مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 16-03-2003, 06:57   #1
مصوت بالعشا
عضو
 

ليه "عبد المحسن بن سعيد " .. غير ! ..

لأنه بصراحة "غير" فعلاً ..

فالشعر لديه هو دائماً الإبتكار ، الجدة ، التميز ، الاختلاف .. أكره ما يكرهه هذا الشاعر خاصية "الاجترار" الحيوانية التي هي أس شاعرية 99،99% من شعرائنا ، وبالذات الشعبيون منهم ..

فإذا كان الغرب الفاجر الكافر يفاخر بأنه أولَ من اكتشف " التناسخ " ، واستطاع أن يجعلَ من النعجة " دولي " نسخة كربونية من والدتها المصونة ، فقد سبقه شعراؤنا الشعبيون ، فكل قصائدهم ـ ولله الحمد والمنة ـ نسخة واحدة ، منسوخة من بعضهم البعض ، لذلك فإن لهم قصب السبق في أنهم أول من اكتشف "علم التناسخ " قبلَ الغرب !! ، ولله في خلقه شؤون ! ..

ولأننا لا نريد أن نستنسخ " دولي شعرية " ، وإنما نريدُ أن نستنسخ عبدالمحسن بن سعيد ، فإن اولَ ما يجبُ أن نعمله لتحقيق إستنساخ هذا العملاق أن نقرأه كما ينبغي، وأن نتنبه إلى أنه أولاً وقبلَ كل شيء لا يأتي إلا بالجديد، ولا يكرر غيره، ولا يتقمص الآخر مهما كانَ هذا الآخر شاعراً عظيماً .. فالشعرُ لديه مشروع اختراع و ابتكار ، وبحثٌ دائب لا يكل ولا يمل عن الجديد، وقبل كل ذلك "خصوصية " ! ..

ومشكلة قراء الشعر لدينا هي تماماً كمشكلة أغلب الشعراء . انظروا بالله عليكم إلى تعليقات قراء "شعبيات" على القصائد .. كلها ـ أيضاً ـ نسخ كربونية، نفس الأفكار ، نفس العبارات ، بل ونفس الكلمات . وهذا إن دلَ على شيء فإنما يدلُ على أننا ، شعراء و قراء ، نعاني من الركود و الكسل والتبلد و تقليد بعضنا البعض ، دونَ أن نكلفَ أنفسنا ، ولو عند التعليق ، مهمة أن تكونَ "تعليقاتنا" على الأقل مبتكرة . ونحنُ بذلك لسنا قراء ، بقدر ما نحنُ مشجعون كمشجعين أندية الكرة في المدرجات ليسَ إلا ..

وآفة الشعر لدينا أنه تحول لدى بعض "الصبية" إلى وسيلة "مغازل" . فهو يكتبُ الشعر ليسَ لذات الشعر ، بقدر ما هو مجرد "سنارة" للاصطياد ، ولأنه كذلك ، فالشعرُ لديه ، كغاية وهدف و مضمون ، تحول إلى مجرد "طعم" يرميه في ماء ٍ عكر ، ليغري به الساذجات . وهو لذلك لا يتحرج من أن "يشتري" الطعم ، أو يسرقه ، طالما أن الهدف ليسَ الطعم نفسه ، وإنما من يقع في السنارة ! ..

وإلا .. فما معنى أن يعمدَ بعضُ من يدعي الشعر أن يذيلَ كلَ مشاركاته هنا في شعبيات بصورته التي يبدو فيها في منتهى الأناقة واصطناع الوسامة ، وكأنه تلك التي قالت لصاحبها : هيتَ لك !! ..

لذلك بقيَ بدر بن عبدالمحسن شاعراً طويلاً حتى السحاب ، وهو قد تجاوزَ الخمسين ، وسوف يبقى فهد عافت إلى أبد الآبدين، كما سيبقى عبدالمحسن بن سعيد كذلك ، في حين أن شعراء "شف صورتي أول " سينتهونَ حتماً بمجردَ أن تتسلل تجاعيدُ الشيب وعوامل تعرية الزمن إلى أشكالهم ، التي لن يستطيعَ مصور " زماني" ، مهما حاولَ و وزور وتجنى ، أن يعيدَ لهم الغابر من الشباب ..

التوقيع: يا مجدّله شعرك نفود .... وعالي جبينك هالنجود
وقلبك هضابٍ بينها .... أطهر مكانٍ في الوجود !

اخر تعديل كان بواسطة » مصوت بالعشا في يوم » 16-03-2003 عند الساعة » 07:04.
مصوت بالعشا غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس