[إبراهيم الوافي]

( 5 )

فقط ..!!

لايخفي الآباء أعواد الثقاب حين يولع أطفالهم بالألعاب الناريَّة ..
تماما كما لاتتكاثر الأضواء في الطرقات المظلمة ..!

أعلم أن الرياح التي تحمل البذور.. ستداهم ليلى بـنوبةٍ ربويَّة جديدة ، وستجفّفني على حبال الحكايا المشبوهة والممتدة من سور المقبرة حتى حدائق النساء .. لكنني الآن كبعوضة توشك على الموت من أجل نقطة دم لاتستدل طريقها من وإلى القلب ..!
أيتها الأنثى التي تخترع الحضور الهارب وتتطهَّر بالذنب المغفور وتتحصّن عن تهمة الخطيئة .. لاتبحري في مهب المشيئة ، حين يكون غناء الأشرعة رقصات التماسيح ، وزرقة البحر نبوءة السماء .. ورعشة النجوم على سطح مائه برْد الذكرى ..!
قيل لي إن للصبر متكأ حين تكون الطريق أطول من السفر ، والرحلة بلارفيق والخوف كوب قهوة بارد لايدرء النعاس ولا يعنيه التثاؤب ..!
بينما ما زلتُ أكثر المؤمنين بنظرية القدرة على بسملة العلاقات ، وألوان اللحظات وأغْلفة الوقت ، وأمّهات الشهب ، وسلالم الشياطين ..!
لا أعرف كيف أقف الآن مطعونا بخنجر الفهم ، ومذبوحا بسكين البراءة ، ومصلوبا على مدخل الحقيقة ، ولا أعرف كيف يمكنك أن تحملي الوردة البيضاء لتمنحيها حفار القبور فتكون أجمل وردة تخرجُ من أضلاعي التي تسوستْ بالتدخين ، وتهشَّمت بالموت وتعفَّرت بالذنوبْ ، وابتسمت للنحل العائد بالرحيق ، وتورَّدت جمالا يبكي على كتف المرايا ومدنًا لاتحتفل بها المواعيد ..!
فقط ..فقط ازرعي اصبع القسم في عيني ، وقودي يدي لمنديلي بعد أن تغسليه بعطرك الباذخ فأبعده عن احتقان الدمع في عيني وأمسح به ذباب الملوحة من على خدي ، المنفصم بين الامتنان الخجول وعقوق الملوحة ..!

يقبل الغد بثوب أبيض ناصع ..
ليته لايكون الكفن ..!