مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 08-11-2005, 14:25   #23
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة نـــوره العجمي


ابراهيم الوافي
يجمع الشعر والخيال والصور والموسيقى والمواقف الإنسانية
وفن اللغة لتتم تحت إدارته بعنايه وتحقق رؤيتها بأمتياز
منذ حضورك الأول أمطرت عِطراً مازلنا نشتمه داخلنا منذ قرأناك
دمت لنا ليدوم المطر وتدوم تلك الأحرف التي أروتنا بلاغة وأدبا وشعرا





نورة العجمي ..نجمة شعبيات وسماءها...
تمصنا الساعات كقطعة اسفنجية آيلة للجفاف .. تفشينا هواء رطبا في فضاء النجوم .. تمنحنا تخمة الحزن ، وعقيقة ميلاد الصبر .. تتساوى الأغصان والأشجار والأماكن .. وتبقى نخلة الجد عشاء المآذن .. وانتباهة الصباح لليل ..!
نحن الفقراء ياسيدتي لمثل هذه الاحتفاء وهذه النفحات الإنسانية ، وأنتم الصدقات ، ، لعلنا في الرقاب أو ابن السبيل أو حتى العاملون عليها .. لن أطيل هنا برغم رغبتي في أن تتوازى السطور مع ما أحمله من تقدير لحضور شخصك الكريم أختي الفاضلة ...


عندما تشعر بأنك غير قادر على كتابة القصيدة او تكملتها فماذا تفعل لكي تعود لنفس الشعور الذي بدأت به تلك القصيده لتكملها ؟


بيني وبيني منطقة كوجه البحيرة .. تلك مرآة السماء يانورة ، وأنا كقشّة طافحة لم تقصم ظهر الوقت ..!
يمنحني الوجع جرأته علينا ، تماما كما تمنح المدن الكبيرة الضوضاء وأطفال الإشارة ويمتح مني ماادخرته له في الغد ...!
هكذا ببساطة يانورة تكبر الحكايا حتى تشيخ يومًا ويبلغ البوح أرذله ، وحينها لن تتذكّر الريح أن ستائرالنوافذ كانت تراقصها فقط ولم تكن لتمنعها الدخول في حجرة مرتبكة ...!
وبشكل أكثر تعقيدًا .. أو تبسيطًا لاأكتب نصا إلا بحالة شعرية واحدة ..بغض النظر عن زمنها .. فإن خرجت منها والنص لم يكتمل أجهضه التاريخ وسقط من مذكراتي ... النص الشعري أو الأدبي بصورة عامة يشبه كثيرا عملية ( الخلق ) بكل مكوناتها .. وإذا حدث ارتباك شعوري ... بفعل عوامل الزمن حدثت عملية إجهاض كلي له ... وما عدا ذلك يخرج النص الأدبي من فضاء التلقائية والانسياب العام إلى نفق الصنعة ..وهذا بصدق ما أكرهه في رحلتي مع الكتابة .


ما موقف ابراهيم الوافي من السرقات الفكريه وهل عانيت منها؟
بيت كتبه ابراهيم الوافي وكان الاجمل برأيه بكل صراحه؟
وبيت تمنى انه هو من كتبه ؟


تعرفين يانورة .. بصدق أتحفّظ كثيرا على مصطلح ( السرقة ) حين يكون ذا بعدٍ أخلاقي .. لابعد إبداعي .. أميل كثيرا إلى مصطلحات التعالق النصي أو التناص أو الاقتباس .. أما السطو على نص كامل وادعاء نسبته فهذا أمر ثاني يخرجنا من دائرة الإبداع إلى دائرة السلوك الأخلاقي .. وأعتقد أنه في ظل غياب التوثيق الجاد للمنشور على الشبكة يحدث هذا كثيرا جدا .. وكواحدٍ ممن ينشرون نصوصهم عبر الشبكة حدث هذا لي ولاسيما في النصوص المحكية إذ إنني أبدو نكرة فيها عند الكثيرين ..

لاحظت من خلال قراءة قصائدك الشعريه ، بأنك تقتحم القصيدة الشعرية بأسلحة جاهزة . يبدأ ذلك من الرمز ودلالاته لديك التي تتوزع على بيئة دينية وبؤرة الضوء فيها مفردات قرآنيه ماتفسير ذلك عندالشاعرالوافي ؟

أولا ..يانورة تكون أو وجود معجم لغوي خاص بالشاعر إنما هو نتاج في الأصل ولا أخاله عملاً ينجزه الشاعر ، بالطبع أتوق كثيرا لأن أصبح ذلك الشاعر الذي تحدد هويته نصوصه ، لاسيما وأنا مؤمن تماما أن الرهان الآني هو اللغة اللغة المكثفة والمشحونة شعرا بعيدا عن الشكل سواء جاءت اللغة مموسقة أو خالية من الموسيقى ، وبالتالي حرصت كثيرا على محاولة الإحاطة بالدلالات الخاصة للمفردة الواحدة سواء بذاتها أو داخل السياق ، وكما أشرت أتوق كثيرا للغة تقدمني بشكل خاص ...
.. لا أعرف يانورة كيف يخالجني شعور مطلق أن ثمة قصيدة مستحيلة لم تكتب بعد وأجزم أنه شعور يخالج كل الشعراء ولا أدعي التفرد به ، لكن مشكلتي ربما كانت تكمن في كمية الوجع التي تداهمني حينما أشعر بحقيقة استحالتها من ناحية أو الشعور ببلوغها من ناحية أخرى وإمكانيتها ولهذا تظهر غالبا كطفح على وجه السطور .. إنها معادلة شائكة وموجعة قد تدفعني يوما للانصراف نهائيا عن الكتابة .. !
سألتني( ليلاي ) مرة .. وهي تتأمل ندوب العرق الضحوي في جبيني .. وتشيح بيدها لدخان سيجارتي .. وتضع يدها على إبريق الشاي في وضع استعداد دائم لحشو كوبي الفارغ .. سألتني :
( إلى أين المظهر يا أبا وفاء ؟! ) قلتُ لها ..حيث القصيدة المستحيلة القصيدة التي تلصقني بشجرة شائكة ..فلا أغادرها إلا وقد علق جلدي بها لأموت بعدها وليس في النفس حاجة لم تقضَ .. !
أعلم أنه حلم مفجع ياأختاه ..لكنه الشعر الذي لايرضيه إلا رأس الشاعر إذا ما أراد أن يدخل باب التاريخ عنوة ..!
أما عن الاستخدام القرآني فالحقيقة أن هذا الموضوع شائك ومعقد وموضع صدام كبير جدا بين المعارضين والمؤيدين ، لكنني أرى أن الأمر عائد لتعاطينا اللغوي أولا وأخيرا واستقبالنا للنص الإبداعي كنص يعتمد في تكوينه على تجاوز عادية اللغة ومباشرتها صحيح أنني أرى مثلا أن هناك مفردات ذات حرمة وخصوصية من الصعب الزج بها ( بالنسبة لي ) في مواضع معينة من مثل مفردة ( الله ) ذات البعد الواحد من وجهة نظري ، مع إمكانية استخدام مفردة الرب مثلا لأنها تحمل أبعادا متعددة ، وحتى مفردات الملائكة أيضا تحمل أبعادا يمكن توظيفها متى ماوجدت المبدع الذي يجيد خلق نصه وفق رؤية تدرك أبعاد اللغة واستخداماتها ، والحديث هنا يجرنا عن الاقتباس من القرآن والحديث الشريف مثلا حينما يتحفظ كثيرون منه ، بالرغم من أن القرآن نزل بلغة العرب أي بمفردات معروفة قبل نزول القرآن ، وظل معجزًا في نظمه ، والاقتباس اللغوي أو حتى النظمي إنما هو امتداد للاستفادة من هذا النص المعجز ...
اما عن أقرب الأبيات إلى نفسي فلعل نص ( تمام الثانية عشر بكاء حسب تفويت بغداد من النصوص القريبة جدا إلى نفسي ) ، ولتسمحي لي بنشره كاملا هنا ...


الثانية عشرة بكاء بتفويت بغداد ..!



كعامٍ بلا ذاكرةْ
كريحٍ تملُّ من النحتِ في القبَّةِ الفاخرةْ
يطلُّ العراق برأسٍ تصدَّعَ
بين الدمارِ الذي يشملُ الضرعَ والزرعَ
والغاصبون الذينَ أرادوا من الحربِ
أن تسعلَ النفطََ حين تهبُّ على وجهه الريحُ من جهةٍ واحدةْ ..!
الخرائط مثل الستائرِ معدودةً للشتاءْ ..!
........
( عشيَّة أن أظعنوا مثلما قالَ عتبةُ
عن رحْلِ ميٍّ ..
فلا أقرؤونا السلامَ ولا حدثونا عن الغيمِ من أي بحرٍ أفاءْ ..! )
مساء المواويل يادار هندٍ
مساءَ السخافةِ ..
عُهْرَ الصحافةِ
عصر الصرافةِ
أولنقل : ياصباحَ الحصافةْ ..!
أمن آخر البيد يسعى ؟!! :
( وإنك كالكلبِ في حفاظكَ للودِّ
و .. كالتيس عندَ قراع الخطوبِ )
إذن فخذوه الرصافةْ ..!
يا هند مهركِ أن يحملَ الثقفيُّ خطيئةَ أهلكِ
حين تزوجتِهِ مُجبرةْ ..
ياااااااا هند بغداد ( أم الحضاراتِ )
خمَّارةً حين يأتي المساءُ
وعند الضحى مقبرة
( عيون المها بين الرصافة والجسرِ )
تقول الوكالاتُ أن الصراعَ على الجسر
أوحى لـ (أم البروم ) بإغلاقِ أبوابها في وجوه اليتامى
فعادوا بأمواتهم خائبينْ ..!
( جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري )
تشير المصادر أن الصراع على الجسرِ
أفزع نَوْرَسةً سرْطنَ الغاز أطرافها
ثم جاءتْ ببيضٍ معاقٍ ولونٍ دكينْ ..!

***

ياهندُ بغدادُ ( أم النبوءاتِ )
نوَّارةٌ في حقولِ الخرائط
نامتْ عشاءً ولم تحتسِ الشاي في الساعة التاسعةْ ..!
تقول الوكالاتُ .. : إن المدينة مكتظةٌ بالرؤى الفاجعةْ ..!
يا هند بغداد نامت عشاءً ..
( ومن قال إن المدينةَ حين تنام عشاء
سيأتي عليها الصباحُ وتصحو ؟! )
يا هندُ بغداد .. حانت بكاءً ..
( ومن قال إن المدينةَ حين نيتّمُ أطفالها سوف تعفو وتمحو ؟! )
يا هندُ .. ياهندُ
لاشيء .. لاشيء
قد جاءنا الآن : أن انفجارًا عنيفًا يهزُّ التواريخَ
في حين أن هنالك وفدًا توجَّه فجرًا تجاه التترْ ..!
يا هند .. ( بغداد ) ....
( عدتُ إليكم ولاخوف فيها ..
فقد ذكرت دمعةٌ من مصادر أخرى
بأن المدينةَ قد أخليت من جميع الكلابِ
ولم يبقَ غير البشرْ ..! )

***

ياهند .. ( ليلى ) تريد صبيًّا
فتًى عربيًّا
شجاعًا أبيَّا
وبغدادُ لافرق في حزنها ..
فدمار الشمالِ ..شمولية في الدمارِْ ..
أسمع الآنَ حزنَ انكسارٍ ظَهَرْ :
( حلَّقتْ شبحٌ / ضربتها الصواريخُ من شاطئ أحمرٍ )
أيُّنا سوف ينجو إذا صنعوا في بلادِ التسلُّحِ
ما يستبيحُ الحذرْ ..؟!
سوف ننزعُ أسلحةَ الموتِ بالموتِ
بغدادُ مابين فكَّينِ يا أم بنتي ..
فكيف سأقنعُ هذا الصبيَّ بأن الرشيد انتحرْ ..؟
وأن التتار استطاع الخلاصَ أخيرًا
وأيقنَ أن العروبةَ ( وكْر الخياناتِ ) حين انتظرْ ..!
وأن الخلود بأن لاتكون على الأرض بغداد
لو أن ماء الفراتِ تزرَّقَ
أو أن بوَّابة المجدِ ..كانت مشجَّرة بالجماجمِ
تحت ظلالِ السيوفِ قديمًا
فليسَ لها الآن إلا التصَحُّرَ ..حين يميدُ بها الوقتُ
أو يستتبُّ البكاءُ بأحيائها ، وتئنُّ الصورْ ..!
ياهندُ ..
كيف سأقنعه أن تاريخنا دمُه مُهْدرٌ
وهو يرمقُ بغداد أنثى تساقُ إلى ساحةِ العرْضِ
محمومةً
ثم يغتصبُ الطيرُ فيها الفراشاتِ
بين عيون الشجرْ ..!
لا .. لاأريدُ صبيًّا ..
سيسألني أي عامٍ هوَتْ
فأقولُ له كل عامْ
سيدركُ حينئذٍ أنني لم أكنْ عِزَّةً
مثلما خدعتْهُ الرواياتُ مثلي
وأنَّ العروبة محض انفصامْ ..!

***

( ياطيور الطايرة .. روحي لهلي ..!
ياشَمِسْنا الدايرة ( ظلي ) لهَلي ..! )
وليلُ العراقِ الطويلُ تمطَّى حنينًا على هجعاتِ
النخيلِ الذي لايموتْ
سنأوي لغازٍ .. أنا والعراق ..
ونطلبُ ربي بأن لاترانا العيونُ
وأن يفرخ الطيرُ في راحتينا ..
سنطلبُ ربي بأن يهدي القائمين على الأرض كي يسمحوا
أن يقامَ على صدرنا وطن العنكبوتْ ..!
بنفسي أنتَ
ألا أيها الوطنُ المستقيم ُ على الصبرِ
لاتحزن الآنَ
يكفي بأني وأنتَ كثانِيْ ثلاثةَ في عامِ ألفينِ
تحملنا الريحُ عبر نواحِ الثكالى
وتفضي بنا لممرٍّ صغيرٍ
تتاجرُ فيه الحكايا بأحزانِ كل البيوتْ ..!
بنفسي أنتَ
وإن شئتَ كانتْ بنسفي
على أن تؤكدَ لي أن هندَ ستبقى
وبغدادها لن تموتْ ..!!

الليل الثاني عشر / 31 مارس 2003م


وبالنسبة للقصيدة او البيت الذي تمنيت لو أنني صاحبه .. فنص ( أنشودة المطر لبدر شاكر السياب ) هي قبلة القصائد الشعرية الحديثة وكثيرون تمنوا لو أنهم من كتبها ولعلي أحدهم ..


هل لديك صلة بالشعراء الحداثيين على المستوى الشخصي أو على المستوى الشعري ؟
ومافلسفة أنهم يعتبرون أنفسهم متقدمين على الشعر العمودي بسنة ضوئية وشعراء النبط متخلفين
عنهم سنتين ضوئيتين ؟


إن كنتِ تقصدين باالحداثة ( التجديد ) هنا .. فلعلي إذا أنا ذاتي من الحداثيين .. أو هكذا يقال عني فضلا عن علاقتي بهم ، هذا على المستوى الشخصي ولا أرى في ذلك تنصّلا من التراث أو تكبّرا عليه فلكل زمن تراثه وموروثه ، ونحن حين نتعاطى الموروث نتعاطاه بزمنه وطقوسه ، على مستوى التعامل مع النصوص ، فكيف سأصف الناقة التي رحلت بالحبيبة ، حينما تقلها طائرة ؟
والحقيقة أن عبارة ( التقدم والتأخر ) عبارة عائمة جدا بل ربما كانت خارجة عن مدار التقعيد أو التنظير الأدبي المنطقي وربما يحددها مفهوم التنصل عن التراث ، فأنا لاأرى مثلا كتابة نص عصري جدا في كل مستوياته هو تنصل عن التراث ، أو تقدّم عليه ، وفي تراكمات العصور الثقافية نلمس حالة التكيف العصرية ، فالعصر العباسي مثلا حيث المدنية نسبيا صار هناك تمرد صريح على المقدمة الطللية رغم أنها كانت قبله ركنا من أركان بناء القصيدة العربية ، أما سمعتِ ابا نُوَاس يقول :

عاج الشقي على دار يسائلها
وعجت أسأل عن خمارة البلد

أو قوله :

قل لمن يبكي على رسم درس
واقفا ماضر لو كان جلس..

اما عن الصراع والنخبوية والفوقية فعلي أن أعترف ياسيدتي بقصور كبير لدي في مواكبة الساحة الشعبية أو ( المحكية كما أحب أن أطلق عليها ) ، فاهتماماتي القرائية والكتابية تدور غالبا حول القصيدة الفصحى وهوامشها .. أي اللغة الفصحى ، لكنني حتما أؤمن بالشعر .. الشعر فقط وبأي لغة جاء ، وأشير من هنا تحديدا إلى أمر هام يتعلق بالنشر المطبوع للشعر المحكي سواء عن طريق المجلات أو الدواوين فأقول إنه ومنذ عقدين من الزمان تقريبا أحدث تطورا مذهلا في تركيبته ورؤياه ، فهو لم يعد شعر العوام كما كان يوصف ، لكنه الآن شعر المثقفين الذي جاء بلغة الحكي ، وأعتقد أن مشكلته الوحيدة التي تحد كثيرا من مكانته هي اصطدامه بقواعد الإملاء العربي أثناء الطباعة إذ أن كتابته وتداوله مطبوعًا تحدث فجوة كبيرة بين الشاعر والمتلقي ، فهو أمام خيارين كلاهما مؤثر جدا إما أن يلتزم بقواعد الكتابة المرسومة سلفا للكلام الفصيح ويفقد بالتالي الشعر كثيرا من هيئته وكنهه أو أن يخترق قواعد الإملاء وينطلق لكتابة الصوت وهذا سيؤثر بشكل سلبي كبير على اللغة ، وأرى أن الاكتفاء بالدواوين الصوتية حلا وسطيا مناسبا لهذه الإشكالية ، لاسيما بعد تجاوزه عائق الإقليمية عن طريق الغناء ، فلم يعد الشعر المحكي ذو اللغة ( النجدية كلغة نموذجية له ) نكرة عند الشعوب العربية مهما تباينت لهجاتها واختلفت بسبب مد هذا الشعر وهيمنته على الغناء العربي منذ فترة طويلة ومع مرور الوقت أجزم أنه سيتوازى مع اللهجة المصرية كشعر إقليمي عام .


هل تعتبر أن مشروع الشعر العربي الحديث هو مشروع مستورد ؟
هل يصدر الشعر لمهمة محددة غير الإبداع ؟


تعرفين يانورة .. مازلتُ أرى أن قصيدة النثر بنت عربية من أم أجنبية .. تختلط كثيرا في مقوماتها مع النصوص الغربية المترجمة .. بالفعل هي مشروع مستورد ..وقليل جدا جدا من يستورده بمواصفات ومقاييس عربية .. هذا فيما يختص بالشعر العربي الحديث على مستوى ساحة الشعر الفصيح ولا أدري أيهما تعنين ياأخت الصدق .. ساحة الشعر المحكي أم ساحة الشعر الفصيح .. فلكل ساحة منهما طقوسها والعوامل المؤثرة فيها ، لكن طبيعة الحركة الأدبية ..موسمية دائما .. تشعلها قضية ما .. ثم ما تلبث أن ينتابها الركود النسبي حتى تحرك ركودها قضية أخرى ... والواقع أن الساحة المحكية اكتفت بقضايا الإثارة الصحفية عبر إجراء الحوارات مع الشعراء والدفع بهم إلى صراعات متنوعة ومتشابكة وأكثرها للأسف الشديد يتم بصفاقة وحماقة لاتليق بالشعر والشعراء .. أما ساحة الفصيح .. فلا تزال تبحث عن ذاتها عبر المد ( الصحفي ) للنص المحكي من خلال انتشار المجلات المختصة به بصورة مرعبة جدا ، مع غياب واضح للنقد المواكب بصورة عامةولهذا لاأجدها واضحة المعالم من حيث الاستيراد والتوطين ...!


ياااااااااانورة .. جميعكم ..جميعكم هنا تلوّحون بعنق وردة أيها الطيبون ..
تعرق الدقيقة وتنحسر الظلال .. يتمدد البحر على أريكة الظهيرة ، تسافر الكلمات من شفتي ..
يا الله ..كل شيء يشي بالزرقة ... هو البحر إذا .. أو هو اللون لاأعرف .. فلطالما قلت إن زرقة البحر محاكاة للسماء .. وأن النجوم التي تكسف في الظهيرة ، تترك للشمس فرصة جمع الظلال لشهقة سواء ...!
هذا الاحتفاء .. هذا السفر إليكم .. هذا البريد الوارد الذي يحملني إلى هنا .. هذا أنتم أيها الكثيرون بقلوبكم ..وهذا هو أنا بينكم ..فشكرا لقلوبكم وتحية تقدير لإدارة الموقع التي دلّتني عليكم
...


التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi



إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً