[إبراهيم الوافي]

( 3 )

وما زلتِ يا أماه تترفين الليل بالصلاة ..
مطفأة سجائرى ممتلئةٌ بتفاهات الظن ، ورئتي منتفخة بوجع الحقيقة ..!
الرصاصات يا أماه بريئة من دم القتيل، كانت تبحث عن أفق للحرية حين
اعترضها جسده ..!!
لا تحنقي يا أماه على من أهملتُ حلاقة لحيتي لأجله ، ومرَّغتُ وجهي بوحل اللحظة حين افتقدته ..!
صلي يا أماه ، وبعد كل ركعتين التفتي إليَّ . ..
وجهك ملائكيٌّ أيتها الطيبة .. !

( 4 )

أماه .. الليلة الثانية سبورة الطفل الكفيف ..!
ها أنا أيتها الطيبة أتلمس وجوه التفاصيل لأتعرف على ملامحها بعد أن افتقدت صوت الذكرى ومواء الدقائق ...!
أماه كنتِ قد أخبرتيني عن وجه أبي حينما التقيتِ به أول مرة وأنت ابنة الثالثة عشرة .. ولم يكن النخل حينها عرضة للرياح .. !
قلتِ لي إنك تشبهه كثيرا ، ستعرفين إذن يا أماه كل هذه الندوب ..!
ظلال النخيل المتموج على سواقي العطش هي ذاتها أنيميا الحب التي لم يشخصها الأطبَّاء بعد ..!
والوجع الذي يتخفَّى في ثيابي لا يشبه رهبة البداية ..!



يتبع