الموضوع: ذات وداع
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 27-06-2012, 09:29   #1
هاني درويش
شــاعر
 

ذات وداع

ذاتَ وداعْ



-1-


رَسَمَتْ مَعالِمُها الوَداعَ ، وَرَأرأ الحزنُ الأنيسُ


وَتَكَوَّرَتْ في الحُوْرِ لؤلؤتانِ ،وانبَجَسَ الحَبيسُ


زَفَراتُ دمعٍ مُشعَل ٍ كالنار ِ لا فِحَةً تَجــوسُ


وَتَصاعَدَتْ نَشَجاتُها وَجَعاً تَهَدَّجَهُ تَعيـــــــسُ


-2-


زَحَفَتْ أنـــامِلِيَ ارتعــــــاشاتِ ارتباكٍ لا يُحَدُّ


يجتاحني مَدٌّ اكتئــــــــاباتِ وحـــــزنٍ يســـتَبِدُّ


هل للبكاءِ أنيـــسُ عينيها ومجرى الدمعِ خَدُّ ؟


أم يستطيعُ النأي ُ يبعِدها ومهما طــــــالَ بُعْدُ ؟


-3-


يادفءَ ما تهمي انسكاباتُ الضِّياءِ على دروبي


يا ثورةَ الأورادِ تقتحمُ الفضـــــاءَ بِسُكْرِ طيبِ


يا موجةً فضِّيَّة الإدهاشِ من عشقِ الحبيــــــبِ


رشي على وجــه الوداعِ بهاَْءَ وعـــدٍ أنْ تؤوبي


-4-


لا تطبعي حزن الفراق ِعلى الشِّفاه، بلِ اسكُبيها


مِمَّا ألِفتُ ( عُذوبةً أدمنتُها تَرَفاً وَتيــــــــــها )


ولْتُطْلِقي سربَ النَّقــــــــاواتِ التي أرنو إليها


لأهيمَ محتَضناً سُلافَ مشارِبٍ عَتَّقْتِ فيهــــــــا


-5-


لن ترحلي إلا إليَّ ، فســــــــــافري مهما تشائي


يا كلَّ إصبــــــــاحٍ تَمَطَّىْ نافِضاً عتمَ المســــــاءِ


يا كلَّ ليلٍ ضمَّ أسرارَ التواصُلِ في صفــــــــــاءِ


يا انتِ- منيْ- دفءَ نبضٍ في عروقي للدمــــــاءِ


-6-


سأراكِ في ذهني خيـــــــالاتٍ إذا عـــــــزَّ النَّظَرْ


وأراكِ في سمعي ابتهـــــــــالات الرَّوابي للمطر


وأراكِ إشراقاً عطيــــــــراً في ازدِهاءاتِ الزَّهَرْ


وأراكِ موعِدَنا الذي لمْ يُلْغِهِ زمنُ السَّـــــــــــــفَرْ


-7-


دربي إليكِ الشَّـــــــوْقُ يحمٍلُني على جنحِ الوفاءِ


دربي إليــــــــــــكِ الحلمُ امخَرُهُ إلى صحوِ اللقاءِ


دربي إليـــــــــكِ الحبُّ مؤتَلِقاً يزغردُ في سمائي


دربي إليكِ الجرأةُ القصوى لِعشقِ الكبريـــــــــاءِ


-8-


لا تحزني، فالنأيُ ينفَحُ شوقنا شوقاً جديـــــــــــدا


مُتَجَذِّراً، مُتَأجِّجاً، مُتَرَقِّباً بالعَوْدِعـــــــــــــــــــيدا


فهو الهوى من شــــــــاءنا حِبَّانِ مُشتَهــِياً سَعيـدا


لِنعيـــــــشَ عشقاً راسخاً في النَّفسِ يأتَـمُّ الخلودا


-9-


بل فاحزَنيْ ، لأغوصَ في بحرينِ مضطرماً مَشوقا


هيمــــــــــــانَ في عينين كمْ آنستُ فيهنَّ البريقـــــا


تستقطرانِ الشعرَ شفــــافاً وإحساســـــاً أنيقــــــــــا


دفقَ احتفالاتٍ هنيئــــــــــــاتٍ غدوتُ به غريقــــــــا


-10-


لا تَعْجَبيْ، وَسَيَعْجَبــــــــونَ من اغتبــــاطيْ للوداع


ِأجْلَلْتُهُ لمَّا جلانــــــــا عــــــــــــــاشقين بلا قنــــاع ِ


ولْتُجْــمِليْ، فالنأيُ إنْ يُودِعْ بِنا ذاتَ التِيـــــــاع ِ؛


سيمدَّنا صبوات شــــــوقٍ لاحتفــاءاتِ اجتِماع


http://www.alfakhora.info/vb/showthread.php?t=8368

التوقيع:
هاني درويش
عضو رابطة الجواشن
هاني درويش غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس