مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 21-11-2005, 13:12   #84
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة شروق محمد يوسف
لاتزال المتعة قائمة .. نحن هنا في طابور انتظار لايمل ..
لقطارٍ لانبلغ آخره قاعدون ..

جئتِ بالماء الأنقى ياشروق فجعلتني نهرًا سائغًا للشاربين ..!
وحدك من يدرك على أي بحر يريدون هذا الصريع يا توأم وفاء
وعلى أي جنب ينحرون السطورْ ...


عدتُ مجددا أيها الرائع .. لأقول :
1- كيف تتداخل الكلمة بالصورة الشعرية عند إبراهيم الوافي ؟ وهل تحس بأسبقية أحدهما؟


يا شروق ..كنتُ مؤمنا مطلقا على أنَّ الضوء أسرع من الصوت ..حتى في الشعر .. تأطير المعنى بالصورة ( سر ) الشعر دائما .. والمفردة المطلقة لن تكون مؤثرة كالمفردة المحاطة بالصورة .. لنأخذ مثلا مفردة ( كبرياء ) .. مفردة جميلة وشفيفة .. حينما نستعيض عنها وصفا بصورة فنقول مثلا ( رجل بأنف في السماء ) عوضا عن قولنا : ( رجلٌ بكبرياء ) أرأيتِ كم هي أجمل وأبلغ .. هذا التقعيد الذاتي للغة الكتابية من شأنه أن يجعل من عملية مزج الكلمة بالصورة عمل تلقائي فلا نحس بأسبقية أحدهما ...

2- هل يحس الوافي برغبة للبرهنة والاستدلال والتعليل وهو يكتب القصيدة؟

مسألة كتابة القصيدة بوجهيها ..قضية نسبية .. فالنص الفكري أو الفلسفي .. تتم التهيئة له حتى تلتصق دائرة الرؤية والرؤيا ، فيظهر كالطفح على الوجه ..فتتوارى عن الناس لبرهة ريثما تغسل وجهك بالكتابة ..
في حين تظل القصيدة الوجدانية وأعني بها نتاج ( المشاعر / الأحاسيس ) أنثى باذخة العطر لا تنتظر كثيرا لتكون حديث اللحظة ولغة المكان .. ولعل النصوص الأخيرة بالنسبة لي تكشف هذه الظاهرة بصورة مدهشة ..حين تأتي في طي رسالة .. أو إطار لحظة آنية .. ومع هذا لاأؤمن كثيرا بمثل هذه التصنيفات للنص

3 - المثقف المعاصر إنسان منفعل لا مندهش . فقلما نجد الإنسان المندهش الذي عُرف في أدب القرن الثامن عشر . كيف استطاع الوافي في هذا العصر أن يكون جمهور يجمع بينهما؟

تعرفين ياشروق .. والله لاأطمع إلا بالرضا عن الذات لدرجة أنني أشعركثيرا بأنني ذاك الذي يتذكر في النسيان أنه انتزع صفحة من كتابٍ ضخم .. ليشرعها للريح ثم يمشط الأرصفة باحثا عن كلمة سواء سقطت منها وركلها أحد المارة بقدميه ..!
أو ذاك الذي ينسى أن يتذكر حين يقول لامرأة تهزُّ جذع القلب فيتساقط حبا شهيًّا :
( أنتِ المرأة الوحيدة التي يختارها الشعر لتكون رسولته للقلوب )
ثم يقرئها نصا لاذنب له فيه إلا أنه كان كاتبه فقط ..!!
أو هو ثالث يكذب على مرآته فيعيد قراءة التاريخ .. من آخر السطر هكذا ..
عام / شهر / يوم
ثم يبتسم ظنًّا منه أنه احتال على آنيّته
وعاش في زمن تفلَّت من قبضة يديه ..!
يااااااااشروق أنت تغريني بالمزيد من السفر مني إليي ..!

4-الزمن كمفهوم هل يفاجئ القصيدة عند الوافي . بمعنى : هل تشعر به أم تتصوره؟
وأين يكون جسد الوافي حين يكتب القصيدة؟


لابأس ياشروق سأمضي منك إليك فأتساءل ..
كيف تكون الساعة .. ذات قيمة زمنية واحدة .. وهي تدور في ساحة حائط كبيرة .. وساعة صغيرة ناعمة على معصم فتاة ذابل من الانتظار ؟!
الوقتُ ثوب المعيشة ..!
يتداول العامة ( ظلم ) الوقت .. قسوته عليهم ... ثم ينكرون أن علاقتهم به لم تكن طيبة أو حميمة ..!
الوقتُ مأجورٌ لحركاتنا .. سكناتنا .. نومنا في العراء كي نحرس الأفق .. أو فوق وسادة معطّرة .. وامرأة من رخام الأيام ...!
مشكلتنا مع الوقت أنه مأجور ونحن .. نحن وحدنا من ندفع له الأجر !!
ومع هذا ياشروق فهو الغد الذي آثرت أن أترك له النبوءة والفعل معا نعم ..نعم يشغلني الغد كثيرا .. الغد الذي لاأحلم كثيرا بالتواجد فيه بقدر ما أحلم أن يتذكَّرني حين يتلهَّى الأصدقاء بوجعي ..
لا أخفيك يا شروق .. لا أحلم بالتغيير حينما أقول دائما إنني نخلة غرسها الأجداد في رمالهم .. يتنقلون حولها بحثا عن الكلأ والعشب ..لكنهم غالبا ما يركنون إلى ظلها النحيل متى ما أجهدهم السفر .
الغد ياشروق مفردة قادرة على إعادة ذاكرتنا .. مفردة باذخة الفتنة تعشقها قبل أن تصغي لصوتها ، أو خطوات حذائها الأنيق ، لكنها حتما مراوغة من الصعب أن تجيء بما يشتهي الشجن ..!
كم يشغلني هذا .. ؟!
فأنا لا أكتب المفردة التي تكتفي بذاتها وإن كنت أحلم بها .. نعم أرى أن غدا ..غدا فقط هو الوحيد القادر على تدوين تاريخه ، مهما أغرتنا النبوءات ، لذلك لا أجزم له ولا أتوارى عنه .. أنا أقف ببابه رجلا أبكم توحي إشاراته بالرجاء لا بالأمر ، ولهذا أيضا جعلتُ ما بعد إن في مهب مشيئته دائما ...

5- كل فتاة بأبيها معجبة ..
إلى أي حد وصل إعجاب وفاء بأبيها ؟


ياشروق .. وفاء ابنة شاعر وابنة ( ناقدة أيضا .كما تعلمين ) .. ولهذا قالت يوما :
( صعدتُ إلى جبل الأمنيات وأخذت أمنيتي ..
أمنيتي أن أصبحَ شاعـ (ـر)ة ..مثل أبي .. )
تعرفين ؟
دائرتي الصغيرة التي تحيط بي لاتشبهني كثيرا حينما أحلم ، لكنني منكفئ على احتلامي ...
ووفاء التي أحبها ستكون شاعرة يوما وتتخاطفها القلوب والأفئدة .. وسيتساقط الشعراء
تحت قدميها ..!


شكرا لبياضك مطلقا ياشروق

التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi



إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً