[فوزي المطرفي]

هذه النقاشات الصحية تستحق التأمل والتدبّر حينًا بعد حين. وهي تحرك في النفس تمنيّات المواصلة بشكلٍ موسعٍ وموضوعيّ.. خصوصًا بعد إجابات العزيز/ خالد بن عويد, والذي فتح نافذة تطلّ على النضج والوعي, بردوده الجميلة والموضوعيّة.
بات النقاش الآن في مسألة الاستيعاب في المرحلة الابتدائية العُليا لبعض الأحاديث الصحيحة المرويّة عن النبي صلوات ربي وسلامه عليه. وهي مسألة يعتقد البعض أن تمييز الطفل فيها وفهمه أقل من أن يستوعب عمق بعض الأحاديث. وأرى ـ من خلال التجربة داخل العملية التعليميةـ أن لدى الطفل القدرة على الاستيعاب متى ما كان المعلم صالحًا لذلك, بمعنى أن خصائص النمو العقلي لمرحلة الصفوف العُليا التي توصف في علم النفس بالطفولة المتأخرة (9 ـ 12) قابلة بشكل كبير للتمييز وتعلم المعايير الخلقية والقيم, وتكوين الاتجاهات, والاستعداد لتحمل المسئولية, وضبط الانفعالات.. وهذا ما أكده رئيس قسم الصحة النفسية الدكتور/ حامد عبد السلام زهران, في كتابه: علم نفس النمو "الطفولة والمراهقة" والذي يعد من أهم الكتب لفهم وتربية الأطفال والمراهقين وفيه خلاصة بحثٍ واطلاعٍ وجهد بطريقةٍ علمية وعملية.. وهي تتضمّن آراء علماء أجلاء من أهل التخصص.. ولولا خشية التوسع لنقلت من خصائص النمو العقلي واللغوي والاجتماعيّ لدى أطفال هذه المرحلة ما يؤكد على سرعة استيعابهم وتقبّلهم لأكثر من الفهم المحصور في الحديث.. أي بمعنى أن المسألة تتعلق ـ برُمتها ـ في قدرة المعلم على إيصال فكرة الحديث وتبيين ما أراد الشارع منه.

*
كلّ الشكر والود على فتح هذه النافذة ياراكان, ويتبع للجميع الشكر.