مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 26-06-2006, 11:57   #2
عبدالواحد اليحيائي
كــاتـب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالواحد اليحيائي
 

رد : قصص قصيرة - تجريب سردي

.
.
التقرير..

على غير عادتك، لم تنهض لصلاة الفجر! ولم تصلها بعد أن نهضت.
أجاب جازما: لن أصلي.. تعبت من الصلاة، لا جدوى، لم ولن يتغير شيء.

يقولون أنها ألقت عليه موعظة عن فضل الصلاة، وعن الصبر، وخوفته من الله، وقالت أشياء أخرى تحفظها، لكنه لم يدخل معها في سجال مواعظ وإن امتلأ عقله بمجموعة من الآيات القرآنية، والأحاديث الشريفة، وقصص الأنبياء والملائكة والصالحين، والجنة والنار، والعقاب الدنيوي والأخروي لأولئك الذين هم عن صلاتهم ساهون، وبعض ما كانت تعتقده من فتاوى عن خلود تارك الصلاة في النار.

الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر؟! وما علاقتي أنا بالفحشاء والمنكر أصلا، صليت أو لم أصلي؟! ثم ألا يمكن الامتناع عن الفحشاء والمنكر في ظل نظام أخلاقي بعيد عن هذه الحركات الرياضية؟! وهل الناس من حولنا مشغولون بالفحشاء والمنكر لأنهم لا يصلون؟ وأولئك الذين يصلون ألا يمارس بعضهم من الفحشاء والمنكر أضعاف ما يفعله أولئك الذين لا يصلون ولا يعبأون بالصلاة؟! وأشياء أخرى كثيرة ظل يحدث بها عقله الباطن فيما كانت المرأة تعظ.
أخيرا قال: يكفي ردح، لن أصلي.

لعل قراره بترك الصلاة لم يكن مفاجئا، أحد أصدقائه قال: في البداية حدثنا عن جدوى الصلاة ما دام أن شيئا من حوله لم يتغير، ثم تطورت الأمور وكثر سجود السهو في صلاته حتى احتاج إلى سجود سهو لسهوه عن سجود السهو، أيضا تخفف من النوافل والسنن على مراحل، بعد ذلك لم يكن يعنيه أكانت صلاته في المسجد أو في البيت، لاحقا.. قرر أن لا يصلي بعد أن أفاد بالتالي: كل عمل لا يؤدي إلى تغيير حقيقي في حياة الفرد والمجتمع لا داعي له.. ويمكنكم أن تضعوا صلواتكم في هذا الإطار.

فاتني أن أخبركم..
ما نقلته في البداية كان رواية زوجته، وأعتقد أنها بالغت في حديثها عن قيامه لصلاة الفجر مع الجماعة، وزعمها أنه امتنع عن الصلاة بعد ذلك مباشرة، عادة لا تحدث الأمور فجأة، وشخصيا أميل إلى رواية صديقه، خاصة أن زوجته كما سمعت مازالت تتعاطف معه وتأمل في أن يعود إلى الله، وإن كنت أخشى أن تنساق معه في ضلالته، يجب أن لا ننسى تأثير الرجل على أهل بيته، خاصة تلك، ناقصة العقل والدين. أعتقد أنه لا يمكن لإنسان أن يمتنع عن الصلاة فجأة. علينا أن نفكر في معنى كلمة: فجأة.. فجأة بالنسبة لمن؟ وأيضا يجب أن نضع (فجأة) هذه في إطار زمانها ومكانها فلا قبلُ ولا بعد. أليس كذلك؟

نعود إلى المذكور أعلاه..
واقعا، ما كنت لأكتب لكم هذا التقرير لو أني لاحظت أنه لم يعد يصلي.. وفقط.
لأني لو كتبت عن كل من لا يصلي في هذه المدينة المنحلة لما وسعتني الأوراق والدفاتر، لكني أكتب لكم لأني سمعت أن الفاسق أصبح يدعو إلى بدعته: ما دامت الأمور كل يوم تسير إلى أسوأ فلم تصلون؟ (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) إذن عليكم أن لا تصلوا كتغيير من قِبلكم حتى يغير الله ما بأنفسكم.. هذا بعض ما يقوله الخبيث.

ترك الصلاة كفر..
والدعوة إلى الترك بدعة وربما كفر..
بل الأمر أشد: هو شرك أكبر لا يغفره الله لأحد.. الرجل داعية إلى الشرك والعياذ بالله.

وهذه الفاجرة،
ما الذي يبقيها معه حتى الآن؟!!
لعلها تحب هذا المنافق رغم أنها تصلي، ربما نفاقا، هل تعتقد أنه لم يكفر بعد لأنه ينفق عليها وعلى أطفالها؟! يجب أن تقدم حبها لله على محبة عدو الله الذي سأل مؤخرا: وما مصلحة الله في التفرقة بيني وبين زوجتي إذا قررت فجأة أن لا أصلي؟!

علمت أن أولاده يصلون في المدرسة، وبعضهم يأتي مسجد الحي، هم مرغمون على الصلاة بلا شك، مدير المدرسة رجل فاضل كما سمعت، ولعلهم يأتون للصلاة بلا طهارة كعادة الكفرة وأبنائهم، أو لعلهم يصلون تقية مثل الرافضة، ليسوا أكثر من مشاريع صغيرة لعلمانيين جدد.

ختاما:
يا ساده: لا يغرنكم بركوعه وسجوده، الرجل عقلاني ليبرالي حداثي عفن.
.

عبدالواحد اليحيائي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس