مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 15-05-2012, 08:07   #1
ابراهيم بن عبدالمحسن
شــاعر
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ ابراهيم بن عبدالمحسن
 

لِقَاء على سُلَمِ الأقدارّ

هانحنُ نعودُ مِن جديدّ



في سُلّمِ الأقدارِ كان صِدامي
مع حلوةِ التكوينِ و الهِنّدَامِ

عينيَّ إرتحلت تجولُ بِحُسّنِها
فغدتّ تتوهُ بفيضِهِ المترامي

فيها الجمالُ كجوقةٍ رنانةٍ
تُجّلي الدموعَ بِأعذبِ الأنغامِ

مرتّ بجنبي كالنسيمِ رقيقةٍ
فغزى رعاشُ السِحّرِ كُلَ عِظامي

فهممتُ أنّ أبدا السلامَ مرحباً
وتراقصتّ في أعيُني أحلامي

شَهَقَ الذهولُ معانقاً نبراتها
وكأنها قالتّ نسيتُ لِثامي

عبرتّ بجنبي كالغزالِ الهاربِ
من مخلبِ المتضورِ الضرغامِ

صدتّ بخدٍ قد تخثرَ وردهُ
وأنا جلستُ مسامراً آلامي

نضبت حروفُ الضادِ مِن كُراستي
ونسيتُ عِنواني وما أرقامي

وُئِدَ الكلامُ وضاعَ مِني مُعّجَمي
وتكسرتّ في لحظةٍ أقلامي

قد كانَ مِفّتَاحُ الغوانيَ في فَمي
قد كانَ مذياعُ المساءِ كلامي

كُسِرَ القصيدُ وماتَ فيني شاعري
وسقى الجوى فاهاً بكيماً ضامي

فلويتُ رأسي أقتفي خُطَواتِها
فرأيتُ زُلزُلَةَ الزمانِ أمامي

دخلت ببيتِ مُنادمي ومُسامري
من كانَ في وقتِ الجلادِ حزامي

لما التقيتُ الصاحَ هاجتّ فِطرتي
فسئلتهُ بَدِدّ ليَ استفهامي

قالَ : التي حطتّ ببالِكَ مرفأً
فقريبتي من أكبرِ الأعمامِ

قلتُ الجميلةُ تِلّكَ وردةُ رملةٍ
وأنا ظننتُ الوردَ ورداً شامي

وردٌ تلاعِبُهُ الرياحُ فينثني
والشوكُ في جنباتهِ متنامي

نجديةٌ تشدوا الرياحُ لخطوِها
ومُهابةٌ كمهابةِ الأصنامي

في ثادقٍ كبُرتّ وأينعَ حُسّنُها
وتناثرتّ بزقاقِها كرخامي

فهناكَ اجدادي وتلكَ بيوتُهم
وهنا نُخيلاتي وذي أغنامي

وهناكَ سمراءٌ غوتّ كورودِها
عمرتّ لها بالقلبِ قصرَ غرامي

أهلاً إن إقتربتّ ولاحَ ضيائُها
فغدتّ كـ مصباحٍ يشقُ ظلامي

فإذا الهوى أهدى إلي وِصالَها
أولى عليَّ بـ أنعمِ الإنعامِ

وإذا الهوى ماجادَ لو في لمحةٍ
عصبتّ يدايَّ ونكستّ أعلامي

لكن سمراءَ المروجِ تكبرتّ
وأنا بقلبي غصةُ الأيتامِ

سمراءُ قال الحسنَ أن تتكبري ؟
ويحِلَ بُخّلُ الوصلِ عن إكرامي؟

سمراءُ لا تنسيّ بأنكِ عائلي
وتنفسي وتلذذي بطعامي

سمراءُ لاتنسيّ عهودَ غرامِنا
لاتبدِليّ سُقيا الهوى بِفِطَامي

فأنا يتيمٌ دِفّءُ دارِكِ ملجأي
وبِحُضنِكِ أُنسي وطيبَ مُقامي

مالعمرُ إن يوماً تولى وصلكِ؟
ما الحبُ ما دنيايَ ما أيامي ؟

من يوقضُ الأحلامَ في ليلِ الهنا؟
من يوقدُ الأشعارَ بـ الإلهامِ

رُدي عليَّ بحقِ موجِدِ حُسنِكِ

من جادَ لي بالشعرِ والإسلامِ

عذراً صديقي طال جهمي طالباً
وصلاً يطفّي سُعّرَ هجرٍ حامي

أنتَ المخبرُ بالغرامِ وحالهِ
خُذّ عنكَ توبيخي وطولَ ملامي

واخدع صديقكَ بالقصائدِ والرؤى
واغسُل أساي بجدولِ الإيهامِ

وانقل الى ((شماءُ)) لُهّفَ تحيتي
فبِفضلِها عادَ القصيدُ خيامي

فهي التي تطئُ القلوبَ إذا مشتّ
وإذا أنحنتّ أَضحَت حديداً حامي

فأنا وفيرُ الحظِ حين صَدَفّتُها
فجلت وجوهاً داخليّ و أسامي

فبطولِها ما قطُ رامتّ نخلةٌ
وبِحُسّنِها مانالَ سهمُ الرامي

حتى ولو بخِلَت بِرَدِ سلامِها
فهي الكريمةُ إبنةٌ لكرامِ

أما ملاكي ما أقولُ لجفوِها؟
سأغوصُ في همي وأنتِ نامي

فلقد علمتُ بأنَ حُبُكِ مُنجَبٌ
حتى ولو ضاقتّ بهِ أرحامي


اخر تعديل كان بواسطة » ابراهيم بن عبدالمحسن في يوم » 15-05-2012 عند الساعة » 08:26.
ابراهيم بن عبدالمحسن غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس