مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 14-12-2007, 03:58   #1
هتون الشريف
شـــاعره
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ هتون الشريف
 

الشريف بركات ( أبو مالك ) نسبه ، عصره ، موطنه ، شعره..


قراءة في كتاب ( الشاعر الشريف بركات أبو مالك ) للدكتور / الشريف حسن بن علي بن عون الحارثي


أولاً / اسمه ونسبه :

هو الشريف بركات بن محمد بن مالك بن أبي طالب بن الحسن بن أحمد بن محمد
( الحارث) بن الحسن بن محمد ( أبو نمي الثاني ) ، ( أبو مالك ) شريف حسني نموي حارثي ، من قبيلة الأشراف الحرث من فرع يسمى ( ذوي مالك ) نسبة إلى جدهم مالك بن أبي طالب .
فقد أعقب الشريف أبو طالب ثلاثة من الأبناء هم ( علي ، و عمرو ، ومالك ) ، أعقب جميعهم غير أن عقب مالك بن أبي طالب من الذكور درج بعد ذلك وكان آخر عقبه ذكراً هو : مالك بن الشريف بركات ، وبالتالي فإن من اعتنى بتدوين مشجرات الأنساب أغفل ذكر ذوي مالك أسوة بغيرهم ممن انقطع نسلهم ، حتى لاتتراكم المشجرات بأسماء أشخاص انقطع عقبهم . اللهم إلاّ بعض الأسماء في أعلى طبقات النسب تركت لعدم البت في أمر أصحابها بين أن يكون لهم عقب غير ظاهر لنا الآن ، وبين أن يكون عقبهم قد أنقطع ودرج وهذه أمور يعرفها المشتغلون بهذا الفن

ثانياً / عصره :

الراجح أن الشريف بركات ( أبو مالك ) عاش خلال النصف الثاني من القرن الثاني عشر والنصف الأول من القرن الثالث عشر للهجرة ، حيث عاصر مجموعة من أمراء مكة المكرمة على التوالي منهم ( الشريف سرور بن مساعد بن سعيد بن سعد بن محسن بن حسين بن الحسن بن محمد ( أبو نمي الثاني ) ، الذي تولى الإمارة سنة 1186هـ واستمر حتى وفاته سنة 1202هـ .
كما عاصر الشريف بركات أيضاً أحداث الخلافات التي نشبت بين الشريف سرور بن مساعد ـ أثناء إمارته ـ وبين الشريف عبدالله بن أحمد ( الفعر) بن زين العابدين بن عبدالله بن الحسن بن محمد ( أبو نمي الثاني ) ، والتي استمرت من سنة 1187هـ وحتى تمكن الشريف سرور بن مساعد من القضاء على فتنتة ، ومن ثم سجنه في ينبع مضيقاً عليه حتى مات في سجنه سنة 1189هـ

يقول الدكتور حسن الحارثي :

و يؤكد صحة ترجيحنا للفترة التي عاش فيها الشريف بركات ( أبو مالك ) بعض أبيات قصيدته الكافية المشهورة ، التي حذر في أحد أبياتها ابنه مالكاً من أمير مكة في ذلك الوقت ( الشريف سرور بن مساعد ) حيث قال :

وأحذر سرور بغبة البحر يرميك = ولاهو مفكر في تشكيك وبكاك

كما وجهه في بيت آخر من نفس القصيدة إلى الإعتبار مما جرى للشريف عبدالله الفعر نتيجة خروجه على أمير مكه ( الشريف سرور بن مساعد ) حيث قال :

واعرف ترى اللي واطي الفعر واطيك = والا أنت أعز من الجماعه هذولاك

ثالثاً / موطنه :

سكن بركات الشريف ( أبو مالك ) وادي المضيق ـ وادي الليمون أو ما كان يعرف قديماً بوادي نخله الشامية ـ وذلك مع باقي أفراد قبيلته من الأشراف الحرث ، الذين استقروا في هذا الوادي الخصب منذ عهد جدهم الشريف الحسن بن أحمد بن محمد الحارث الذي انتقل من المبعوث إلى وادي المضيق بعد وفاة والده الشريف أحمد بن محمد الحارث سنة 1085هـ ، ولايزال للأشراف الحرث مساكن وأملاك وأوقاف في وادي المضيق إلى وقتنا الحاضر .

ويبدو أن الشريف بركات ( أبو مالك ) كغيره من أبناء عمومته كانت تربطه بعض العلاقات بأمراء مكة المكرمة آنذاك . وهي علاقة تقوى وتضعف حسب ظروف كل وقت .


رابعاً / عقبَه :

سبق أن ذكرنا أن عقب ذوي مالك بن أبي طالب من الأشراف الحرث الذور منهم قد انقطع ودرج . وهم الذين ينتسب إليهم الشريف بركات وقلنا أن آخر هذا الفرع ذكرا هو مالك بن الشريف بركات .

لكن مالكاً بن الشريف بركات أعقب ابنة اسماها ( موضي ) تزوجها الشريف الحسين بن محمد بن دخيل الله بن علي بن عمرو بن أبي طالب بن الحسن بن أحمد بن محمد الحارث المتوفي سنة 1346هـ ـ وكان عمره قد تجاوزالمائة عام عند وفاته .

وقد أعقب الشريف الحسين بن محمد من زوجته ( موضي ) ابنة مالك بن الشريف بركات ابنين هما ( محمد ) الذي قتل سنة 1343هـ و ( حمود ) الذي توفي سنة 1352هـ ، ولكلًّ منهما أبناء وحفدة إلى وقتنا الحاضر . يمتاز بعضهم بالقريحة الشعرية الجيدة ، وننعتهم ـ الكلام للدكتور الحارثي ـ ننعتهم اليوم بذوي مالك دون غيرهم من أبناء الحسين وذريتهم . وليس لأنهم ينتمون إلى ذوي مالك بن أبي طالب الذين انقطع نسلهم ؛ ولكن لأن جدهم لأمهم هو مالك بن الشريف بركات .

خامساً/ وقف الشريف بركات ( أبو مالك )

للشريف بركات ( أبو مالك ) وقف خيري مشهور في وادي المضيق عبارة عن نصف ساعة من ماء عين المضيق ـ الغزيرة الثرة ـ تصب في صهريج ضخم لأبي مالك بني تحت الأرض قرب المقبرة التي في أسفل الجبل الذي كان يسكنه ذوو طالب من الأشراف الحرث في موقع يعرف بشعب نباته .

كان يشرف على هذا الوقف حفيدا الشريف بركات وهما الشريف محمد والشريف حمود ابني الشريف الحسين ثم ذريتهما من بعدهما الأرشد فالأرشد ، وذلك حتى وقت ليس ببعيد حيث احتيج منذسنوات إلى باقي ماء عين المضيق لسقيا أهالي مكة المكرمة ، فاصبح وقف الشريف بركات من جملة المياة التي استفاد منها سكان البلد الحرام .

سادساً / شعر الشريف بركات ( أبو مالك )

يقول المؤلف : لم أعرف للشريف بركات ( أبو مالك ) من أفواه رواة الشعر في المنطقة سوى قصيدتين تنسب إليه دون منازع ..

إحداهما ( الكافية ) المشهورة ، والأخرى قصيدة ( حائية ) ـ سوف يأتي الحديث عنها فيمايلي ـ وكنت أتمنى لو وجدت المزيد من شعره الذي يمتاز بالحكمة ورصانة العبارة وجزالة اللفظ .

فقد سألت كل من عرفت ممن يهتم برواية الشعر الشعبي من الأقارب وغيرهم من سكان منطقة الشاعر ـ مكة المكرمة وما حولهاـ التمس عندهم المزيد من شعره فلم أجد لديهم سوى ما أشرت إليه . وقد أسمعتهم ما نسب إلى الشريف بركات من أشعار جاءت في بعض كتب التراث الشعبي المحلي ، مثل القصيدة البائية التي مطلعها :

عفا الله عن عين للاغضا محاربه = وجسم دنيفٍ زايد الهم كاربه
أسهر إليا نام المعافا ومدمعي = قد أنهل مابين النظيرين ساكبه

وهي قصيدة طويلة وجيدة ، غير أن من سألت من الرواة عن صحة نسبتها للشريف بركات نفوا ذلك .

وكذلك نفوا هؤلاء الرواة أن يكونوا قد سمعوا قبل ذلك من يروي للشريف بركات القصيدة العينية التي مطلعها :

قال بركات الحسيني والذي له = جواد ماتدنى للمبيعة
قصير قينها وافي جماها = كبيره راس منتجها رفيعه

وكذلك كان جوابهم عندما اسمعتهم القصيدة العينية الأخرى التي منها:

ماضحك إلاّ والبكا مردف له = ولا شبعه إلاّ مقتفيها جوع
ولا يد الاّ يد الله فوقها = ولاطايرات الاّ وهن وقوع

وكذلك بقية المحاورات التي تنسب للشريف بركات ( أبو مالك ) مع بعض الشعراء وما نسب إليه من مدائح قيلت فيه مماجاء في بعض كتب التراث الشعبي المحلي وما تناقلته ألسن بعض رواة الشعر . كل ذلك تبين لي عدم صحة نسبته للشريف بركات
( أبو مالك ) وأنه ليس له علاقة به لا من قريب ولا من بعيد .


يتبع



هتون الشريف غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس