مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 14-11-2005, 21:53   #65
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة نجــديه



الوافي السخي ..

شكرا للشعر ..

وشكراً للطقس الممتع الذي جمعنا هنا معك ومع كل الأعضاء الرائعين الذين شاركونا هذا الأحتفاء ..

مازلنا نستمتع بالمتابعة ..

وما زلنا نطمع بالمزيد من الإستفادة ..

أيتها الفاضلة .. كل هذا العطاء وما أنا إلا إلا شاعرٌ مهزومٌ يمضغ الوقت ويأكل من خشاش البوح ... ويكتب الرسائل المتعبة أملا في أن تصل لاحقًا ، وتقرأ حين تؤبنه الصحف ويشيد به الواقفون في طابور انتظار موته ...
تواصلين .. إدارة الحوار بثقة القادر وكرم القدير .. .لستُ والله هنا إلا صنعة يديكِ ..ونبل ظنّكِ بأخيك .. فخور كثيرا بمعاودتك الحوار .. وفخورٌ أكثر بأختٍ تتقطّر وعيًا وتتكاثر ثقافة .. وتزيد الحوار ثراءً ومتعةً .. فشكرا لنبلك دائما ياسيدتي ..



تقريباً في كل دولة أجنبيه تجد كثير من الناس يحتضن كتاباً في صمت تام من فئات عمر مختلفه اطفال .. شباب.. نساء .. شيوخ ....سواء عند الانتظار في شارع .. , في مطعم , في مطار , في طائره .. وهو منظر غير مألوف لدينافي العاده ..
ومن منطلق هذا الحديث المتداول .. هنالك الكثير يتهمنا.. بــ أننا نشتري الكتب لنزيّن به واجهات منازلنا .. وقد قيل أيضاً أننا أمة لا تقرأ ..
إلى أي حد تقبل هذا الكلام .. ؟


أيتها النبيلة .. لاأشك طبعا في كوننا شعب لايقرأ .. وإن قرأ قليلاً .. أخذ من المقروء مايشبه الوقْفَ بعد ( لاتقربوا الصلاة ..! )
نفتقد بصدق للكتب الموجَّهة .. والقادرة على التداول السريع هذا من جهة .. ناهيك على أننا نخضع الآن لسيطرة أدوات ترفيهية تسرقنا من الكتاب بصورة مرعبة .. لعلَّ أوضحها وأكثرها تأثيرا هذا الغزو الفضائي المفزع المتمثل بالقنوات الفضائية وتنافسها الشديد لاستقطاب المتابعين عبر وسائل ومقبّلات ترفيهية تفوق بأضعاف أضعاف الوسائل والأدوات التثقيفية ... على كل المستويات .. بل إنها تبدو في بعض الأحيان اعتداءً سافرًا على وقت القراءة أو الترويج لها .. ويكفي وضوحا لهذا الغزو أو العدوان ..ندرة وجود إعلانٍ لكتاب ما والترويج له عبر هذا الكم الكبير من القنوات الترفيهية والتسويقية لثقافة هابطة ..محفوفة بالمغريات القادرة على أن تخلق حالة كبيرة من الانصراف من القراءة إلى المشاهدة .. لاسيما في مجتمع عربي كسول جدا مقارنة بالشعوب الأخرى ..


عادة يقف الشاعر بين قوتين تتجاذبانه .. الحدث .. ورّدة الفعل .... الموقف .. والشعور ..
وهنا يكون وضع الشاعرفي وضع التأثر والتأثير .. ..
الشاعر المبدع .. تضج مخيلته بــ كثيرمن الرؤى وحساسيه مفرطه تجاه كل ماهو جميل .. او يثير الشجون
أي أن الطابع الوجداني .. ( الصادق ) .. ملموس في قصائده ..
لدي سؤالين هنا ..

ماذا يريد الشاعر من القصيدة وماذا تريد القصيدة من الشاعر وماذا يريد الناس من كليهما؟


أيتها الفاضلة ..
يريد الشاعر من القصيدة التاريخ .. فتمنحه إياه ( بــ شيكٍ ) مؤجّل لما بعد الموت .. فنحن بطبعنا أمة تحتفي بالأموات من شعرائها .. لكنّ القصيدة لاتريد من الشاعر إلا شعورًا خالصا لها فإن لم تكن غاية .. أجزم أنها لن تقبل بأن تكون وسيلة ...

وكيف برأيك نؤطر النص بالجمال والفن ونجعله متميزاً حياً خالداً لايموت ..أو على الأقل حاضراً دائماً
أو راسخاً في ذاكرة الكثيرين من الشعراء أو متذوقين الشعر .. ؟


أيتها المذهلة .. يقينا لا تزال الذاكرة العربية تتقد بالشعر وتتفاعل معه.. ولا تزال بلاغة اللغة ذات أثر كبير في الشارع العربي بدليل الاتكاء على الخطابة وإعداد التقارير الإخبارية بطريقة خاصة وموجهة.. انطلاقاً من تأثر العربي باللغة وتفاعله معها.. هذه حقيقة لا يمكن لنا أن نتجاهلها على الإطلاق لكن هناك عدة أسئلة لابد من الأخذ بها بالاعتبار.. هي أسئلة خاصة بالشاعر ذاته.. وهي ايضاً على الغالب تسيطر على تفكيره في كل حالاته حتى حالة القصيدة ذاتها إذ أن التفرغ الذهني للقصيدة انما ينبع من شعور باطني بدوره الفاعل وانتشائه بذاته أوصله الى حالة الكتابة الشعرية التي يتفرغ لها بإيعاز ضمني من تلك النشوة الباطنية.
وعليه تبدو الكتابة الشعرية التزاما.. على اعتبار أن الشعر فن وأن للفن دورا في الحياة لا يقل عن دور العلم والفلسفة في رحلة البحث عن الحلول لقضايانا.. فإذا كان العلم يقدم حلاً تجريبياً والفلسفة تقدم حلاً عقلياً فإن الفن لابد وأن يقدم حلاً وجدانياً وان لم يكن ذلك مستهدفاً بذاته..
هذه هي الغاية النموذجية من الشعر في الوقت الراهن، لكن استهدافها بحد ذاته ليس شيئاً ملموساً وبالتالي يظل الفرق بين تعرية هذا الهدف وبين انكشافه في الذات الشاعرة حداً فاصلاً بين كتابة الشعر وصناعته .. وبين خلوده وموسميّته ...

من خلال خبرة وحصيلة إبراهيم الوافي الشاعر .. لو طُلب منه ترشيح شاعر وأديب سعودي وعربي
لنيل جائزه عالمية ..فمن يرشح على مستوى الشعر النبطي والآخر على مستوى الشعر الفصيح ؟


ليتكِ تعفيني من ترشيح شاعر نبطي .. لأني والله قاصر جدا في الاطلاع على واقع الساحة ( النبطية ) ..لكنني حتما سأرشّح الشاعر العربي الكبير محمود درويش لجائزة نوبل .. لو أتيحت لي هذه الفرصة ...

أيتها القديرة .. حضورك ثراء .. ومتابعتك للحوار بهذه القدرات الإدارية الواعية والواثقة معا .. محل امتناني وغبطتي .. لاحرمني الله هذه الرعاية الحانية..


التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi



إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً