مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 19-01-2005, 22:00   #64
فوزي المطرفي
فـعـل مــاضي!
 

" تساقطوا مثل المطر .. يا مرحبا بيوم الحصاد " *








بهاء اللغة / نوف الراشد



الحرف الصغير أصاب في البيان .. حد التمني بعودة العطر إلى مواسم .. كأني بلسان حال المكان يقول " اقطفي الورد وسيحي عطره " حتى يتسنّى للجميع .. وجبة استنشاق طازجة .!



*
\
/
\
/
*


يقول جمعة حلفي :
" أشعر أحياناً وكأننا بحاجة لأن نتعلم لغة أخرى غير هذه التي نتداولها، لغة لها طعم مثلما للقبلة، ولها عطر مثلما للبنفسج أو النرجس، ولها ضوء مثلما للنهار البسيط الأليف، الذي ينهض قبلنا بقليل. لغة لا تخذلني حين تأتي الكآبة بل تنهض قبلي لتشرع الأبواب كي نخرج معاً نحو الضوء . "

كيف يمكن الحصول على مثل هذه اللغة ؟ ثم كيف يفترض أن نتعامل معها بعد أن نجدها ؟
و هل وجد فوزي المطرفي ، لغة كهذه ؟




أرى أن الحصول على اللغة .. ليس أمراً شاقاً .. فمنذ أن علّم الله آدم الأسماء.. واللغة كائن ٌ حيّ .! .. تنشأ وتتطوّر بتباعد البشر .. وتزيد وتننقص .. بتفاوت الألم .!.. كان زوربا يمارس " اللغة " بالرقص .!.. في حين أن أحمد شوقي , كان يناشد في " لغة " الهوى عيناها .!.. اختلاف التعامل .. تفرضه حالة الوجع .!
بالنسبة لي .. لازلت أبحث.. وهناك من يقول : " ستفتش عنها يا ولدي في كل مكان , وستسأل عنها موج البحر وتسأل فيروز الشطآن ".!





عن الصوت يا فوزي .. و إيماناً مني بمعجزة الصوت البشري .. أودّ أن أعرف رأيك حول هذا الأمر المُعجز
" إيتالو كالفينو" كتب في أحد قصصه القصيرة عن الصوت البشري:
( أن صوت الإنسان يعبّـر عن الجزء الأعمق من شخصيته، الجزء الأصدق و الأكثر ثباتا ً و خفاءا ً . الجزء الذي لا يمكنك اكتشافه بصريا ً. كأن ترى الإنسان ذا مظهر ٍ خفيف، ثم تسمع صوته فتجده عميقا ً. الصوت يشبه ُ بابا ً يُفتح. )

مالذي يعتقده فوزي المطرفي في " الصوت البشري " ؟
هل تؤمن بمعجزته ؟ و هل تتفق مع إيتالو كالفينو ؟
أنا مهتمّة- في الآونة الأخيرة- بهذا الموضوع كثيراً .. لذا فإنني أبحث عن جوابٍ كافٍ






مدخل : " حين تستيقظ الأحلام " لـ مؤنس الرزّاز :

قال مختار ٌ لهبة : أنا أحب صوتك ِفقط .!.. وجهك جذاب .. لكن .. هل تعلمين ماذا يعني ؟.. إنه يعني أنك ِ لست ِ جميلة .! سألته : لماذا يا مختار ؟
قال لها : لأن صوتها امتص كل جمالها واستحوذ عليه .!..

اقترب مختار :" ومد يده في الظلام ــ ليراه على انفراد ــ وقال لها : إنه يريد أن يتحسس صوتها .. إحكي .
سألته : ماذا أحكي يا مختار ؟
قال : أي شيء .. أريد أن ألمس صوتك .!
قالت : يا إلهي .. ألن ينتهي هذا الكابوس ؟
مد يده قال :إحكي كمان .. إحكي .. بلا توقف ولا فواصل ولا نقط .!
أخذت رأسها بين يديها ثم بدأت تعد بصوت ٍ هستيري :
واحد .. اثنان .. ثلاثة .. أربعة ..خمسة ..

ومختار يمد يده في الظلام , يتحسس أنفاسها الخارجة مع ذبذبات صوتها , ويغمض عينيه في نشوة ٍ لم يعرفها بشر ٌ من قبل .!



مخرج :

الصوت قد يحتكر الجمال كلّه .!






الدنيا لا تمنحنا الشيء الكثير ، و لهذا نحن في حاجةٍ إلى منح أنفسنا ما تشتهي بواسطة الخيال
الخيال وحده يدفعنا نحو تحمّل موتنا المحتوم .. لأنه وسيلتنا الكبيرة للنسيان ! "

هذا ما قاله واسيني الأعرج في إحدى رواياته .. ما رأي فوزي المطرفي في قول واسيني ؟
هل يمكن أن ننسى بالخيال ؟





واسيني هنا .. أراد أن يؤكد أن الخيال يشبه ـ إلى حد ٍ ما ـ الأمل الذي يقودنا نحو الحياة بشكل ٍ أفضل .!..ولا يكون الأمل إلاّ بنسيان ٍ للماضي وتطلّع ٍللمستقبل .. هكذا أصبح الخيال وسيلة .!.. هل في الإجابة ما يوحي بالقدرة على النسيان ؟!



و ماذا عن الكتابة و النسيان ..
هل نكتب لننسى ؟ أم نكتب لأننا نرفض أن ننسى ؟


الكتابة لغة تعبير .. أحتاجها حين تفيض الذاكرة بالتفاصيل .!. و يتعذر النسيان ..!.. بعد الانتهاء منها .. قد أشعر براحة ٍ سريّة / تصعد إلى قلبي .. وكأنها البشارة .!..الغريب .. أن هذا الشعور لا يلبث أن يزول .. بعد أول قراءة .!.. نوف .. الكتابة نسيان .. والنسيان كتابة .!.. وجعان لقلب ٍ واحد .!






__ شمعة من ديوان " بقايا كحل من عيون ٍ سود " :


* مليحة الفودري .!





1حتر1111111111111111ما11111111111111111111تي

التوقيع:
ما أشدَّ فِطام الكبير!
مالك بن دينار


:
:
الموقع الشخصيّ

.
فوزي المطرفي غير متواجد حالياً