مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 04-11-2009, 16:05   #1
رسيـس
.
 

قراءه عامه وخاصه / لمسفر الدوسري !

.

عندما يكون الحديث عن قامه كـ قامة هذا العملاق الممتد شعراً وأدباً

يكون حديثاً من نوعٍ خاص جداً / قد نصنفه حديثاً ذا شجون ! أو مترفاً ! أو غنياً .

أي التصنيفات التي تؤدي الى الإنبهار والرقه في التعامل حتماً سـ تكون هي العبارات السائده في ذهن المتلقي لأسم هذا العملاق !

مسفر الدوسري

كان أحد مشاريعي النقديه / ولضيق الوقت دوماً لم أستطيع أن أمر عليه مرور الكرام .

سبقتني الجميله حد الغرق / النجديه بتوثيق خيوط هذا المترف المليء بالشجن والشاعريه .

وبالتأكيد لن أكون مثلها / ولكن ! عليّ أحذوا حذوها فالتتلمذ على يد الكبار شيء يجلب السعاده للنفس .

________

مسفر الدوسري

أقتنيت له كتاب وأنا صغيرة سن / كان ديوان ( لعيونك أقول ) كان هذا الديوان يعج بالكثير من المفردات الشاعريه والكلمات التي كنت دائماً ماأستسقي منها مكاتباتي / وأطروحاتي .

بحثت كثيراً عن هذا العملاق / وبحثت عن قصائده فقد كنت شغوفه بالشعر الحر / بما أنني من أحد رواده . فقد شكل هذا الرجل أهم مقومات الشعر الحر لدي . وتتلمذت على يده وهو لم يعلم بأني أصبحت تلميذةِ نجيبه / من خريجي مدرسته المستمره .

لمسفر الدوسري نكهه خاصه في قصائده / فهي لاتتعدي القطع المتوسط دوماً / فهي أقرب للغنائيه منها للمقروء . وهذا هو أساس هذا الشعر الحر لأنه شعراً غنائي موسيقي في معناه وكلماته !

روح القصيده عند مسفر الدوسري

الروح البحريه والنشأه القريبه لهواء البحر أثرت كثيراً في نصوص مسفر الشعر .. فلا تكاد تخلو نصوصه من اليامال والدانه . وصوت أمواج البحر وإرتطامه بشاطيء الخليج . كلها تشم رائحتها وتتحسس أمواجها وتتذوق طعم ملوحتها في قصائد مسفر الشعر .

النظره العامه على قصائد مسفر الدوسري من حيث تصنيفها .

غزليه مئه بالمئه / ودائماً مايداعب خصلات شعرها / ويحب أن يغازل مسفر حبيبته بحرفنه شعريه لم يعهدها الشعر / من حيث الرقه في الحديث وإنتقاء أرق الألفاظ في مخاطبتها . مع العلم أن مسفر كثير الحديث معها او مع أشياءها . يحاول دائماً أن يبحث عن أسباب غضبها و ( تكدر خاطرها ) . حبيبة مسفر جميله جداً / ودائماً ماينتهي الليل عندهما دون لقاء . حزين يامسفر رغم الأمل الواضح في أبياتك .

الشخوص في قصائد مسفر الدوسري

دائماً ماتكون الشخوص عند مسفر أثنين فقط / وعلى الغالب هو والآخر حبيبته وهي دائماً غائبه ومحلها ضمير مستتر . يستعيض عنه بالكلام عن مقتنياتها / او الليل / او البحر / او أهزوجات قديمه .

الأدوات في شعر مسفر الدوسري

تكثر الأدوات في شعر مسفر ولكأنه يوثق حقبه زمنيه محدده بتأريخ معين وهو تأريخ نشئته وترعره في بيئه خليجيه بحته / فتجده يحاور الليل / والبحر ومافيه / والطرقات القديمه / وبيوت الطين العتيقه / والسراج / والعباءه / والدشداشه الرجاليه / والعقال / والغتره / والقلم والدفاتر . وكل مايتعلق بكينونة هذا الشاعر الإجتماعيه والمحسوسه لديه / وكل مايقع تحت عينه ويمارسه قديماً او حديثاً .. مع ان روح الآصاله والماضي مازالت عالقتاً في مخيلته وتعج بها أفكار قصائده . والعطر لاننساه في قصائد هذا المعطار .

مارس مسفر الشعر بطريقه تجعلنا ننظر لقصيدته كفتاه محتشمه لم يبتذلها ولم يعريها أبداً إلا ماخلا بعض الرتوش التي تمر على الأسماع وهي بكامل حشمتها وحياؤها ..

لمسفر إرهاصات خاصه فيه أوقعها على كاهل السنين لتكون شاهداً له على نحته في صخر لحقبه زمنيه قد نقول أنها لم تنصفه / إذا لم تكن قد حاربته . ولكن ! هذا هو حال المبدعين دوماً .. ينصفهم التاريخ والزمن والأيام . ويكفي مسفر الدوسري فخراً أنه كتب بكل تجرد من الذات الآخرى التي تشبث أياديها في الروح لتغرقها خلف همهمات المتشدقين والناقصين عقلياً والمشوهين نفسياً .

أبدع مسفر في الغزل فكانت القصيده تذووب وتتقاطر عشقاً وولهاً من أولها الى آخرها / يكون الحوار في النهايه عن خصلة شعرها / او مشطها / او تسريحتها .

هل تعلم يامسفر أني كنت شغوفه جداً لأن أرى حبيبتك ! فجمال روحها عكس طابعاً مغرياً على جمال شكلها في قصائدك .

الناحيه البديعيه والمحسنات في قصائد مضوّوّوّي الشعر .

مسفر لم يتقيد برتم معين / ولم يكتب على خط واحد / بل راح يتنقل في كل مره بنسق جديد ورتم موسيقي مغاير . فلكأنك تستمع لموسيقى جديده في كل مره . مع حفاظه على الإيقاع العام للنص من ناحية الوزن وإعتدال النسب وتكافؤها من ناحية طول المقطع والآخر . أي أن لمسفر الدوسري قالب خاص يكتب فيه دون غيره . فهو من يحرك الليل بيديه . ويعبث بأجفانه ليجعل منها باباً موارباً لتأتي حبيبته أو يأتي طيفها كالعاده . فهي بخيله جداً في لقاء هذا العذب .
لا يتكيء مسفر الدوسري على مخزون وفير من المحسنات البديعه كقالب أساسي في قصائده لأنه أبتدع كما أسلفت أنماطاً جديده في الكتابه للقصيده الحره . حتى أن المتلقي لقصائد مسفر يعرفها تباعاً ويشم رائحة البحر والخليج فيها .. التكرار ليس بالكثير عند مسفرنا / فقصائده مباشره وأغلبها تحكي قصه لها بدايه ونهايه ومؤثرات تتخللها أصوات وحركات كثيره .

اللغه الشعريه العامه لمسفر الدوسري

لغته الشعريه سلسه جداً / مفهومه للعامه على حداً سواء فلغته هي لغة العشق الفاضح والعتب الرقيق دوماً . يبتعد مسفر عن التعتيم على نصوصه فنجدها بيضاء مشرقه / رغم حزنها الشديد . وفهو يبتعد تماماً عن اللكنات الفلسفيه والرمزيه المبهمه / ويعتمد الشفافيه المطلقه في قصائده .. فأسلوب مسفر الشعر يميل الى التصريح دون التلميح / بعيد التكلف في لغة الحوار وإنتقاء المفردات / تعابيره يغلب عليها اللفظ الرقيق / وترجمانه الشعري لايحتاج لجهد ذهني للبحث عن تفاسير لماقاله . بل هو البسيط في اللهجه / البسيط في التعامل الشعري / كما هو البسيط في قوالب حياته اليوميه والتي أستقرأناها من خلال أطروحاته الشعريه منذ سنين .


خيال مسفر الدوسري الشعري

يعج خيال شاعرنا بشتى أنواع المكنونات النفسيه التي تترائى للمتلقي بأنها صور بديعيه رائعه جداً وهي في الأساس ماهي إلا إنعكاسات لما وراء أظلع هذا الوارف المعطاء حد الجنون . فتجد البحر / والصحراء والليل وحتى الشيح لايفارق مخيلته المكتضه بروح البداوه الأصيله والماضي التليد المكتنز بشمسِ لايمكن أن تغيب عن سماء هذا الحالك شعراً والمليء شجناَ ..

أخيراً وليس بآخراً

قراءه عامه في قصيدته الحصريه والتي أسميتها ( عسى ماشر ) بس التمايم مش علي



القصيده بمجملها شاعريه من الدرجه الأولى / وحساسه جداً / تنبض بالرقه والحنان الفياض
أخذنا بها شاعرنا لمفاهيم كثيره / ودلف بنا لعوالم مستتره من روحِ تعبق بالرقه عبر أروقةِ تتدلى منها أكوام الورود / جو القصيده يعزف سمفونيه هادئه / وبإبتسام هذا الشاعر الذي أفقد الشعر توازنه ليزنه هو على كيفه ويحكم قبضته عليه .

الأخيله متواجده بكثره في هذا النص الغارق بالنعومه والذي يعج بأنفاس الصباح / فخصلات شعرها / ووجها الوضاء / وغيرها من حديثه معها حول الليل بمداعبته وتلطفه لها وإنشغاله عليها فقط لأنها قالت له أنها ( تعبانه ) .. إذاً شاعرنا يستمد من الشعر شعوره ومحسوساته كلها أستمدها من فاتنته ولم يتطرق لغيرها هذه المره . فقد أكتفى بمغازلتها برقيق الكلام ولطيف العبارات . وأنا متأكده بأن العلاج النفسي أشد وقعاً من العلاج الجسدي / فشاعرنا يعرف فن الغزل ويعرف كيف ينمق حديثه / فقلبه يدله ومشاعره المرهفه توحي له بذلك .

المحسنات البديعيه والزخرف الكلمي في هذا النص

تمحورت في الجناس في كلمات كثيره منها / سر / شر / مر / مزون / عيون / نور عصفور
والزخارف البديعيه / في كلمات كـ / أثر / وشر .

بالرغم من أنها أنساقت وتسلسلت كتسلسل خرزات المسباح إذا أنقطع وتوالت حباته إلا أنك تحس بالتقطيع الموسيقي والسكنات والهنات / والسكتات التي لابد منها لكثرة التساؤل والإستفهام في هذا النص . السهل الممتنع هو أسم هذا النص الراقي جداً برقي صاحبه .

..


مسفر الدوسري

للجمال وجهان أحدهما أنت / وللشاعريه وجه واحد هو أنت فقط .

أتمنى أن أكون وفقت في هذه القراءه النقديه السريعه جداً لمجمل لغتك الشعريه دون التطرق لنصوصك الباذخه والممتلئه / وأنوه بأني لم أتطرق سوى للوجه الغزلي والشاعري منها ! فأنت شاعر تكتب على كل الجهات / وفي كل الأغراض والمواضيع .


مسفر الدوسري

كل التقدير لك ياشاعراً تفنى الأشعار عند مرافيء قصائدك .



كتبته / رسيس

يوم ما من شهرِ ما من سنة ما / والشاهد أعلا هذا المتصفح المشع بنور شاعرنا .


.

رسيـس غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس