مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 14-03-2011, 09:47   #1
محمد الدحيمي
متنبي الشعر الشعبي
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ محمد الدحيمي
 

نوف بنت محمد وأيام حافية .. من زاوية اخرى

وصلني منذ فترة قصيرة اهداء من أختنا الراقية
الشاعره والكاتبة نوف بنت محمد الثنيان عبارة عن مجموعة قصص شعرية نثريةقصيرة بعنوان ( ايام حافية ) مطرزاً بإهدائها
الجميل فلها عظيم الشكر على اهدائها الجميل والوافي
وعظيم الشكر ايضاً على هذا الإنجاز الذي تستحقه بجدارة وتفخر
به شعبيات ..

المجموعة القصصية كانت تحتوي على 20 قصة شعرية نثرية من مقدمتها بفلسفة متقنة ومثقلة بالتعب:
( لأيامنا الحافية حذاء .. من ورق .. )
وابتداءً بـ ( مشيئة ) حتى نهاية ( العانس) كانت
عبارة عن رؤى ووثائق جسدتها بوعي الكاتبة المثقفة
واحساس الشاعرة المرهف وروح الأنثى الناضجه .
رؤى ووثائق تخصها هي كما تراها هي نثرتها بفلسفة
شعرية بلاغية اجادت للأمانه في طرحها بلا تكلف لتترك
للقاريء افتراضيات زوايا واحتمالات اخرى لكل قصة
وهنا ديدن المبدعين من الشعراء والكتاب وحتى الرسامين
وهو اشغال القاريء او الملتقي بفرض احتمالات يفترضها هو حول صورة او فكرة ما وهنا يصل به الى مرحلة وعي تلك الصورة او الفكرة فيفترضها بمنظوره الخاص وقرائته
الخاصة به تاركين لكل قاريء قراءتها من منظور
خاص به يختلف عن الأخر
المجموعة القصصية منوعة ومشوقة كانت تحمل
رؤيا الكاتبة في اغلبها عن قضايا من مجتمعنا
وواقعنا قصص وحوادث ربما عاصرتها او شاهدتها
او حتى سمعت عنها عبرت عنها بإسلوب لا يخلو
من تفخيخ الألغام الأدبية مجازاً او غير مجازاً
والخروج من المأزق وحالة الـ (لا يقال) الى حالة
الـ (يقال ) في القصة او حتى في عنوانها
لتفترض الرؤيا التي تخصها ولنفترضه نحن كواقع
مسلم به ومعروف يحق لنا فرض الأحتمالات عنه
والتسلق لوعية ولايحق لنا مصادرة فكر كاتبة او
التسلق لما وراء مرحلة وعيه !
كما في عنوان القصة الرابعة من الكتاب والتي اتت
بعنوان :
( رقيا شيطانية )
هنا سأتحدث عن ماشدني أنا من جمل شعرية
بلاغية تصويرية
لبعض القصص التي اجادت للأمانة
نوف في التعبير عنها بصورة بلاغية وفلسفة
شعرية مدهشة
كسرت بها قاعدة الملل وعلّقت بها القاريء لما
سيروى بعدها
كما في اول القصص (مشيئة ) ووصفها لحال ذلك
البحار التائه النادم على مافاته وهو يناجي عقارب
الساعة :
( تباً لهذه الساعة .. كلما تخطو تزداد وحشتي )
او كوصفها لذلك البائع الذي وصفته بالمتشظي في
( شتاء ملتحي ) بقولها او وصفها لافرق فـ كلاهما
مشرق ومبدع:
( لا يعبأ الاّ بعرقه .. ولا يحفل الاّ بإمرأة جاءت من
اجل ابتغاء مرضاة الله في برد المحتاجين .. )
وقولها في دفاع مبرر عن المرأة لذلك الشيخ الذي
حاولت ان تنزعه من برد زمهريرة :
(ان امك إمرأة ، واختك إمرأة .. وزوجتك إمرأة
وإبنتك إمرأة.. فأعانك الله على كل الشبهات
والمصائب)
حتى في قضية زواج المسيار وبلاغة تعريفها المدهش لزوجة المسيار
بصورة بلاغية :
(زوجة المسيار ، تلك التي اخذته من شتائم النساء
في الأسواق)
كانت نوف تسرد هذه القصص بشعور الأنثى
الحقيقية الناضجة والشاعرة
الشفافية في مشاعرها واحاسيسها لذا جسدت روح
الأنثى الحقيقية بلا زيف او تصنع
كما في قصة بالونة حمراء بتضمينها المجازي لأحد
الأغنيات المشهورة لمحمد عبده
والتي تجبر القاريء على متابعة سردها بكل شوق
لما ستروية عن طقوس تلك العاشقة الصادقة
والمخلصة :
(اعددت العشاء الشهي الذي تفضلّه مع شموع
الوله ، والزهور التي تعشق ، لنتشاطر عبير
العطور وفرحة سيريالية ونشوة الأغاني التي
اخترت ان تصدح بصوت محمد عبده : أنورت
بقدومك الدار ياغالي )
او كشفافيتها النرجسية وملكوت رقتها في وصف ذلك ال ( أحمد ) بطل قصة ( حارس الضؤ ) الذي كان يعلّق عقداً من الضؤ بين بنايته وبناية محبوبته لكي يكون الضؤ متساوياً بينهما حين سقط وفقد بصره اثر ارتطامة بالأرض
وحينما اخذت بيدة محبوبته للمطعم الذي ضل يحلم به وهي تجر عرجة وظلامة الى طاولة الورد وعذوبة وصفها لحاله وكأننا نعيش لحظته ولحظتها في وصف بلاغي يحمل فكرته الخاصة وبراءتها :
( كان احمد سعيداً جداً وهي تصف له المكان بعينيها ..
كان يشعر انه اجمل بكثير مما رآه !! لأنه جاء في عينيها !!
لا اريد ان احرق عليكم متعة القصص الأخرى
هذه مجرد رؤية انطباعية تخصني انا ومحاولة لتسلق بعضاً من وعي كتاب ( ايام حافية ) بشكل عام وموجز لبعض قصصه المثيرة
تاركاً لكم فرصة قراءتة واقتناءة وافتراض الزوايا الأخرى بكل ماتحمل من متعة وتشويق وشعر
هو بحق من درر معرض الكتاب
وانجاز لنوف بنت محمد نبارك لها به
ونبارك لشعبيات بهما

التوقيع: ..


منافي ..
كلها اوطاني
منافي
محمد الدحيمي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس