مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 04-04-2008, 17:12   #78
مسفر الدوسري
شـــاعر وصحفي
 

رد : هنا ..(مسفر الدوسري) حيثما يولد الشعر .. أكثر من عشرة أصابع لـ كتابة عطر ..

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة راكان الشعلان مشاهدة المشاركة
شكراً لشعبيات التي عودتنا على العطاء والتألق

أحيي ضيف مواسم الشاعر مسفر الدوسري وأبدأ أسئلتي‎

لكل عالمٍ ومفكر وأديب مصادر أسهمت في‎ ‎تكوين خلفيته الثقافية العامة من جهة، وتنمية وتطور ملكاته في ‏مجال تخصصه. فما هي‎ ‎مصادر ومناهل المعرفة التي كان لها أكبر الأثر في تكوين خلفيتك الثقافية العامة‎ ‎؟‎

كيف تقيم المشهد الثقافي العربي في الأنترنت ؟‎

هل‎ ‎تعتقد أن المبدعين العرب من أمثالك قد نالوا حقهم من الأضواء أو الانتشار؟ ولماذا‎ ‎؟‎

الواقع الراهن حالياً على مسرح الحياة الأدبية " شعراً وقصة " باعتبار هذين الفنين‎ ‎هما المسيطر والشغل ‏الشاغل لأي مثقف سعودي‎ , بحكم اطلاعك عن قرب بواقع الحالة‎ ‎الأدبية في السعودية بشكل عام كيف تضع حركة الابداع السعودي في ‏القصة الشعر تحديدا‎ ‎على الخارطة العربية أولا ثم على الخارطة الانسانية بعد ذلك ؟‎

هل الوجع والجراح هو من يستفز الحرف للأبداع والتألق أم هناك‎ ‎اسباب اخرى ؟؟‎

هل تعتقد‎ ‎أن الحركة الأدبية " سواء المحلية " أو العامة شرعت تسهم في رسم الملامح المبدئية‎ ‎لولادة نتاج ‏فكري حضاري " عربي " يواكب معطيات القرن الجديد ؟؟ أم هي استمرار‎ ‎وإعادة لماضي تغنى به الكثير ؟‎

بموضوعيتك المعهودة هل تنسجم الحركة الثقافية‎ ‎مع الحركة الشعبية في بلادنا العربية ؟‎
عرّت الشبكة العنكبوتية كثير من الأقلام‎ ‎، وعُــلقت فيها مشانق لرقاب تطاولت ادبياً عبر المحسوبية الإعلامية ‏، هل ترى أن‎ ‎المستقبل لأدباء الشبكة وللمطروح عبر الشبكة ؟ وكيف نستطيع خلق ثقافة صحية جادة‎ ‎باستغلال ‏هذا الفضاء الرحب وتوجيهه وجهة بناءة دون الخضوع لمستويات الرضا عامودياً‎ ‎وافقياً ؟

وشكراً مقدماً على إجابة اسئلتي

الأخ راكان المشعل:
يامراحب وسع الفضاء،

- كل كتاب قرأته أعجني أم لم يعجبني،أثّر بي، كل أغنية سمعتها،كل فيلم شاهدته أو مسرحية،كل حكاية روتها لي عمتي الكبرى،كل سامرية سمعتها من والدي،كل نقاش ثقافي موضوعي حضرته،كل حوار إعلامي مع أحد المثقفين،كل هذه المعطيات أثرت بي وساهمت في رسم ملامح حبي للأدب والفن،بل وساهمت أحيانا كثيرة في تربيتي.
مناهل الثقافة موجودة بكثرة،ومتاحة للجميع،المهم أن نعرف كيف نستفيد منها،وكيف "نفلتر" ما يغذي ذاكرتنا الثقافية.

- أعتقد أن الإنترنت ثورة علمية هائلة وزلزلة في عالم الإتصال،وأثّر كثيرا حتى على حياتنا الشخصية بشكل مباشر وقوي،وكما قلت في سؤال سابق،كان لابد للثقافة أن تستفيد من هذه التقنية لما تتميز به من قدرة على الوصول إلى أقصى بقعة من العالم،وأصغر القرى وأبعدها،ولما تتميز به أيضا من أفق واسع جدا من الحرية، فأصبح بإمكان اي قارىء أن يتابع الحركة الثقافية في أي مكان بمجرد ضغط بضعة إزرار في جهاز الكمبيوتر،وهذه الميزة سيكون لها أثر مهم وواضح في تلاقح الإبداع والتأثير والتأثر.دعك من كثير من السلبيات التي نراها ونلمسها نتيجة تعاملنا مع هذه التقنية،إلا ان ذلك لن يلغي دور هذه التقنية في مسيرة الحركة الثقافية وإثرائها.

- قبل أن أجيب فقط أريد أن أوضح أنني لست بهذا الحجم الذي يضعني به كرمك،وبالنسبة للسؤالك أقول:
يجب أن نسأل أنفسنا أولا،هل الثقافة ذاتها تحظى بما نتمنى من تسليط الضؤ والإنتشار والإهتمام العام والرعاية؟! عندما نجيب على هذا السؤال سيسهل علينا كثيرا الإجابة على سؤالك.
الثقافة ليست أفرادا بعينهم،ولا أشخاصا بذاتهم،الثقافة حالة عامة،رؤية حضارية يتنفسها المجتمع،يعيشها،وتصبح جزءا من نسيجه الروحي والفكري،عندها فقط سيكون للمثقفين الحضور الذي نحب ونريد.
- نعم من الملاحظ حضور الكتابة القصصية والروائية في المشهد الثقافي لدينا بصورة لا فتة ومفرحة،وهناك إبداعات جميلة ومتميزة في هذا المجال،وليست إبداعات الأستاذ عبده خال،والاستاذ تركي الحمد سوى أمثلة على ما أقول،والحقيقة أن المجتمع السعودي مرشّح ليصبح مناخا صالحا لإبداعات في هذا المجال،لما يتميز به هذا المجتمع من ثراء في التنوع التراثي والإجتماعي وحتى الجغرافي،بالإضافة إلى أن لدينا من المبدعين المثقفين القادرين على الإستفادة من كل هذه المعطيات وتحويلها إلى إسهامات نيّرة تضاف للحركة الثقافية العربية والإنسانية،فقط إذا توفر لها المناخ المناسب وهو الحرية الكافية.

- أعتقد أن كل الحالات الإنسانية جديرة باكتشافها،وفهمها،والتعبير عنها،كل مشاعرنا تستحق أن تولد من جديد من رحم الإبداع،كل ما يختلج أنفسنا مغري للغوص بداخله والسفر إليه ومعه.

- الحركة الأدبية لا تُنتج "حضارة"،الحضارة كما أعتقد حركة نهوض إجتماعي على كل المستويات: صناعي،إقتصادي،علمي،سياسي،تعليمي،تربوي،صحي،أخلاقي،. ..إلخ،من هذا كله ينتج حركة أدبية تماهي هذا التطور،وتعكسه في إبداعات مؤثرة في رسم الخارطة الثقافية.

- في كثير من بلداننا العربية(ما عدا الخليجية) نعم،الأدب العامي في كثير من هذه البلدان شريك مهم في الحركة الثقافية العامة ويساهم في تحديد أجندتها،لأنه يشاركها نفس همومها ورؤيتها،كما انه قريب من الإبداعات الأخرى كنتاج وكتواصل إجتماعي،المبدعين هناك يتشاركون نفس المقهى،ونفس الحديث ،ونفس الهم،ونفس الحوار حول قضاياهم العامة،وخلال ذلك كلٌّ يقرأ إبداعاته على الآخرين بغض النظر عن ما إذا كان هذا الإبداع عاميا أم فصيحا،ويتفاعل الجميع معه ويبدون رأيهم حوله.

- ليس لدي وصفة طبية صالحة للقضاء على سوء إستخدامنا لوسائل التكنولوجيا، إبتداءا من الهاتف المحمول إلى الشبكة العنبكوتية سوى الوعي والتحضّر الحقيقي! لازلنا برغم كل المظاهر العصرية التي نعيشها،إلا أننا لا زلنا نتعامل معها بحس بدويّ مشوّه،(وليته حقيقي)،وتفكير عشائري متخلّف،وتحت شعارات من نوع:"من ليس معي فهو ضدي"! و "،أنا وأخوي على ابن عمي.."..وتقديم المصالح الفردية الضيقة..إلخ هذه التركيبة النفسية المعقدّة والمريضة.

راكان الشعلان:..شكرا لوجودك هنا أيها الجميل،


اخر تعديل كان بواسطة » مسفر الدوسري في يوم » 05-04-2008 عند الساعة » 02:37.
مسفر الدوسري غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس