مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 22-09-2005, 23:53   #12
عبدالواحد اليحيائي
كــاتـب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالواحد اليحيائي
 

رد : مع شعراء الفصحى..

.
.
الشاعرة هدى الدغفق من شاعراتنا الشباب في المملكة، أُ هدي إلي مؤخرا ديوانها الصغير، الظل إلى أعلى، واخترت لكم منه بعض المقطوعات التي احببت، وعسى أن تعجبكم، تحية على البعد للشاعرة المبدعة ، وتحية أخرى لمن أهدانا الديوان.
.
.
النهر:

أفْرغتْ كلّ حقيبتها
بحثتْ عن قصيدتِها
زلزلتْ رأسَ كلّ الدفاترِ
والكتبِ الحاضره

للحقيبةِ جيبٌ خفيّ..
فَتَحَته..،
نبعَ النهرُ من صورةٍ
خطفْتها..
مَضَتْ..
… بعدها، نسيتْ: أيّ شيءٍ بغت.
.
.
أوتار الملح:

في ركنٍ من الاركان
من بيتٍ له عشرٌ من السنوات
أشبك لهفتي والخوف والباقين، في إعصار أوردتي،
وأهتزُ ابتداء من شروقِ دمي/ شروقاً مطفئاً بالليل، بللاشمسِ – فوق ضبابهِ قلبي.

ويا قلمي..كم استأثرتَ من ضيقٍ فأعطيتُ الخناقَ فماً، تفوّه منه أطيارٌ وجئتُ إليكَ اسئلةً فتوتها تلاشت فيك.
من لا شيءَ سميتُ الحياةَ: هُنا
ومن أشياءَ للأشياءِ قلتُ: أنا.
أنا في النورِ
أو في بقعةٍ أخرىمُلفّعةٍ برائحةِ الدموعِ / الملحِ، والأوتار تُلهبها.

وفي يومٍ من الايام لم يمضِ
وفي ركن من الاركانِ مُنطوياً..تباعدْنا.
على وعدٍ جديدٍ بانفجار الشوقِ والاعصارِ
والباقين….يُوحّدُنا تلاشيهم.
.
.
العبء:

وحين ألتقي بها مبادئي.
يقتص شعبي كل خيط بيننا…
ألْفِظُ الانفاس.
أشعلُ الفتيلَ – من جديد.

وحين ألتقي به، شعبي الذي نسيتُ في جحيمه مطامحي.
أقتصُ سَرب أحنحه…كانت تَطير.
وأستعدُّ للهبوطِ للأبد.
.
.
الغصن:

يعبر ذاك الرجلُ سريعا
أتُرى أعبر نفس الشارع – يوما – وبتلك السرعه.
إني أتباطأ..أتباطأُ.
ألتفُّ بنفْسي في نفْسي.
يوماً عن يوم.. أُدمِن طيّي،
حتى أني أصبحت كعامودٍ مُهمَلْ…

لا خطوةَ
لا نوراً
لا شيء……..
.
.
الباب العاشر للإجابة الثابتة:

أكلُّ الكبار يَشدُّون بالحُبّ أيديهم لبنيهم!؟
اُحسُ.
ولكنني….
سأموت من الجهل في أمةٍ / خانها الوعيُ – بالنازله.

القلوب مُغلّفةٌ
والعقول مقيّدةٌ
كيفَ لي ان أقول: أبيضٌ يا غدُ.
.
.
التفاف:

الساعةُ صحوٌ بعد النوم
تُوقِظني الساعةُ ….ثم تنام.
.
.
.
فقرات من رسالة خاصة تناولت بها شاعرين سعوديين هما هدى الدغفق ومحمد حبيبي: :


(قرأت كثيرا عن اختراق الكلمات وتفجيرها عند بعض الشعراء فيما يسمى البحث عن لغة شعرية جديدة، بدا لي ان هدى تسعى إلى شيء من هذا من خلال ما قرأته لها حتى الآن، لكنها أيضا لم تكن موفقه، لأنها في إطار بحثها عن المفردة وإعادة ترتيبها نسيت الجمهور الذي ينبغي أن يفهم ما تكتب وألا تخترع له لغة لا تفهمها إلا هي، وأعني بالجمهور تلك الصفوة من المثقفين التي تَفهم ما يُقال، ولا يمكن التشكيك في ذوقها وحسها الأدبي، هذا مع أنى لا أنكر أن في الكتيب الصغير الذي أرْسلْته لي لها الكثير من الصور الجمالية والأخيلة المبتدعة لكنها ترتدي حذاء ضيقا أصابها بالعرج في بعض المراحل).
.
.
(القراءة للاثنين تحتاج وعيا خاصا، ليس لأن ما يكتبانه خارق للعادة، بل هو في الغالب من العادي والمألوف لكنهما يختلفان عن البقية في طريقة إيصال ما يريدانه للأخرين، وهنا الفارق بين الشاعر الكبير وغيره، الشاعر الكبير يوصل اجمل المعاني وأقوى الأحاسيس بأوضح الصور مع بقاء منطقة كبيرة يتحرك بها القارئ بخياله، والشاعر الأقل يخفق في تحقيق شروط هذه المعادلة، أما لنقص في معانيه أو لنقص في موهبته، وهما على هذا المقياس من الشعراء الأقل موهبة).
.
.
(لكن هناك قضايا: هل كل ما نراه ونمارسه في الحياة يصلح موضوعا للشعر؟!!!، وهل كل التعابير تصلح مادة للشاعر؟!!!، وهل من سمو الشعر أن يُقدم للآخرين بمعان مبتذله؟!!!، تلك أشياء اتركها لك للتفكير وربما للحوار لاحقا).

.
.

عبدالواحد اليحيائي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس