مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 29-03-2007, 23:12   #2
شروق محمد يوسف
جنّةُ العصافير
 

رد : أعذب الشعر امرأة ...صدى وصورة

صفحات .. من أعذب الشعر امرأة ..

مخاتَلة ..!

الشمس تميل باتجاه النافذة والستارة المشرعة على كل شيء تنتظر نسمات تجيء من حيثما تكونين .. !
كل النوافذ في لهفتي مغلقة ..فهذا اللحظة غير قابلة للتداول .!
كوب الماء أمامي نصفان ..نصف ذهب معك ونصف بانتظار عودتك ..
لن تعودي .. هذا ما تقوله القصيدة التي كتبتها لنفسي فقط ..
مشرع كل شيء للغياب ، إلا بعض الذي أحتفظ به منك
وهو تاريخي الذي كتبته بماء الشعر .. !
لاشيء بعدك في الحنين ، ولاشيء سواك في الحب
ولا مطر إن لم تكوني الغيمة التي تنبت من رئة البحر ..

لافرقَ .. من يبكي علينا الآن
إذ لافرقَ .. من كسب الرهانَ
جميع أطراف الحكايا
النهرَ .. في غضب المضيقْ
لافرقْ .. كلٌ في طريقْ ..!
ماليس ندركه بأحبار السطور .. وبالمساءِ العطرِِ
بالوعد المناضل .. في نداءات الغريقْ ..!
ماليس ندركه من الودَعِ المخبّأ في جفونِ الرملِ
في الإعياء حتى الموت ..
في سطو الفراش على الرحيق ..!
قد ندركُ ..الموتَ المؤبَّدَ ..
واحدٌ منا ..
كلانا
ربما
0
0
0
إن ماتَ يجهشه الصديقْ ..!


( .... كنتُ بالفعل قادرة على احتواء الشاعر فيك وإغواء عواطفه ، كنت له فتاة (خصرها ناحلٌ وأنفها في السماء ) وكنتُ لك ظلاًّ وخاتمًا من حياةْ .. كلُّ شيء كنتُ قادرة على فعله ..حتى المجيء إليك في جنح الصدق .. كنتُ أختك وأمك وحبيبة الشاعر ..!
أصدقك حين أحادثك وحين أصمت بك ، وحين أعانقكَ عناق الأخوة المغتربين ، لكنني كنتُ أعلم أنني لا ألقاك حبيبا كلما قطفت ورقة التقويم أو أعددت المنبه لصباحٍ لاتجيء به المواعيد المبهمة ..!
كنتُ أحبكَ شاعرًا يطارحني الحب قصيدةً فأتثنَّى بين ذراعية كأغنية بحار حزين ، لكنني لا أتذكركَ حين أضع على الوسادة الأخرى خاتم الأنوثة وأبكي قليلا قبل أن أنام ، ولهذا يميتني حزنك .. كلما بعثتني أنوثتي .....)

أما زلتُ ذكرى ..؟!
أمازال في العمر متسعٌ ــ والحنين ــ لأخرى
وأنتِ فرشتِ على العمرِ شمس الغناء وغيم البكاء ..
وريح تهبُ بعينيكِ سكرى ..
متى يكتب الشعر من كان مثلي ..؟!
ومن يقرأ الآن سحر العيون ...
وماكان يفعلها كل من كان قبلي ..!
ومن يستطيع احتلام الحكايات يهذي بها
حينما يصبح الوقت والشعر والحزن
كلٌ ينام ويصحو لأجلي ..!
ألم تدركي بعد أن السماء التي تعرفين النجوم بها
سيَّدتني عليها ...
فقلت لها إنها أمُّ قولي وفعلي ..!

(..... وجهك لايتلو الشعر صامتًا .. حين داهمتني به قلت ربما كان الشعر كالماء بلا لون أو طعم أو رائحة .. لم أكن أعلم أن السماء التي تتسلقها العيون ..يتندى جبينها عرقا فيتساقط مطرا ولم أكن أعلم أن دهشتي الأذكى منديلٌ ورقي أجفف به عرق السطر وحمى اللحظة ..
ربما تنتابني لوثة من الجنون حين تكتب امرأة غيري ، لكنني لاأفكر مطلقا في الدقائق التي يبحث عنك الشعر فيها فلا يجدك ..
لقد علمتُ منذ زمن العيون التي أغواها الشعر فرمدت به أن الشاعر لا يتزوج حبيبته ولا ينجب منها أطفالا .. ولهذا لم أخف على غيري مني ولم أخف منكَ لأنني صادقة معك أنما اتجهت ...)

كما أنتِ ..عيناك ليلكة الأغنيات ِ
تميل القصيدة من بوحها
وتئنُّ القلوب اذا ماكتبتُ لها جرحها
كما أنت بلقيس ...
والغارقون بمأرب ما أدركوا أن سرَّ القصيدة
أن تكشف الآن عن ساقها في بلاط الهروبْ
الدروبْ .. الدروبْ ..!
آخر الذكريات انحسار عليها .. وأولها تمتمات القلوب ْ
أيُّنا الآنَ ...مستأنس ظلَّه ؟
أينا الآن مكتملٌ كلَّه ..
أينا حين يرسم حرفًا جديدًا يؤوبْ ..!
ولازلتِ أنثى بعينين تسترقان الرؤى ...
تفرشان الظلال على حرقة الشوقِ ..
تستأجر الريح سربًا لعوبْ ..!
لازلتِ ميثاق أغنيتي ..
والرؤى المستحيلات والحزن والجرح والانعتاق الطروبْ
أليسَ من الموتِ أن تدمع العينُ حين تغني ؟
وأن يلعن الصدقَ ظني !
وأن يصبح الوقت ما بيننا وجه شيخٍ شحوبْ ..!


(... أيها الشاعر الذي يكتب آناء الحزن وأطياف القرار ..
كن كما أشاء لك مطرًا بلاغيم وقمرًا يخسف كلما حضرت النجوم ..
فالسماء التي تعرفها نجمة نجمة لم تعد تأبه بنجومها التي تختفي مع إشراقة الصباح وانفتاق الضوء ..

لن أخفي إعجابي المطلق بشاعريتك التي وقفتها عليَّ زمنا ، لكن أنثى أخرى تسكنني تكره التخمة وتحتويها دهشة الموضة وهي التي لم تعرفها يوما بنرجسيتك وتهويماتك ، ومناداتك على زمن لايجيء ولا ينتظر .. !)

مازلتِ أجمل كل النساء ..
وأكثر كل النساء ..
وأوفى جميع النساء ولكنني كالخريفِ الأنيقْ ..!
أهزُّ الغصونَ انكسارًا ،
وأترك للريح رجْفاتِ قلبي ..
فتسقط أوراق يومي سكارى ...
وأبكي على كتفي في الطريقْ
عليك سلامي ...
وبرْدِ اتهامي ... ووهن المساء أمامي ...
وأغنيتي حينما كنتُ رقيا صديقْ ..!
عليكِ
السلام ..
الورود ..
الفراشات ..
كنْه الرحيق ..!


أيتها الأنثى التي تحمل المطر والرياح والشعراء والأزمنة المغضوب عليها تقايضين التاريخ بالآتي وتتجاهلين أنني شاعر لاتكفيه الذكرى حين يكون الحاضر آيل للنسيان
ولايكفيه الحاضر حينما لا يعدّه ذكرى للغد ..!
طال الغياب ياسيدتي .. حد حضورك ذكرى ورؤى تتصبَّغ بالبياض الذي يرضي غرورك ويغتال بي انكفائي عليك ، حين تقلِّبني أخرى على شفاة الحلم في ليلٍ فوضوي البرد والمواء والأغاني الراهبة ... !

بيننا دوخةُُ الرقصِ
طاولةٌ .. وحديثُ اليدين وكوبانِ من رغوةِ البحرِ
بعضُ ملامحنا الداكنة .. !
عندَ طاولة الأمنيات .. تكثّف ليل القصائد فوق زجاجِ العيون الشهيةِ
كان بصوتكِ بعضُ الحمام .. وبعضُ حروفِ الطفولةْ ...!
كنتِ .. ليلتها تشبهين السماء كثيرًا.. منقّطةً بالنجومِ ِ..
كنتِ .. بيتًا من الطينِ .. قبّعة في الهواء ..
وكنتِ .. وكنتِ
أغانٍ حزينةْ .. !
يا حوار المدينةِ ، يا لكْنة البحرِ حين يخافُ العواصفَ
يا سكرةَ البرد فوق سريري
رطوبةَ ليلتنا الجاحدة ...!
بيننا ..بعضُنا .. نصفُ أوراقنا .. شفتانِ
تقاسمتا قبلةً واحدة ..!


لا أعرف ما الذي يعنيك الآن ...!
حزنُ ليلي بعدكِ .. أم انتظار صباحٍ آخر لاتكونين فيه .؟!.



وعهدك ..
ماغادرت ( شيحةَ ) الدارعصفورةٌ
سآلت أينها لم يعد بيتنا آمنا طالما لاتجيءْ
وعهدكِ .. يسألني هاتفي ..نغمة ترقص الروح منها
إذا ( ها العيون ...) انتهى رقصها في مساء بريء ..!
أمن أول الغيب نبدأ باسمك
نفتتح الصرخات الثكالى ..!
هناك مضتْ واستقامت على الحزن حوريةً
غادرت جنتي في مساء مضيء ..
هنا لستُ أعرف كيف ترافقها حسرتي في الرحيل الطويلِ
ويشتاقها في دمي شاعرٌ لا يفئ ..!
وعهدكِ
لا قصة الموج حين تراءى له شاطئين ولؤلؤة كان فصلاً
مثيرْ ..!
ولا كان مابييننا حين نبكي معًا غيرسطرٍ أثيرْ ..!
ولا كان تاريخنا صالحًا للرواية حتى نخلدها
في كتاب صغير ..!
تواقيعنا ..
ما تبقى من الأغنيات العِذابِ التي انتظرت مثلنا
صفحات العبيرْ ..!

ما أكثر المنتمين لعينيكِ .. وما أقلّهم فيها ..!

وعهدكِ
إن ترجعي .. تستوِ الأرض
تستنكفِ الروحُ ذمّي
وتشتاقني ..كلما أتأخرُ أمي ...
فاتلو ..بباب غيابك همي :
( ليلةٌ أنتِ
عرسٌ .. دخلتُ به جنةً
من حنينْ ..
ليلةٌ ينثرونَ بها (ورقات القمار )
فيخسر فيها الصديق الأمينْ ..!
سهرتُ بها ..منذ أن ضربتْ جدَّتي
كفَّها في الرمالِ ..
وقالتْ .. ستبحثُ عن عشبةٍ
ثم تمضي حزينْ ..
وقفتُ بها
ونثرتُ عقودًا من الضوءِ
فوق أناقةِ أبوابها
واعتنقتُ دمي ..
وبراءةَ قلبي
ودخَّنتُ سيجارةً..
ثم أطفأتها واشتعلتُ لها
وآويتُ أخلع نظاَّرتي ..
وأجفَّفها
ثم نمتُ .. ببابِ الصباح
على دفتيْ ياسمين ..! )


موحشٌ هذا الصمت الذي يعقبك ، وقاتلة هذه السيجارة التي لاتطلبين إطفاءها...!
لكنك هاربة من أحضان العشق ، تمامًا كقفص انيق يحلم العصفور باستبداله عشا في سقيفة آيلة للرياح ..!
لك جناحاكِ ياصديقتي ، ولي الفضاء الذي تحلّقين فيه ..!

لاااترجعي ..
امضي إلى حيثُ ابتدعتِ الحبَّ
عصفورينِ يلتقطانِ عودَ القشِّ كلٌّ في سماءْ ..!
امضي .. إذا الصيادُ في الحقل المجاور
والرصاصة في جيوب الجارة الأولى ترتِّب غرفتي
وتعد شعْراتٍٍ نمَت في صدر أحلامي
تحبُّ البردَ في فصلِ التنوِّمِ ِ
رغبةً طفحتْ على جلدي
وحقَّ لها النداءْ ..!
لاتمسحي عرقَ الدقيقةِ
سوف يأتينا نداء الشوق ..
منديل الظهيرةِ
رغوة (الروتينِ ) في يومي
ندوب الصبر في نومي
وقنديلي ..مُضاء..!
لاترجعي لي خلسةً
ماعاد يكفي أن تكوني وجهي الخلفيّ
أسمائي التي صدَّرتها للعطر
أوراقي التي عطَّرتها بالشعرِ
أذكار النساء ..!
ماعاد يكفي أن نكون اثنين ثالثنا القصيدة
والمكان .. وكذبة الأسماء
أو رقيا الغناء ..!
لاترجعي .. امضي إلى تفاحة الشجر الكثيفِ
إلى سراطِ الخوفِ
للآتينَ من شبقٍ تعثَّرَ في سؤال الأصدقاء ..!


تصوّري ..!
أحيانًا أجهل كيف يمكنك النوم في سبات القصائد بينما يورق الحرف للفوارس الذين يجيئون من زمن التعب والذكريات السبيئة ..!
النجمة التي لاتبقى حتى يشهق الفجر وتتدلى خيوط الشمس من شجرة الحنين إلا لتروي للصباح حكاية الحقائق التي طمرتها نشوة الكبرياء والانتصار على
الذات ، إنما يسامرها المتعبون من شجن الليل لكنهم
لايقتدون بها حين تنبلج صباحات الحقيقة ..!
والإيمان بالنهار لايحتاج إلى معجزات تجعل الضوء ينتسب إليه .. !
أيتها الأنثى التي نعطّرُ بها أحاديثنا ونتذاكرها وردةً في حدائق الغيم ، ماالذي سيقوله شاعرٌ تكونين قدره ، حين تتلبّسين قصيدته ، وتكونين قصيدته حين يكون قدره امرأة كلما زارها الشعر صافحتها يد الشعراء ، وكلما خرجت على السطر كانت قصيدة الصدر ، وكلما ( تأنّثَ ) النساء جئنَ مواءً تيمّنًا بك ..!

--------------------


عائدٌ من النهر ..!

كحَّلَ المساء جفون السهر .. فاستوى الليلُ رجلا ..!
من سيعلّق الجرس في رقبة اللحظة أيتها النهر .. أنا أم أنتِ .. شاعرٍ من عبقِ الحزن وبخور المطر .. أم امرأة تسكن أرنبة أنف الصبر .. وتتهجى غدها بلاملامح .. اقرئي قعر فنجاني مجددا ..كاذبة تلك الجارة التي قالت لأمي إن لك طفلا من رغوة الريح ونكاية النساء ووشوشات العاجزين عن مقارعة الآه .. كاذبة ياسيدتي حينما لم تحدثها عن امرأة تجيء آخر البرق فتمطرني سحابة لا تسيرها الريح ولا تعنيها إرادة الرشيد ..!
قحطٌ يتخللني ياسيدتي .. جفاف أربعة أعوام تكوَّر على شفتي زبدًا في ساعة من غرور امرأة !
لا أعرف أيتها النهر كيف سأستعيدني إن لم تكن يدك المكتظة بالعطاء دليلا .. أو قلبك الكبير كما يقول صديقي مسرحا لنزق طفل يسكنني منذ أزمنة الفقد والبكاء في مجالس النساء ...
لاتتمهّلي على الحب ياسيدتي .. فأنا رجل من سَقَطِ المشاع
قبّعتي الشمس .. وسريري في عراء الأفق ..!

لمن تتركيني ؟
تقولين حولي الكثيراتِ ..
حولي الصبايا يمشِّطْنَ شعري الكسولَ
ويزرعْنَ في شفتي أحرفا بائدةْ
ومن قال أنكِ مثل الصبايا
ومشطكِ من بين أمشاطهنَّ ..؟
ومن قالَ أنكِ حين يجئنَ الكثيراتِ
تأتينني امرأةً واحدة ..؟!!
ياجميعَ النساء ..
وياباب قلبي ومفتاحه
وأغاني الحنين .. وطعم الوداعِ
ولون الحياة التي لاتغيب مع الموتِ
تمتد في دفتر العاشقينَ رؤًى خالدةْ ..!
أحبكِ
أقسم يكفي لمثلي انتظاركِ
حين تراودني امرأة موعدًا
وتهيءُ فستانها رقصةً تتغنَّجُ للوقتِ
تملؤه رغبةً حاسدةْ ..!

***

يفوقُ انكسارك حزني
يفوق القصائد والشعر هذا الذي
يتريّثُ في صوتكِ العذبِ
هذا الذبول الذي يعتري ورق الوقت في ساعتكْ
بربِّ انشغالي عليكِ
بربِّ العصافيرِ حين تغني لها ضحكتكْ
خذيني ولو ليلةً كالوسادةِ في غرفتكِ
ضعي رأسكِ الآن فوق ذراعي ..
أمدُّ يدي من وراء المساءات ..
أزرعها في جبينكِ
تلمس وجهكِ تأوي إلى شفتيكِ
وتشرب من عينِه دمعتَكْ
خذيني ..كما شئتِ ..
إني لأسأل ربي بأن لا تغيبي
وأن يأخذ الله شعري وعمري
إذا هجس الليل يوما .. وأغوى
الأنا فيَّ كي تتركَك ..!
0
0
سأطفئ عيني ..
وأنثر كل القصائد للريحِ ..
وجهي النحيل .. ونظارتي .. والطريق المؤدي لصوتك
هذا العطاء الذي من أمامي وخلفي
تسومينني فيه حسنَ المآبْ ..!
تجعَّد ليلكِ .. يا حبَّة القلبِ
نادتْ عليك الأغاني ..
وماج بوجهي غبارُ الحنينِ ..
رموْني بعقمي إذا لم تجيئي
وقلبك وحدك كالبابِ من خلف بابْ ..!!


تعود الحمّى .. تفترس برودة التكييف ..فيتفصّد العرق من جبين القصيدة ..!
النصُّ الضحوي صاعقة الظل وتهدّل الشجر الأخضر على سيارتي التي تقف على أهبة النداء ..!
امنحي البحر صباحك الواثق وزوّري توقيعي في سجل الحضور المبكّر، امنحيني الساعة تلو الساعة وامزجي حبات الكرز بالشفاة ..ثم قبّليني كلما ارتفع صوتي آهًا وتبعثرت أصابعي في الحديث ...!
لايهم الآن لو تتعطّل إشارة المرور.. لو يتلكأ الطريق .. لست على عجلةٍ من شعري كما يظنُّ الحضور ، فالنص الأشهى لايجيء إلا حينما تنامين عني وتحضرين مني وتكتبين .. إني :

( امرأة من عصارة الرخام .. أو قل من حليب العصافير .. وبيض المطر .. أو قل من جزيرة الزرقة من اكتناز الماء .. امرأة لاتشبه إلا نهرًا لا تغتسل فيه الشياطين .. ولا تتوضأ منه الملائكة ..!
امرأة كهديل الحنين .. كفيروز الستينات .. أو قل امرأة بلا أسماء كل حديثها أفعال ..وأفعالها آمال ونداؤها أغنية تشبه السكون .. امرأة ترتكب التأنّي وتشعل شمعة الحذر اللاهث وراء الانتظار .. امرأة لاتعترف إلا بها .. ولا تجيء إلا إليها ولا تذهب بي إلا معها )..!
أوووه ...
أعرف كل هذا .. أتمطّى على سرير البوح .. أغرف من ماء النهر دمي ..وأطعم شفتي للعصافير الباحثة عن عود قشٍّ تأمن فيه الظلام ، وزواحف الظل والعتمة ..!

هو ذا ...
وتأتيني مطهَّرة كنهر الله من خطواتها حولي ...
ولا يدرون أني أستضيء بقلبها المخفور
أوجاع البشرْ
تأتي كشمسٍ عاهدتْ مرض النهارِ
بأن يظلَّ الليل مكفوف البصرْ ...!
إذ لاقمرْ ...
لاهدأةً هجعتْ بحضنِ الجمْرِ واحترقتْ ولا شجنًا عبرْ..!
هو ذا إذن عيناك آخرةُ البكاءِ تشيح عني الرمشَ ...
تسرقني من الشعراء
تستلقي على كل السطور أميرة خرساء في سفر الغجرْ
تتآكل الأحزان فيها
تدفعُ الكلماتِ عن وجهي
وتستبقُ السفرْ ...!
وتنام تنكرني
تحدّثني عن العشاق يغتسلون بالأوجاع من درن الضجرْ
هو ذا إذن ...
فالليل لانامت به عيني تسحُّ الشعرَ أوجاء النهار
يمدني بالريح تبلغني محمّلةً بعطر الشرق
إن شحَّ المطرْ ..!


أشعلي سيجارة أخرى ياسيدتي ..فشفتي لم تزل باردة رغم حرارة قُبْلتك ..!
أطعمي فراخ يدي حبات الحروف المقرونة الحاجبين ... أو بلِّلي ذاكرتي بشعرك الكستنائي الطويل ... !
يا الله ..!
إن للصوت رائحة الضحك .. تتأهّبُ لي ثم تقذف في فمي قصيدة ، يركع غصنها بها للحنين من وراء جدار الأمس ..!

دعي ما لقلبي ..لقلبي ..
وما للذين رموا غصن زيتونة في فم النهرِ ذنبي !
وما للسطورِ حفيف الكلامْ ..!
مضى نصفُ عام .
.بسيدةٍ عاهدتْ روحها البردَ ..
نامت وراء سرير الزحامْ ..!!


خذي منفضة سجائري .. ضعيها على صدري المعشب عرقًا ثم أطفئيني هنااااك ..!
أيتها المسافة الواقعة بين الياء والمنادى ، بين الشهيق والزفير .. بين التأخر عن الدوام الصباحي والحوادث المرورية ..!
قريبة أنتِ كأنما البعد قرب .. وبعيدة كأنما القرب ( محلِّل مستعار ) !
علميني كيف ينثرون الودع على الرمل .. علميني كيف يدفعون القوارب الخشبية الصغيرة إلى الماء أول مرة ...علميني الفرق بين السفر على ظهر سلحفاة أو السباحة حتى الغرق ..!
كوني سفينة الريح ... لالا لستُ من يشتهي تكوّنا حين تفسحين الكون لي ... فالبلاد التي يشرب أهلها النهرَ لاعطش فيهم ، ولايتأخر عنهم المطر ..!

تجيئين ..كالضوء من غفلاتِ النوافذِ ..
من صدفةٍ مستحيلة ..!
تجيئين عنقود ذنبٍ شفيفٍ ..
قرنفلةً في غصونٍ ظليله ..!
لعينيكِ .. ما حدّث الليلُ عني الصباحَ ..
وما أودعته الأحاديثُ في القلبِ .. ماأطعمتني الحروفُ الحنينَ .. وما جوّعتني الحكايا البخيلة ..!
أنا .. آخر الليلِِ أو أوّل الصبحِ
.. أنَّى تجيئي ستلقينني دمعةً في عيونٍ نبيلةْ ..!


اشعلي سيجارة أخرى كأنبوبِ ينصهر ، كقافية قصيدة مغنّاه .. كقبعةِ لطفلِ قروي في صباح عيد ماجن ..!
فأنا مبتلٌ بعرق السرير ، وسوأة أخيه ...فاقرئيني فقط كلما جاء بك النهر !

حينما ينبتُ العشبُ فوق دبيب الأناملِ
صدري كخارطةٍ للتخلّقِ .. وجهي كقارورة العطر فارغةً ..
وشفاتي كلامٌ قليلْ ...!
حرقة ( الزنجبيلْ ) ...
أو بقايا الكؤوس .. وشمعٌ يسيل بنهديكِ
ضوءُ النهار القتيلْ ...!
لا تطيلي البقاء بعيدًا .. فميناء ساعتنا .. غادرته الدقائق
والوقتُ أمّعَةٌ دائما حينما يلتقي عاشقانِ
دخانُ السجائرِ يدفعني للخفوتِ ..
ورائحتي جنّة المستحيلْ ..!

التوقيع:
في زحام الشوارع المشمسة ..
أينا لايدهس ظل صاحبه ..!
إبراهيم الوافي


لايشغلني عنك .. إلا اهتمامي بك ..!
شروق محمد يوسف غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس