مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 02-07-2004, 21:01   #111
نوف الثنيان
النجدية
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ نوف الثنيان
 

رد : صفحات خالده من جبران خليل جبران إلى مي زياده ..!!






يجب الا نتعاتب ., يجب أن نتفاهم ولا نستطيع أن نتفاهم الا اذا تحدثنا ببساطة الأطفال .. أنتِ وانا نميل الى الإنشاء بما يلازم الإنشاء من المهاره والتفنن والتنميق والترتيب .

قد عرفنا انتِ وانا , أن الصداقه والإنشاء لايتفقان بسهوله .. القلب ياميّ شيء بسيط ومظاهر القلب عناصر بسيطه , أما الإنشاء فمن المركبات الأجتماعيه ..

ماقولك في أن نتحول عن الإنشاء إلى الكلام البسيط ؟

" انتِ تحيين فيَّ وأنا أحيا فيكِ , أنتِ تعلمين ذلك وأنا أعلم ذلك "

أليست هذه الكلمات القليله أفضل بما لايقاس من كل ماقلناه في الماضي ؟

ماذا ياترى كان يمنعنا عن التلفظّ بهذه الكلمات في العام الغابر ؟

أهو الخجل أم الكبرياء أم الأصطلاحات الأجتماعيه أم ماذا ؟

منذ البدء عرفنا هذه الحقيقه الأوليه فلماذا لم نظهرها بصراحة المؤمنين المخلصين المتجردين ؟

لو فعلنا لكنا انقذنا نفسينا من الشك والألم والندم والسخط والمعاكسات , المعاكسات التي تحوّل عسل القلب إلى مرارة وخبز القلب إلى تراب .. الله يسامحك ويسامحني .

يجب أن نتفاهم , ولكن كيف نستطيع ذلك بدون أن يقابل الواحد منا صراحة الآخر بالتصديق التام


_ _ _ _


أنت أقرب الناس الى روحي ، و أنت أقرب الناس الى قلبي و نحن لم نتخاصم قط بروحينا أو بقلبينا .

لم نتخاصم بغير الفكر و الفكر شيء مكتسب ، شيء نقتبسه من المحيط ، من المرئيات ، من مآتي الأيام .

أما الروح و القلب فقد كانا فينا جوهرين علويين قبل أن نفتكر .

وظيفة الفكر الترتيب ، و هي وظيفة حسنة و لازمة في حياتنا الأجتماعية و لكن لا مكان في حياتنا الروحية القلبية .


_ _ _ _


قربي جبهتك يا مريم , قربيها ففي قلبي زهرة بيضاء اريد ان اضعها على جبهتك .

ما اعذب المحبة عندما تقف مرتعشة مخجولة امام نفسها .

_ _ _ _


تقولين لي انك تخافين الحب . لماذا تخافينه يا صغيرتي ؟ أتخافين نور الشمس ؟ أتخافين مد البحر ؟

أتخافين طلوع الفجر ؟ أتخافين مجئ الربيع ؟ لما يا ترى تخافين الحب ؟...

انا اعلم ان القليل في الحب لا يرضيك , كما اعلم ان القليل في الحب لا يرضيني . انت و انا لا و لن نرضى بالقليل .

نحن نريد الكثير . نحن نريد كل شئ . نحن نريد الكمال .

اقول يا ماري ان في الارادة الحصول

لا تخافي الحب يا ماري , لا تخافي الحب يا رفيقة قلبي

علينا ان نستسلم اليه رغم ما فيه من الألم و الحنين و الوحشة و رغم ما فيه من الالتباس و الحيرة .



_ _ _ _


أولا تذكرين اننا تعاهدنا على معانقة الصلح و السلام ؟

و انت تسألين عن حالي , و عن (خاطري) , وعن الأمور التي تشغلني , اما حالي فهو مثل حالك مثل حالك تماما يا ماري .

اما خاطري فلم يزل في الضباب حيث اجتمعنا ـ انت و انا ـ


_ _ _ _


يا ماري ـ كنت في السادس من هذا الشهر افكر فيك كل دقيقة بل كل لحظة

و كنت اترجم كل ما يقوله لي القوم الى لغة ماري و جبران ـ

و تلك لغة لا يفهمها من سكان هذا العالم سوى ماري و جبران ...

و انت تعلمين طبعا ان كل يوم من ايام السنة هو يوم مولد كل واحد منا ...

_ _ _ _

كيف حال عينيك يا ماري ؟

انت تعلمين , انت تعلمين بقلبك ان حال عينيك يهمني الى درجة قصوى .

و كيف تسألين هذا السؤال و انت تشاهدين بعينيك ما وراء الحجاب .

انت تعلمين ان القلب البشري لا يخضع الى نواميس القياسات و المسافات

و ان اعمق و اقوى عاطفة في القلب البشري تلك التي نستسلم اليها و نجد في الأستسلام لذة و راحة و طمأنينة مع اننا

مهما حاولنا لا نستطيع تفسيرها او تحليلها . يكفي انها عاطفة عميقة و قوية . فلم السؤال و لم الشك ؟


_ _ _ _

نحن هنا في اوائل الربيع , ففي الهواء سحر و يقظة .

و في الروح فجر و شباب .

.
ستكونين معي كل يوم من نيسان . و ستكونين معي بعد ان ينقضي نيسان ـ كل يوم و كل ليلة .

_ _ _ _





الجازي ..


الرسائل تمثّل جانب من العطاء الأدبي لجبران خليل جبران ..

والذي عكس فيها صورة ميّ من خلال التساؤلات / العتاب / البوح ..

تتلون الأحاديث ويختلط الأدب والفكر والفن والثقافه والفلسفه التي وثّقت عرى الصداقه والألفه بينهما..

بخليط منسجم لايجمع بينهم الاّ العاطفه الصادقه .. والتي أصبحت حُلم يكتبون من أجله .. فكلاهما كانا أدباء ومشاهير ..

بالفعل نفتقد في زمننا الحاضر إلى هذا الحب العذري .. المجرّد من أي شيء .. الاّ من المحبه نفسها ..

وهذا سرّ تعلّقنا الشديد بتلك الرسائل .. كنت أنتظرها وكأنها أمسيات شعريه وأدبيه وثقافيه

أستمتع بمشاهدتها وقراءتها في آن واحد .. وكل رساله أقرأها يصاحبني .. أشبه بسماع عزف

على آله موسيقيه واحده .. أن صح التعبير ..

والتي اخُتِتمت في النهايه وأستأثرت بأعجاب الحاضرين المتذوقيّن للأدب و لفن الرسائل بشكل خاص .. ..

ستبقى غذاء ثقافي يرمم نقص فن المراسله الأدبي في وقتنا الحاضر ..


الجازي ..


كلي فخر وابتهاج بكِ حين يحصد موضوع كهذا أعلى درجات التفوق والتميّز ..


أستقطبتِ في هذا الموضوع كل مهتم بالفكر والأدب والفن .. في وطن الثقافه النيّره .. التي يتميز بها مواسم ورواده ..


شكري العميق لكل حبة عقد نثرتها هنا .. ونظمتها لنا ..


أعجابي وتقديري الشديد .




التوقيع:
نوف الثنيان غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس