[محمد السقاف]

عَلِّمِينِيْ



عَلِّمِيني اقترَافَ
التَّفاؤُلِ سَيِّدَتيْ
وَهِبِيْ لشِرَاعِ غَرَامِي رِيَاحَكْ
عَلِّمِيني فَمَا عَادَ فيْ حَقلِ
عُمْريْ سَنَابِلَ صَبرٍ فكُلّ
سِنيني عِجَافٌ
وَكَفُّكِ مَاءْ


عَلِّمِيْ شَفَتَيَّ
مَلامِحَ وَجهِ الحَيَاةِ
بِرَشفِ النَّدَى مِنْ زُهُورِ الجِنَانِ بَحَقلِ حَنَانِكْ

اجعَليْ منْ رَمَادِ احتِضَارِي
شُمُوعَ حَياةٍ تُضِيئُ الدُّنَا..

عَلِّمِي قَارِبَ الصِّبرِ رَفعَ شِراعِ الطّمُوحِ
فَمَا عَادَ فيْ مَوجَتي غَير نَزفِ الجِروحْ


عَلِّمِيني "أنَا".....!!!
كَيفَ أبقَى أنَا..!



عَلِّمِيني دُروسَ الغَرَامِ
فَكُلّ ثَقَافَةِ قَلبِي...ََ!
حَنينَاً لأُمِّيْ
وَتَوقَاً لأَحضَانِهَا

عَلِّمِيني
وَفَاءً جَديدَاً
وَحَبَّاً جَديدَاً
وَنَبضَاً جَديدَاً
وَشِعرَاً جَديدَاً
وَمَولِدَ نورٍ يُضِيئُ المَدَى
وَاسْحَقي بِاتِّسَاعِ الأمَانِي
تَورِايخَ أورَاقِ نَبضِي العَتيقْ
وَاشعِليْ فِي دَهاليزِ مَوتِي أمَلْ..


عَلِّمِيني كَتِلمِيذَةٍ فِي صُفوفِ
دِمَائِكِ حَتَّى أكُون مِنَ الحَاذِقينْ
عَلِّمِيني التَّمَرُّدَ كَيْ أستَثيرَ
بِبَحرِي سُكُونَ السِّنينْ
عَلِّمِيني مُهَادَنَةَ الشِّكِّ
عِندَ احتِضَارِ الحَنِينْ..


عَلِّمِيني لمَاذا يَنُوحُ الحَمَامُ
حَزِينَاً عَلى خَاصِرَاتِ الشَّجَرْ
عَلِّمِيني لمَاذَا بِلَيلِ الجَوى تَتَعَلَّقُ
فِي صَفَحَاتِ النُّجُومِ جُفُونُ السَّهَرْ
عَلِّمِيني لمَاذَا يُغَنِّي "الأمَاكِنَ" "عَبْدُهْ"
وَيَبكي الوَتَرْ


عَلِّمِيني انْتِقَاءَ الحُروفَ
لأَجمَعَ مِنْ سَوسَنَاتِ الأنَاقَةِ
إِكلِيلَ ذَوقٍ يُلائِمُ نِسرِينَ
عَينِكِ يَا فَاتِنَةْ



كَانْشِرَاحِ المَدَى
قَدْ أَتَيتِ كَلَيلَةِ عِشقٍ مُعَطَّرَةٍ بِالنَّدَى
كَانَتِ العَينُ نَاعِسَةً
كَانَ رِمشُكِ يُثقِلُهَا ثُمَّ تَأبَى العُيونُ
النُّعَاسَ فَتنظِرُ غُنجَاً إِلَيَّ كَغِنجِ صَبَايَا السَّمَاءْ
وَشِفَاهُكِ كَانَتْ تُحَاوِلُ لَثمَ شِفَاهَ الحَكِيْ
فأغَارُ مِنَ الكَلِمَاتِ فَأصْمُتُ إلا
مِنَ الشِّعرِ ذَاكَ الذَي قَدْ بَدَا
فَأبُثُّ قَوافِيهِ عَبرَ الأثِيرِ لَعَلَّ
فُؤَادكِ يَسمَعُ لحنَاً لقَافِيَتِي
فَمَتَى سَتُعِيدِينَ
رَجعَ الصَّدَى!








محمد السقاف