الموضوع: ذكريات ..!!
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 27-11-2004, 00:33   #42
وحش
الدانه بنت عبدالله
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ وحش
 

رد : ذكريات ..!!




هل لي يا فوزي ببعض ٍ من ذكرياتي



>/

>/



الزمن صيف 1999م . .تخرجت من الثانوية وبالنسبة التي وعدت بأن اختار أي جامعة بالعالم لو جئت بها حققت حلم والدي بتلك النسبة .بعثت الأوراق وتم القبول .المكان إحدى الدول العربية ..أتيت أنا و أخي بعد قبولي بالجامعة كنت فرحة جداً و بالتخصص الذي أحببته ..و لكن ما يلجم طموحي عن الانطلاق و يحز بخاطري فراق أمي أبي و إخوتي لما أفكر يوماً بأن أغادر عش الطفولة لأهاجر في بعثة دراسية و لمدة أربعة أعوام .
و أين هم بدولة و أنا بدولة ...ياااااااااااااااااااااه كم هذا صعب علي و أنا لم أحاول إعداد كوباً من الشاي في يوم من الأيام . لم أتعود على فراقهم لحظة واحدة فكيف سيكون حالي؟.كيف سأستيقظ في الصباح من دون أن اقبل جبين والدي و والدتي..قلت فرصة حتى اعتمد على نفسي و أعود بشهادتي التي حلمت بها..فالفراق يخيم على الأيام القادمة .. ذهبنا إلى السفارة تم إكمال الأوراق .. ثم الملحق الثقافي السعودي .. و اكتملت إجراءات البعثة..و من ثم دخولي السكن الجامعي .. كان ذلك السكن عبارة عن مبنى كبير ثلاثة ادوار ..و به من الجنسيات ما الله به عليم .. في أول دخولي للسكن أحسست بفرحة وبرهبة .. فرحة تحقيق حلمي..ورهبة أنَّ أخي سيسلمني ..إلى تلك الجالسة أمامي ..(مشرفة السكن ) لا اعلم وقتها ما هو اسمها ..سيسلمني ويوقع ويخرج ..يآآآآآآه كم أحسست بغصة وقتها..وقَّع أخي.. أعطتني مفتاح الغرفة . وقالت لي الدور الثاني غرفة (32) استأذن أخي منها للذهاب معي ليرى غرفتي .أخبرتنا تلك المشرفة أنَّ كل طالبتين بغرفة واحدة .إلا إذا كان هناك قريبة لي أود أن أكون معها بالغرفة ..اخبرها أخي أنَّه لا يوجد لنا أحد ثم قالت أجل ستكون معها ( زميلتها ) (خديجة ) في غرفة (32 ).جاءتا مستخدمتان أخذتا حقائبي ..
وذهبنا خلفهم إنا و أخي..فتحت الغرفة..كان الوقت تقريباً ..الساعة (العاشرة و النصف ) صباحاً.. كان السكن
شبه خالي ..إلاَّ من بعض الطالبات الخارجات والداخالات..دخلنا الغرفة كانت عبارة عن سريرين ..ومكتبين .. ومطبخ صغير تحضيري ..ودولابان..و دورة مياه ( أعزكم الله )..جلس أخي على المكتب
وهو ينظر لي ويقوم بنصائحه الدائمة وتوجيهاته لي..و أنا أحس بعبرة تخنقني ..استأذن مني للخروج
قمت مفجوعة (( وين تروح ؟ قال أنا بطلع عندي شغل وبرجع لك العصر..قلت أنت بتسافر بعد بكره لا تخليني اليوم بروحي خليني أكون معك اليوم بس)) ..ابتسم وطبع قبلة على جبيني ..((قال: خلاص أنتي لازم تتعودين ..قلت له بس اليوم خلني معك ..قال ..خلاص بس بشرط بكرة تباتين بالسكن ..قلت إن شاء الله ..قال يالله رتبي ملابسك..وريحي شوي وحاولي تتعرفين على احد من زميلاتك الخليجيات .))
و أنا بجيك العصر)).وخرج..جلست انظر للغرفة.في كل زاوية في الغرفة جميلة لكن لا أحس بروحي فيها .فتحت الشباك..جلست ما يقارب ربع ساعة انظر إلى الازدحام في الخارج ..
في الأجواء و أفكر..ثم ذهبت لترتيب ملابسي ..وجلست أتساءل أين ( خديجة) ؟ التي تكلمت عنها المشرفة
ما هي جنسيتها ..قلت اسمها (خديجة) أكيد إنها خليجية ..أكيد إنها سعودية والأسئلة تراودني و الأجوبة مجهولة.. قلت بتجي وبنشوف..لكن يبدو أنها لم تأتي بعد من الإجازة ..والغرفة تدل على ذلك ..بعض الكتب وبعض الأوراق..التي يبدو من خلال تصفحي أنَّ تخصصها طب أو صيدلة ..الوقت الآن الظهر .... الوقت يمر بطيئاً جدً و أنا بانتظار العصر و عودة أخي .. لم استطع النوم .. كنت متعبة لكن لم استطع حتى الغفوة ..طرق الباب ..فتحته..فإذا بإحدى المستخدمات تقول مدام (......) تريد أن تكلمك ..
قلت لها أين؟ .. قالت تحت .. نزلت إليها..أخذت تعطيني القواعد والأوامر..ومواعيد الطعام.. والخروج..
وقوانين الطلبة السعوديين المخصصة من الملحق الثقافي.. عندما قرأت قوانين الملحق الثقافي ..اطمأننت بعض الشيء .. أحسست وكأني في بلدي..وأخذت تتكلم عن وضع إشراف السكن والتناوب..
ثم سألتها..أين خديجة..قالت..(خديجة )..ستنزل غداً بالمطار .. و أخذت تتكلم عن خديجة..وتمتدحها وقالت
سترتاحين كثيراً معها .. و من كثر الكلام ..اللي قالته ارتحت لها قبل أن أرآها ..لكن ليست خليجية..
(خديجة)...ماحز بخاطري....لأنني وددت أن تكون خليجية..بل هي (أسبانية ) مسلمة..
كيف سيكون وضعي معها وكيف سأتكلم معها..وأتحدث..لكن تذكرت لابد أن تكون تعرف عربي فالكتب
التي رأيتها عربية..وتدرس بجامعة عربية..قلت سأنتظر..فأنا احب اسبانيا كثيراً وسيكون لها شأن تلك الخديجة ..
الوقت الآن ..الخامسة إلا ربع وأنا بانتظار.. أخي.. جاءتني إحد المستخدمات ..لتخربني أنَّ أخي تحت ..
قفزت..وكأن لي سنه ماشفته..جئت سلمت عليه قلت تأخرت علي ..قال ..ها وش قلنا مو قلنا لازم تتعودين ..ابتسمت و أحببت أن أخرجه من جوي الكئيب قلت لها تعال بوريك غرفتي بعد مارتبتها..
تعال..شوفها..أتىمعي وشاهدها..قلت شوف صورة أبوي ..شوف صورة أمي.ترى أمي ماتدري إني أخذت صورتها لاتعلمها وتحزن ..قلت بعد شوف صورتك ..شوف شوف ..قلت تدري ليش حطيت الصور..عشان ما أحس أني بعيدة عنكم أبي أحس إني معكم وانتم معي..قال يالله نروح نتمشى ..هممنا بالخروج ..استأذنت المشرفة أنني سأبات الليلة عند أخي ..وذهبنا..تميشنا وتجولنا بالأسواق كثيراً حتى أنهكنا التعب.. ثم تعشينا..وخلدنا للنوم..
جااااااااااااء الصباح.. وجاء الواقع الذي لابد علي من تحمله وتقبله..فهذا مستقبلي ..ولن افرط به ..
انتظرت حتى صحا أخي . ذهبنا للغداء بالخارج..قال اليوم خلاااااااص لازم تباتين بالسكن..بكره الدوام ..سكت ولم أرد..
جاء العصر..مرينا السوبر ماركت أخذت بعض الأشياء التي تنقصني..ثم ذهبنا للسكن..ونزل معاي
أخي .. جلس ما يقارب الساعة إلا ربع ..ثم سلم وقال بكره الساعة 8 بكون عندك..خرج .ولم انطق حرف واحد حتى لا أضايقه .أغلقت الباب خلفه.. و ارتميت على سريري ..بكيت كثيراً كثيراً و أنا أشاهد الصور التي أمامي ..أبي أمي إخوتي ..
ثم قمت و توضأت وصليت ..وتذكرت أنَّ زميلتي بالغرفة ستأتي اليوم ..(خديجة) كم أنا متشفقة لأارها .هونت على نفسي بذلك.
أخذت دفتر وقلم وجلست أرسم وأكتب..خواطر. وشعر بيت بييتين كنت في ذلك الوقت لم اكتب الشعر كما أنا في هذا الوقت كانت أبيات فقيرة لا تزيد عن الأربع أبيات ..
وصلت ( خديجة ) دخلت علي ألقت السلام وقمت بمصافحتها ابتسمت و ابتسمت أنا أيضاً..لا اعلم من اخبرها انني سعودية!! ..قالت..( انتي من مكة ) ..قالتها باللغة العربية المكسرة..قلت لها أنا لست من مكة..
قالت : قالوا: لي أنك سعودية.. لم اعلم ..وقتها أن (خديجة ) لا تعرف عن السعودية إلا (مكة) ..قلت نعم أنا سعودية لكني لست من مكة ..أنا من إحدى مناطق المملكة..وأخذت أتكلم لها عن المملكة ..وعدد مناطقها..فرحت خديجة ..بي كفرحتي بها..لكن لم استطع إقناعها فهي لا تعرف إلا مكة..جلست معها تحدثنا كثيراً..كنت أعاني من فهم بعض الكلمات لكونها ..تتكلم عربي مكسر..تحب السعودية كثيراً وتحب مكة..لاحظت تعلقها بالدين الإسلامي وبالحجاب وبقراءة القرآن. جلسنا تلك الليلة نتحدث عن طالبات السكن ..و أنا وجدت فرصة حتى أتعرف على الكل..وأتعرف عليها أكثر..كانت (خديجة)
إنسانة رائعة أحببتها..كثيراً.بالرغم أنها كانت تعيش جو من التشتت بين والديها فوالدها لم تراه منذُ ثلاث سنوات و لا تعلم عنه شيئاً و والداتها بجنوب أفريقيا لا تعرف عنها سوى الاسم .وفي الإجازات تذهب لجدتها..من والدها بأسبانيا وأخوتها...قمت بسؤالها..لما اخترتي أن تكوني هنا.قالت.لأني أريد ذلك ..لكن نحن جئنا عن طريق المدارس الإسلامية هناك..وكنت ارغب بأن اكمل تعليمي بجامعة عربية..ثم سألتني نفس السؤال..فأجبت لا اعلم لما أنا هنا؟..لا اعلم إلا شيء واحد أنني بعثت أوراقي وقبلت ورضيت بالأمر الواقع ..وجئت
بدأت الدراسة ذهب أخي ..معي لأولى محاضراتي كما وعدني .. إطمأن علي..وودعني وسافر..كانت الأجواء غريبة علي ..كل شيء غريب الوضع هنا (فري).قلت في نفس يا الله.كلها يومين وتعود.. كنت بعد انتهائي من المحاضرات اذهب إلى السكن و أجلس بغرفتي حتى تعود خديجة ..كان أنيس وحدتي في تلك الليالي ..شريط أخذته من سيارة أخي ونحن في المطار(الفجرالبعيد) لمحمد عبدة كان ذلك الشريط في أوج انتشاره كنت دائمة الاستماع لتلك الأغنية حتى حفظتها خديجة ..
( خديجة )دعوني أتحدث لكم عنها كم كانت عظيمة تلك الإنسانة ..كم هونت علي الليالي وبعدي عن أهلي..كانت بمثابة الأم والأخت لي.نزهاتنا تسوقنا مقالبنا كل شيء كنا لا نفترق إلا وقت المحاضرات كم كنت اكره محضاراتها لأنها تأخذ ثلث الوقت كانت تتأخر كثيراً كانت كل شيء لي هناك . كنت لا استيقظ إلا على رميها لي بالمخدة كي أصحا و إن لم أصحا تقوم كعادته برش الماء علي أو تعلي الراديو بأعلى صوته..وكنت دائماً أقول لها سيأتي يوم وأفعل بك ماتفعلينه بي.بدأت الاختبارات ..السكن كله بأزمة .
أخرج بالممرات الكل يمشي وبيده كتاب.فأنا كنت أذاكر بالدرج بالدور الثالث ..لأن الأجواء كانت هادئة هناك أما خديجة لا ترتاح إلا بالغرفة كنا نهرب من بعض حتى نذاكر..و أضحي بالخروج حتى تأخذ راحتها بصوتها العالي في المذاكرة فلم استطع المذاكرة عندها.لأني أحب الجو الهادئ والمذاكرة بصمت .انتهى الكورس الأول ..وعلي الذهاب للسعودية..ذهبت وكنت فرحة بالمعدل التي حصلت عليه وقتها كوني مستجدة..وكان السبب عائداً لله أولاً ثم لتلك الحنونة ( خديجة) ...وعدنا لم تكن طويلة تلك الأجازة ..حتى أنَّ خديجة لم تذهب لأهلها...كانت هناك..عدت والشوق يسبقني لها..كانت تحب عبدالرحمن السديس .. كثيراً .لكثرة سماعها له بصلاة مكة . جئت ببعض الأشرطة لها.. ففرحت بها كفرحتها بعودتي..
بدأ الكورس .كنا أنا و خديجة بمثابة توأمين لا نفترق إلا بمحاضراتنا قررنا في هذا الكورس أن تكون محاضراتنا بنفس الوقت أو متقاربة .حتى يكون فراغنا معاً حاولنا جاهدين أن نكون معاً . رتبت بعض المحاضرات على ما اخترناه نحن أما الباقي فلم نستطع.كون التخصصين مختلفين . كان هذا الكورس ثقيل نوعاً ما ولم يهون علي بعد الله إلا خديجة ..لا ادري لماذا إلا أنني ..لم اعد احتمل مر الشهر الأول وبدأت الاختبارات ..
احدث خديجة..وأقولها لا استطيع أن أذاكر..تقول لي بعبارة ملؤها الحنان..استهدي بالله و اقرئي جزء من القران ...حتى تهوني على نفسك ..وصلي ركعتين .مرة أيام انتهيت من ثلاث اختبارات.. فجأة انتابني شعور أمي لم تتصل علي من خمسة أيام ..لم أتعود من أمي كانت تتصل يوم بعد يوم ..اتصل فيقولون نائمة..اتصل فيقولون خارجة..أحسست بشي لا اعلم ما هو لكن أمي بها شيء ولعلمي أنها تعاني من بعض الأمراض..هناك شي يحدث لوالدتي ..ما هو ؟ وكيف أعلم بذلك..؟ انتظرت الصباح ..اتصلت
في بيتنا فلم يجب أحد..الساعة الثامنة والنصف..كيف فأمي من الساعة السابعة تصحا من النوم.. اتصلت ببيت أخي ..فلم يجب علي أحد..خرجت لمحاضرتي ..مدتها ساعتين..مااااااا أطول تلك المحاضرة و أغثها علي..خرجت وذهبت للسكن اتصلت ببيت أخي ..فرد أبن أخي ..(راكان) .فرحت. لأنه رد فسيقول لي الحقيقة
فهو طفل ولن يكذب علي.. قلت له ..راكان ..وين جدة .؟ قال جدة في الطبيب ..قلت وشفيها قال : مريضه جده وماما عندها..أيقنت ..أنَّ إحساسي صدق..اتصلت بالملحق الثقافي السعودي ..وخبرتهم بوضعي و أنني
عندي ظروف قاهرة و أريد أن ( أوقف قيدي ).حتى يخبروني بما عليه فعله .فوالدتي تعبانه.. حاولوا أقناعي بالبقاء فالكورس لم يبقى عليه إلا شهرين ونص...قلت أريد أن (أوقف قيدي ) بأي شكل فوالدتي تعبانه بالمستشفى ..عملت كل شيء ..ولم أخبر حتى أهلي إلا بعد ..انتهاء الإجراءات (أوقفت قيدي )اتصلت و أخبرتهم أنني عملت كل شيء و أني أريد العودة..للسعودية.ووضعتهم أمام الأمر الواقع.وحتى هذا الوقت مازال (القيد موقوف )
ولكن (خديجة) كيف سأخبرها..كيف سأودعها..كيف كيف..؟ ودعتها وأنا أعلم في قرارة نفسي أنني لم أراها مرة أخرى ..
عدت للسعودية.لوالدي لأمي لأخوتي.لأهلي وأحبابي ..طفولتي ..ذكرياتي..استقرت حالة والدتي بعد العملية ..ولله الحمد .. مرة خمسة اشهر..وعلي العوده..إلى هناك ..حيث المستقبل..الكل يريد اقناعي ..والدتي اخوتي ..
اما انا.لااريد..وان كنت بداخلي اريد العوده من أجل خديجة فقط ..اما والدي ..لم يقل شيآ ..
فقلت لهم اريد أي شي وسأقبل أي شي لكن لن اذهب إلى هناك...وسأبغى بالسعودية ..احترم الجميع رغبتي ..

.

خ

د

ي

ج

ه



لكن مازالت في الذاكرة تلك ( الخديجة ) . كم أحبها تلك الإنسانة..وكانت من أجمل الذكريات التي جئت بها من هناك..يااااااااااااه أين أنتي يا خديجة الآن هل ما زلتي تذكرينني..أقسم بالله بأنني مازلت محتفظة بصورتك و أتذكر كل شيء ضحكاتك مواقفنا سهرنا مزحنا طبخنا كلماتك حتى نطق حروفك المكسر.. .. ربما بمحض الصدفة تقرأين كلامي ..هذا وتتذكرين..(أخر ما تلقيته من أخبارها أنها أيضاً أوقفت قيدها بعد أن .توفيت جدتها..وذهبت إلى إخوتها في (أسبانيا)
ولا أعلم هل أكملت دراستها أم لا.. وحتى هذا الوقت مازلت متشفقة لسماع أي خبر عنها..هل تخرجت.هل حققت حلمها بالذهاب إلى مكة..وحجت.هل تزوجت سعودي كما حلمت .فرسائلي يبدو أنها لا تصلها )





اخر تعديل كان بواسطة » وحش في يوم » 27-11-2004 عند الساعة » 03:27.
وحش غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس