[محمد علي العمري]

الأزرق الفاتـ.... ن / فوزي المطرفي

اشكرك اولاً على طلب إعارة شيطاني .. ووددت لو أنك اضفت : ( إن وجد ) !!


تقول ايها الأزرق الممتد إلى اقاصي الحلم الجميل :

(( لكن ما اود إضافته حول شياطين الشعراء او علاقة الشياطين بهم , هو ان الأمر اشبه بالمستحيل من حيث أثبات هذه العلاقة كحقيقة قائمة على أدلة علمية بعيدة عن أقوال الرواة ..!!


وكما قيل انه لا بد ان نعقل الخبر اذا سمعناه عقل رعاية لا عقل رواية فإن رواة العلم كثير ورعاته قليل , مع العلم اني لا اشكك في مصداقية الأمر من حيث حدوثه ولكن ينتابني الشك في جزم الناس بإنه لا يمكن ان يكون الاّ بسبب شياطين أو مخلوقات وراء الطبيعة ..!! ))


وها أنت ايضاً لا تجزم وتصعّب محاولة إيجاد دليل !!

لذا فالجزء اليسير الذي قرأته من الموضوع قد اوفى وكفّا لكي تخرج برأي عاقل !!

ولكن فاتك أن تأنس بتفصيلات الردود حول الموضوع ..

حاول أن تعود على مهل واترك عن كاهلك حمل المفاجاءات

فحضورك لوحدته مفاجأة ممطرة


تقول ايضاً وبنَفَسٍ أزرق :

(( فقد رأيت الشاعر المدعو بن طوير في حفلة ( الله يذكر موسى الداهية بالخير ) وهو منشغل بالحديث المتقطع ــ إن جاز التعبير ــ مع رجل بجواره عن ما ينشده الشاعر أثناء البدع ثم يعود بعد ان انتهى ويرد عليه بالشقر ( الجناس )

من يعرف شعر العرضة يدرك انه من الصعب ( وليس من المستحيل ) على الشاعر المنشغل أو المتشاغل عن خصمة بأن يرد عليه لانه لن يستطيع الرد على آخر الكلمات شقراً الاّ بعد ان يركز تركيز مطلق مع بدع الشاعر الذي امامه ..!!



هذا الأمر جعل الحبل على الغارب وبدأ الجميع يحكي قصص عن سقية عيضة من الجن ..!!



وهكذا مع جميع الشعراء .. دواليك ..!!


ولكن إنشغال عيضه الواضح امام الجمهور لا يعني نفي متابعته للشاعر الذي امامه , فقد يكون اكثر من الجمهور نفسه في إدراك ماقاله بحكم خبرته الطويلة في هذا المجال وكما هو معروف لدى كل متذوق للشعر ان بعض الكلمات تستطيع ان تستنتجها انت من سياق البيت قبل ان تتم القراءة ..!! ))


ها أنت تشير الى حادثة حضرتها بنفسك !!

وعن عيضة بن طوير ذاك الذي سيطر على اساطير الشعر جنوباً !!


وانت ممن يعقل الرواية عقل رعاية لا عقل رواية !!

فكيف وانت ترويها لنا بنفسك ؟!


ولولا استدراكك في نهاية الموضوع وقولك بأن انشغال عيضة لا ينفي متابعة الشاعر الذي امامه لأعتبرته الرأي الخاص بك وأنك تقول بوجود شياطين شعر


تقول ايضاً :

(( وتجدر الإشارة الى ان هناك من بحث في تفسير كوامن الخيال لدى الشعراء وحاول ان يبرر حالة الخروج عن الإعتياديه بعلاقة الشياطين ومن أبرزهم المؤلف ابو زيد محمد القرشي الذي افرد فصلاً خاصاً في كتاب جمهرة أشعار العرب بعنوان " شياطين الشعراء " ذكر فيه ماشاع بين العرب من هذه الأقاويل وان جنى الشعر لدى عبيد بن الأبرص اسمه هبيدا و.....و.......و......والأمثلة تتسع للطرح ولكنها تضيّق الحديث ..!! ))


واقول لاهنت وشكرا على التنويه


ثم قلت :

(( عموماً ..


الأمر برمته لا يعدو عن كونه توجه عفوي لا يستند كما قلت آنفاً الى أدلة علمية محضة بل مجرد دهشة اعترت معشر الجمهور ( ولا زالت الى وقتنا الحاضر ) من سرعة بديهة شاعر في موقف معين فقيل الشياطين تفعل هذا فقط .. !! ))


اعتقد معك ايضاً يافوزي أن العامة من متابعي الشعر من العصر الجاهلي الى الآن ومن العهد اليوناني كما قال المؤلف لايزالون يميلون للأسطرة في كل ما يرونه اعجاز .

تقول ايضاً مستشهداً :

(( ابو رسيل ..


الا تذكر معي ذاك الشاعر واعتقد انه ابو تمام عندما دخل على الخليفة بقصيدة مدح وعندما انتهى الى البيت ..

إقدام عمر ٍو في سماحة ِ حاتم ٍ

...............في حلم احنف َ في ذكاءِ إياس ِ


قال وزير الخليفه الكندي لم تزد ان شبهت الخليفة بأجلاف العرب .!!

فأطرق حبيب بن أوس قليلاً وأنشد ..

لا تنكروا ضربي له من َ دونه

............... مثلاً شروداً في الندى والباس ِ


فالله قد جعل الأقل لنوره

.............. مثلاً من المشكاة والنبراس ِ


فقال الوزير للخليفة اعطه مايريد فأن عقله يأكل جسده كما يأكل السيف غمده أو كما قال ..!!


لاحظ يابو رسيل ..


لو كان الوزير من شريحة الجمهور اعلاه لما تردد في نسب الشياطين إليه بدون ادنى شك ..!!

لكن النظرة الثاقبة التي يتمتع بها جعلته يؤمن بسرعة البديهة المختلفة من شخص الى آخر .... ولله في خلقه شؤون ))


استشهاد رائع ينم عن فكر واعي وجميل


ثم ختمت رأيك بقولك :

( نهاية /

تعبت أصابعي )


سلامة اصابعك الذهبية