مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 05-04-2008, 20:33   #85
مسفر الدوسري
شـــاعر وصحفي
 

رد : هنا ..(مسفر الدوسري) حيثما يولد الشعر .. أكثر من عشرة أصابع لـ كتابة عطر ..

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة نـــورة العجمي مشاهدة المشاركة



مسفر الدوسري لفكرك جوله خاصة لا يمكن أن تفوتني في هذا اللقاء وهذا مما شجعني على طرح عدة اسئلة

لماذ تعتقد إن بعض الكتّاب أو الشعراء يبدأ بالكتابه على الشبكة العنكبوتيه بأسم مستعار ؟
لماذا يتعرض الكتّاب والشعراء لحاله من الأكتئاب اكثر من غيرهم هم ومن المبدعين بنسبة أعلى من الناس العاديين إذا اعتبروا فئة خاصة كما تدل عليه سيرة المبدعين ؟ فهل لكثرة التفكير او التوتر او القلق سبب في ذلك ؟ او ماهو السبب برأيك ؟

تظهر احياناً أصوات وأقلام تهاجم وبشدة قصيدة النثر أو ما يسمى بشعر الحداثة وذم كل ما يمت للشعر الحديث ومدارسه بصلة وترجيح كفة الشعر المنظوم والمقفي ( الشعر النبطي ) على غيره ,, فهل تعالي هذه الأصوات مرده هو ان شعر الحداثة هو سبب الأزمة التي يمر بها الشعر العربي في الزمن الحاضر أم أن هذه الأقلام تهاجم لمجرد أنها لا تجد ما تلوكه أقلامها؟

حداثة الشعر او اللغة الشعرية الموغله بالرمزية أحياناً بجميع اتجاهاتها , الحداثة , كل ما هو تحديث للشي بمعنى ان يكون مغاير لما كان عليه بالمفهوم العام , مثل شعر النثر ,والتي تعتمد على السجع والتمثيل ومتطلبات ما يمكن ان نطلق عليه قصيدة و شعر التفعيله الذي يعتمد على الجرس الموسيقي , فالكثير يعتبر إن الشعر لو أختلفت إحدى ركائزه وكسر النمط مثل الوزن والقافية و التقيد بالبحور االمتعارف عليها , لايعتبرونه شعر ويعتبرونه تمرد على روائع التراث, فجوهر هذا النوع من الشعر هو ارتباطه الوثيق في جذوره , أي كلام يتحرر من الوزن والقافية لا يعتبرا شعرا يعتبر نص , الاّ شعر التفعيله يمكن اعتباره نوع من الشعرالغنائي الخفيف لأن يعتمد على الجرس الموسيقى ويلتزم بالوزن أيضاً لأنه لببساطة لا يلتزم ببحور
أما قصيدة النثر الي يطلقها سيطرة فئة من الكتاب علي المنابر الثقافية تعود إلى طبيعة مجتمع الاستهلاك التابع المفتقر الي رؤية تاريخية لأصول وجذور الشعر وأوزانه
لا يعني كون احد كتب قصيدة نثر هو أنها كسبت شرعية التصنيف في جنس ادبي هو ( قصيدة النثر)نستشهد بأدونيس , يوسف الخال , محمد الماغوط , نزار قباني , خاصة أن لدى الكثير قناعة إن للشعر (ضوابط) و (قواعد) وليس (فنٌ) مفتوح وحر؟؟
مارأيك؟ وماذا تقول لمن يميلون لهذا الرأي ؟


ما هو رأيك في الدكتور/ طه حسن، وإن حظيتِ بقراءة كتابه "في الشعر الجاهلي" فما رأيك بما ذهب إليه طه حسين بأن الشعر الجاهلي في معظمه شعر إسلامي أي أوجد بعد طلوع الإسلام، وليس قبله ؟
وهذه الفقرة من الكتاب:
"ذلك أني لا أنكر الحياة الجاهلية وإنما أنكر أن يمثلها هذا الشعر الذي يسمونه الشعر الجاهلي. فإذا أردت أن أدرس الحياة الجاهلية فلست أسلك إليها طريق امرئ القيس والنابغة والأعشى وزهير، لأني لا أثق بما ينسب إليهم؛ وإنما أسلك إليها طريقا أخرى، وأدرسها في نص لا سبيل إلى الشك في صحته، أدرسها في القرآن. فالقرآن أصدق مرآة للعصر الجاهلي. ونص القرآن ثابت لا سبيل إلى الشك فيه. أدرسها في القرآن، وأدرسها في شعر هؤلاء الشعراء الذين عاصروا النبي وجادلوه، وفي شعر الشعراء الآخرين الذين جاءوا بعده ولم تكن نفوسهم قد طابت عن الآراء والحياة التي ألفها آباؤهم قبل ظهور الإسلام. بل أدرسها في الشعر الأموي نفسه. فلست أعرف أمة من الأمم القديمة استمسكت بمذهب المحافظة في الأدب ولم تجدد فيه إلا بمقدار كالأمة العربية. فحياة العرب الجاهليين ظاهرة في شعر الفرزدق وجرير وذي الرمة والأخطل والراعي أكثر من ظهورها في هذا الشعر الذي ينسب إلى طرفة وعنترة والشماخ وبشر بن أبي حازم."


يُقال أن وراء كل عظيم امراة هل تؤمن بذلك ؟
وهل للمرأة تأثير على الرجل من ناحية تأثيرها عليه في عطاءه الأدبي ؟


يقولون ان المعانآة سبباً في خلق الأبداع لدى الكتاب و الشعراء أسوة بأن الحاجة أم الأختراع هل توافق على ذلك ؟

أيهما أكثر تحريضا على التداعي الألم أم الفرح ؟


الأخت نورة العجمي:
ياهلا ومليون مرحبا،

- الحقيقة ليس لدي أدنى علم حول السبب.
- الفنان المبدع غالبا ما يعيش حالة قلق شبه دائمة،حالة من الرفض والتمرد على الواقع،يحس أنه أسير نسيج معقد من واقع الحياة،لا يستطيع الفرار منه،وفي نفس الوقت هو غير قادر على الإستسلام له!هذه مآساة معظم المبدعين والفنانين،والتي تصيبهم بكثير من الإحباط والكآبه.
- وماهي - من وجهة نظرك - أزمة الشعر العربي في الزمن الحاضر،لنتمكن من معرفة ما إذا كان سببها الشعر الحديث أم لا؟!
- لا أعلم ولكن هناك نقاط كثيرة تضمنها سؤالك هذا بحاجة لوقفة ربما طويلة لإزالة اللبس بيننا،بينما وردت هذه النقاط في السؤال وكأنها حقائق وبديهيات ومسلمات توصلنا لنتائج قاطعة،فمثلا شعر النثر لا يعتمد على السجع والتمثيل،وإنما يعتمد على تكثيف المعنى والصورة الشعرية،وهذه أهم ركائزه،أما فيما يتعلق بالموروث فأعتقد أنني أوضحت رأيي حول هذا الطرح بسؤال سابق عندما ذكرت رأي المشركين عندما سمعوا القرآن وسموه شعرا،وسبب تسمية "الزير" بالمهلهل،وأضيف هنا أيضا أن الموشحات الاندلسية أصبحت الآن من الموروث،وشعر المواليا،وهذان النوعان لا يلتزمان بشروط القصيدة الكلاسيكية التقليدية .
كذلك عندما ذكرتِ أن "جوهر" الشعر هو الوزن والقافية،هل حقا هذا هو جوهر الشعر؟! إن كان كذلك فالبيت التالي من اجمل الابيات:
إلوكاد المقلباني مارحم باب الصيرفه
ليتنا خذنا معاهم من تجاويفي عسايم
يوم شلنا من عزاهم ماورا رايه وكيفه
قلّبوها مير قالوا للعواني والتهايم !!!!!!
كذلك قولك أن شعر التفعيلة من الشعر الغنائي الخفيف. الحقيقة لم أعرف ماذا عنيت بـ "خفيف"؟!! هل تقصدين خفيف من حيث المعنى،أم خفيف من حيث ماذا؟! إذا كان الاول ما قصدت فأنا لا أعتقد أن قصائد بدر شاكرالسياب،او درويش،أو البياتي،أو الحيدري،أو أمل دنقل،أو سعد الحميدين،أو الثبيتي،أو محمد الفايز،او حسن طلب وغيرهم كثير من هذا النوع الذي قصدت.
وكذلك إدراج إسم نزار من ضمن أسماء كل من الماغوط وأدونيس ويوسف الخال،أظن أنه ليس في محله ،فنزار ليس من كتاب قصيدة النثر.
أما فيما يتعلق بقولك ان الشعر ليس فن "حر" فهو حقا ما ادهشني!! الفن بشكل عام هو الحرية ذاتها،الفن أول نداء مموسق لسماء الحرية،أصلا لابد من توافر حد ادنى من الحرية لضمان حد ادنى من الإبداع،وعموما ولكي لا نتوسع في هذه النقطة أقول:إذا سلمنا جدلا بوجود شروط وضوابط لهذا النوع من الإبداع،فدعيني أسأل :من وضع هذه الشروط؟! ومن هم القائمين على حمايتها؟! ومن ذلك الذي أعطاهم وكالة بذلك؟! ومن هم المصرح لهم بتعديل هذه الشروط حسب مقتضيات الحاجة؟!أم أن تلك الشروط والضوابط اقدس من أن تمس؟!!
يا أخت نورة ..الشعر في النهاية إبداع إنساني خالص،هو الذي أوجده،وهو المستفيد الوحيد منه،وهو المتضرر الوحيد(إن وُجد)منه،وهو القادر أيضا على تطويره وتعديله وإلغائه حتى إن شاء،لذا ليس هناك ما يستحق المزايدة،وليس هناك حاجة ليدّعي أحد منا وصاية على احد في هذا الموضوع وليكتب كل رؤيته بكامل حريته،وليغني كل فرد كيفما يشاء، فالفضاء لن يضيق بصوت بحّة!

- رأيي أنا في الدكتور طه حسين؟!!! حرام عليك يانورة!!!!
ماذا سيكون رأيي في شخصية مبدعة أثْرَت وأثّرَت في زمانها من خلال البحث والكتابة والآراء الأدبية المثيرة،والجدل الفكري العميق،وتواصل أثرها حتى هذه اللحظة التي سألتِ بها سؤالك،وربما إلى ما بعد ذلك؟!

- ومن وراء المرأة العظيمة؟! إمرأة أخرى؟!...أنا اعتقد أن وراء كل عظيم أوعظيمة رغبة كامنة في ذاته/ذاتها جامحة لتحدي قانون الجاذبية.
والمبدع الحقيقي سيبدع بـ /أو رغما عن كل شيء.

- لست مع هذا الرأي أبدا،بدليل أن هناك إبداعات رائعة ليست بالضرورة ناتجة عن معاناه بالمعنى الإنساني المتعارف عليه،فكثير من المنحوتات المبدعة مثلا وقفنا طويلا نتأمل جمالها من دون إستحضار لإحساس المعاناة،وكم من لوحة تشكيلية أيضا أشغلت خيالنا لم تكن لريشة المعاناة أثر في تجلياتها أو في نفوسنا..



تحياتي لك،


اخر تعديل كان بواسطة » مسفر الدوسري في يوم » 05-04-2008 عند الساعة » 23:05.
مسفر الدوسري غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس