مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 20-04-2005, 11:52   #1
عبدالله الوهيبي
نــــاقد
 

قراءة في قصيدة .. زعلنـــا البارح .. لعبدالله البكر

قراءه في قصيدة . ( زعلنا البارح ) لعبدالله البكر

(( ما بقى !
يمكن يخلينا .. اصدقاء ..((
استهلال رقيق من الشاعر في ثناياه من خضوع العشاق الشيء الكثير رغم ..( زعلهم البارح) ،
فالشاعر البكر بكّر وبادر باعلان الود في كل ثنايا القصيده.... فالشاعر فيما يبدو لي من تتبعي لأثره الفني هنا... إنسان لطيف رقيق مجامل بطبعه الذي غلب عليه وظهرفي شعره .. وقد يعيب البعض على الشعراء ضعفهم وتداعيهم أمام معشوقا تهم ... ولست ارى في ذلك عيبا ولا ارى ضعفا .. بل هو الرقة في التعامل وبينهما أي الرقة والضعف خيط رفيع لا يكاد يراه البعض ..

((أو يسمح لباقي مشاعرنا .. بأحاسيس ولقاء(( !
ثم هنا نلمح توطئه من الشاعر لاستئناف العلاقة لاحقا وإعلان المبادرة وحسن النوايا ثم يبدء بشلال من الشعر ينثال على مسمع تلك المعشوقة يضغط فيه الشاعر على مشاعر حبيبته بكل ما اوتي من لطف ... مستخدما كل إمكاناته الفنية وتراكيبه اللفظية ، فهو قد بداء باستخدام الاحرف المهموسه والتي يحتمها مقتضى حال ( العتب الرقيق) ولما للهمس من تاثير خفي في النفوس

وط صوتك حبيبي .. السماء تسمعك !
............................. ليه تفضح زعلـنا البارحة لـ المطر .
طريقه مفاجأة مخترعه لعتاب رقيق فيها الكثير من المشاغله الذهنيه ... استخدم فيه الشاعر ذكر المطر للتلطيف والتقريب ولتأطير الجو العام للموقف بأجواء المطر والرطوبة لترقيق المشاعر، وتبعات تلك الأجواء معروفه لدى الجميع فما بالكم بعاشقين وشاعر نا محتاج لتلك التبعات من الرقة والدعة وقبول الآخرين ليبدء هجومه الرقيق..

ماتخاف إن لمحك تصيح .. جــاء يتبعك
............................. وتغرق هالمدينة .. من سبايب قهر

هذا البيت معطوف على ما قبله يتجلى فيه الخضوع ضمنياً للمحبوبه والمبالغة بالتدليل حتى بلغ به التدليل ان جعل المطر تابعا لها (تجاوزا)، ثم جاء بالمبالغة بالتخويف ايضا من غرق المدينه وذلك كمناورة لمشاغلة المعشوقه بموضوع انساني كبير ، ليشغال بذلك ذهنها ليكي يستطيع هو ان يقول ويرتب مايريد ان يقول .
واعتقد ان كتابة.. وتغرق .. قد تخل بالوزن اذا قراءها من لا يحسن الشعر حيث ينبغي ان تقر هكذا ( وإتغرق) مع المرور سريعا على الهمزة .

صب كل الحكي بإذني تراني معك
.............................. وإن سكرت .. إعرف إن عيني تحسبك خمر

صب ، الحكي باذني ، تراني معك ،وعيني تحسبك خمر .... حاله من الهيام لا تحتاج إلى تعليق .. يوضحها ما سيتبعها من اثر لهذا الهيام .

ولا تقول الهبوب اللي مسح مدمعك
.............................. والله أن أربط يديه .. بـيدين الشجر ..

ثم انتفاضه دراماتيكية متوقعه تأتي ضمن السياق المنطقي لتصاعد الأحداث لشاعر سكر من الهيام بصوت معشوقته . وعند أهل الخمر (حسب ماهو مذكور بالكتب إن أول السكر النشوة . ثم الإقدام ..) وكما قال الشاعر قديما ( اذا سكرت فإنني رب الخورنق والسدير )
فهاهو عبدالله يبالغ في الإقدام فيتوعد الهبوب ان لامس وجنتيها او اقترب منها !!! ويخترع للأشجار أيدي من اثر سكره وهيامه بمحبوبته.

ما يمسّح دموعك .. غير من يمنعك
............................. ومن يبي يمنعك غيري .. مدامك سحر .. !

خلني بين قلبك وبين نحف أضلعك
.............................. يمكن إن شافني قلبك .. يدور عذر .

ثم بعد تلك التوطئه الرقيقة يقفز فورا ليعلن المبادرة الفعلية ( خلني بين قلبك وبين نحف اضلعك ) فلقد اوجس شيء من القبول اراد ان يستغله ، ثم يعود لمشاغلة الحبيبة ( يمكن ان شافني قلبك .. يدور عذر )

كنك الرجم .. وإيديني تبي تطلعك
............................. وآتمايل وأصير .. معلق ٍ في حجـر

(الرجم ) ضمن السياق له صورة مزدوجه بين العلو والقسوه وكلاهما يمثلان بعدا رمزيا للشاعرواختيار وضع التعليق في حجر للشاعرموقف مثيرا اراد منه التعاطف معه .
وهو هنايعود ليواصل العزف على وتر الاستعطاف والتلطف او قل( الضغط ).. حيث يصور حاله لتلك المحبوبة وهو بوضع ( معلق في حجر) ويشحذ فيها انسنة الموقف على اقل تقدير ....
وحين يستطيع تحويل الموقف من شخصيا إلى انساني عام فهو نجاح سيتبعه تغير في الاستراتيجيه الكلاميه.

لا وصلت لغلاك .. ولا قدرت أجمعك
.............................. ولا بقى بين هالثنتين .. غير الصبر
ثم هنا يعود للتأكيد للمحبوبة على الصبر الذي لامناص منه ولزيادة الضغط بعد ان ضمن تعديل الموقف ولو نسبيا . وهو في هذا البيت وما يليه بدء بتغيير استراتيجتة

اعتقد انه من هنا( من البيت اللاحق ) بداء الموقف يتغير دراميا فالخطاب بدء ينحو منحى منحا آخر منحى اظهارالتقدير والاغراء بعيدا عن الاستعطاف الذي اتى ثمارة

يا كبر قدرك بقلبي .. ويا مسرعك !
............................ لا تمشيت مع دمي .. وأشوفك تمر

يوم كنت تحكي لي .. كنت أبوس إصبعك ..
.............................. ويوم طال الكلام .. شوي قلت : أنتظـر

في عجزالبيت الاخيرالسابق اعتقد انه كبقيتنا معاشر الرجال وكما قال شاعرنا العليوي :
( لوطال صبري ياهوى البال له حد ....... ماودي انك توصل الصبر حده (

اعتقد ان البكر تيقن ان المشكلة انتهت او اوشكت . ولا ادل على ذلك من البيتين اللاحقين

لا رقيت لخدودك .. من يبي يـنفعـك !!
............................. ما يرد الظلام .. الا طـلـوع الفـجـر

وط صوتك حبيبي .. لو أنا ماأسمعك
............................. مابي أحد ٍ يشاركني .. بصوت القمر

كان شِـعر !
وحرك إحساسي معاه .. وما شقى !

اجمالا القصيدة من حيث البناء العام مغرية و تراكيبها اللفضية والصوريه متناغمة الا في القليل من المواضع التي لا تشكل شيء يذكر وإن كان لي بعض التحفظات على قفزه على السياق مما قد يشكل مشاغلة للقارىء وعدم قدرتة على ربط الجزئيات بالكليات فتفلت الصور او توشك .. ومن ثم تفلت القصيده من ذهن المتلقي .

وغفرالله للجميع ... والى اللقاء

عبدالله الوهيبي

التوقيع:
العام .. عام الود .. عام المحبين ....... لو فيه نيرانٍ على القلب جنه
واليوم اهل مضنون عيني بعدين ....... سود الليالي عن دياري حدنه
سود الليالي تلحق البين ..بالبين ....... ومابيضنه ..بالموده ..محـنه
( الله لحد ) .. مافيه حيٍ يعزين ....... وعلى زمان فات جريت ونه
عبدالله الوهيبي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس