رد : مَحْمُوْد دَرْوِيْش درَجْ الرقـُي ّ..}
هل كان علينا أن نسقط من عُلُوّ شاهق ، ونرى دمنا على أيدينا ...
لنُدْرك أننا لسنا ملائكة .. كما كنا نظن ؟
وهل كان علينا أيضاً أن نكشف عن عوراتنا أمام الملأ ،
كي لا تبقى حقيقتنا عذراء ؟
كم كَذَبنا حين قلنا : نحن استثناء !
أن تصدِّق نفسك أسوأُ من أن تكذب على غيرك !
أن نكون ودودين مع مَنْ يكرهوننا، وقساةً مع مَنْ يحبّونَنا -
تلك هي دُونيّة المُتعالي ، وغطرسة الوضيع !
أيها الماضي ! لا تغيِّرنا ... كلما ابتعدنا عنك !
أيها المستقبل : لا تسألنا : مَنْ أنتم ؟
وماذا تريدون مني ؟ فنحن أيضاً لا نعرف .
أَيها الحاضر ! تحمَّلنا قليلاً، فلسنا سوى
عابري سبيلٍ ثقلاءِ الظل !
الهوية هي : ما نُورث لا ما نَرِث .
ما نخترع لا ما نتذكر.
الهوية هي فَسادُ المرآة التي يجب أن
نكسرها كُلَّما أعجبتنا الصورة !
* أنتَ منذُ الآنّ غيرُكّ .
.
|