مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 28-01-2005, 20:26   #1
يعرُب
 

ليلة .. في سجن الاميرة !!




خرجت من عملي نهاية الأسبوع وتوجهت إلي محطة القطار
لكي أغادر المدينة إلى قرية صغير تبعد حوالي 150كم .
فهناك أطفال ينتظرون أباهم وزوجة ترى في ليلة الجمعة وقت مناسب
لخلوة مع ذلك الزوج الذي يغيب طوال الأسبوع
تحرك القطار .. وفجأة ما كاد وقت طويل يمضي حتى استوقف القطار
عساكر الوالي ,, صعدوا .. وبعد اللطش والتلطيم أخذوني ..
وبالحديد كبّلوني وفي سجن الوالي رموني وأنا لا حيلة لي ولا قوة
قضيت ليلي كله وأنا أفكر وابحث عن سبب ما حصل لي .. فانا رجل مُسالم ..
واكره العصيان والتمرد حتى التذمر انبذه واعتبره من التطرف ..
ربما يكون هناك سبب وحيد وهو أن عيني حينما رأت حمامة الاميرة تطير ..
تغزل بها لساني ,,

بقيت في السجن على حالي .. أنادي لكن .. لا سامع ولا مجيب
مضت ليلة طويلة علي هناك وأنا أفكر بأطفالي وأمهم ..
إلى أن دخل وقت الفجر ونادي المنادي ..

انتهت صلاة الفجر من يوم الجمعة في مُصلى السجن
لم يتحرك أحد من مكانة كالعادة في بقية أيام الأسبوع
الكُل بدا متثاقلا .. الكل يقرا القران
نادى احد الحرس .. بصوت عالي
الجميع إلى عنابركم .. هيا تحركوا
قام الجميع .. تحرك الجميع والصمت يخيم على المكان
فقط أصوات الحرس ووقع الأقدام
دخلت إلى زنزانتي ..
والصمت سيد المكان
أصوات أبواب تغلق ..
أصوات مفاتيح تتنقل بين يدي السجّانة
تمددت على سريري محاولا الحصول على قسط من النوم
هدوء تام عدم حركة سكينة ..
أغمض عينيك وركز جيدا صفي ذهنك من كل تفكير
ألان .. ألان .. أبدا...
ماذا تسمع في هذا الهدوء القاتل لا شيء .. لا شيء
سأحاول مرة أخرى
نعم هذا صوت عربة تجرها دابة ... تغريد عصافير
أقدام في ممرات العنبر .. هل هو شخص أم عدة أشخاص
لا .. يبدو شخصا واحدا .. صوت أكياس تُسحب
يبدو انه احد عمال النظافة
عقارب الساعة لا تتحرك الوقت لا يريد أن ينقضي
قطرات الماء من الصنبور تُشتت الهدوء
لقد كسرت على تركيزي
لماذا هذا الهدوء .. لماذا هذا الصمت
لماذا كل هذا .. المخالف للعادة
طلع الصباح .. وخرجت معه زفراتي وآلامي
من حبسها في هذه الزنزانة الصغيرة عن طريق
نافذة صغيرة بالقرب من السقف مقابلة
للشمس .. تُدخل كل صباح المشرق .. ينظر إلى
حالي شامتا ..
سمعت صوت مدوي هز المكان هزا
انتهى الوقت .. انتهى الوقت
وبسرعة نظرت إلى الساعة
كان العقرب يشير إلى السابعة صباحا
وتعالت الأصوات من كل مكان
وبدت كأن الحياة عادت من جديد إلى أولئك السُجناء
وتحول ذلك المكان من هدوء وصمت
إلى مكان أشبة بسوق تعرض فيه السيارات للبيع
فقلت سبحان الله سبحان الذي بيده كل شي
وبعد مرور أصعب وقت عايشته منذ دخولي هنا
عرفت السبب
آلا .. وهو أن اليوم هو يوم الجمعة
والجمعة أو بعض الجُمع
يتم فيها الفراق .. الذي لا يعلم أهل السجن هو من نصيب من
في إحدى ساحات هذا السجن اللعين

وبعد بضعة أيام ..
أخرجوني لأنهم اكتشفوا أن هناك تشابه بين اسمي
واسم الشخص المطلوب

أُقيمت الاحتفالات هناك ورُفعت برقيات التقدير
للوالي على حكمته وعلى بعد نظرة
لقد أطلق سراحي فله الجميل ,, وله الشكر
على كل شيء ..

خرجت أنا .. احمل الألم على جسدي
والحزن والقهر عل ما أصابني ..
ولكن ..
هذا هو حالنا ..
نحن .. الأحرار في دنيا العبيد






[] .. []

يعرُب

التوقيع:
مرحبا ان كان ديني جاهلية



يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس