصافير أغنياتها والعشاق مكاتيبهم .

القصيدة
إنها أنثاي .. أو كما قلت على لسانها :
( إنني امرأة كلما زارها الشعر ألقى السلام عليها فكانت قصيدة )

الحُريَّة
الموت في ساحة الحقيقة

الحُب
قرار جبري لإقامة قلبين في جسد واحد ..!
وماذا تقول
لأصدقائك

تأخذون .. المكانَ .. وأمتعتي والقصاصات .. والكلمات الجديدة ..!
تأخذون .. ضحى الأصدقاء .. وقائمةً للبريد .. عناوين بعض النصوص
وبعض حكايا القصيدة ..!
تأخذون الحقائبَ خبّأت في جيبها ..( أن سلام عليكم ) .. متى تبلغون البلاد البعيدة !
أصدقاء المواعيد والأمنيات المملّة .. يا رفقاء الأنوثة ربّا ..
أحبُّ لكم ما أحبُّ لشعري ..
سيغمركم نهرها دافئا ..
ثم تطمركم بالهروب وراء السلالم ..كم خطوة سوف يبقى عليها ..
وتبلغ حزني ..!


لأعدائك
سأكتب ظنا لأعدائنا الطيبين ياراكان ..فأقول لهم إن لكل شاعر سماؤه .. ولكل سماء قمرها .. ولكل قمر شاعر يعشقه ..

متأكد من أن اسئلتي ستنهال كسلسبيل ماء
سأعود قريبا إلى الرياض بعيارٍ ثقيل من الأسئلة
دمت لنا أستاذا ومعلما



يذهب الأصدقاء بالإجابات وتعود وحدك بقلبي ياصديقي ..





التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi



إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً