الموضوع: نجـلاء
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 20-06-2010, 21:17   #2
رزان
عضو شعبيات
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ رزان
 

رد : نجـلاء



- ذات لقاء كَتب أحدهُم :




ولأن الأعين دونكِ عمياء والأفواه خرساء والمساكين أمثالي غارقين في الظلال انتظاراً , والوجوه متمرغة بالضيم مُتحسّرة والقلوبُ مهمومة والظهور مقصومة : أنا كُنتُ أنتظركِ !!
يا مُعافاة من شلل قلبي :
هكذا تأتين دوماً من حيثُ لا أعلم من حيثُ المكان الذي لا تخبرين عنهُ أحدا ً وفي الساعة التي لم أجدها حتى الآن من بين عقارب ساعتي تتساقطين كالمّن والسلوى وتجفّين جفاف الصمغ ,
اقتربي قليلاً .. الشوق مافتئ أن يقتلني , بل قتلني هو وأحياني الله .
مللتُ مُتابعة أقدام المارّة وعدّها وشدّة التركيز في ألوانها , وما وجدتُ شبيهاً ولا مُرادفاً لقدميكِ أضحت الأرض قلقة منكِ والسماء المُعلّقة ترتعش كما أطرافي الآن , وهُنا المزاريب جافّة ونظرتك الباردة لا تُنبئ بـ ثمّة مطر , ولا تنبئ بارتواء ..
" صامتة " , وأنا ما علموني من قبل كيف أهدم صمت الأعين وأجرّها للحديث ؟! أحتاج لأن أرتمي بداخلها وأحتفظ بتفاصيلها .. لكن كيف السبيل لذلك كيف السبيل !
سيئة أنتِ - حينما تلعبين بقلبي وتفتكين بعقلي وتدمّرين قوّتي , وتهربين بيّ .. ما بالكِ هاربة منذ مغيب قلبي ؟

- عيناكِ جنّة وتهربين ؟


لم ارتحلتِ ردحاً من الزمن دون أن يلمحكِ ضوء ؟ دون أن تُخبريني ! يا ضائعة منّي يا ذات الموعد المفقود وأنا الذي صنعتُ لأجلك ساعة كبيرة تسِع ساعات انتظارك , خشيت أن لا تصدقي وعدكِ ويجيء الموعد قبلكِ وتتأخرين أردتُها أن تتباطأ جداً ومع كُلّ هذا كُنت كُلما مررتُ منها تلقائياً أقوم بركلها ليأتي الموعدُ سريعا , تالله لأنكِ جعلتِ الليالي تسخرُ منّي . ماذا فعلتِ بي ؟
ها أنتِ تأتين في وهدة من الأرض حيثُ أكون ,
بعدما فعلتِ بيّ الأفاعيل وتشبعتُ تلهفاً لحضورك وامتلئ صدري بالأماني وجنّت عروقي من انتظارك , ها أنتِ تأتين مُنهكة قابلة للتعثر في أرقّ عثرة , ذابلة مُثقلة , تلقين عليّ السلام بصوت مُرتجفّ .
أشمّ رائحة حزن ؟ عيناك بالدمع غرقى , ما لذي هُنا انهمر ! أكانت قطعة سُكر أم كانت قطرة مطرّ ؟
أم هي دمعة من عينيكِ يا نجلاء !
مّما تخافين .!؟
أيا ماطرة ! الحياة خُلقت لكِ لكنّها ظلّت الطريق.. ستجدكِ لا تقلقي
وحتى تجيء طبقيّ عليّ أحلامكِ , ارسمي الحلم بهدوء بين أضلعي , خذيني كما أردتِ ومتى ما أردتِ , احبسيني في قلبك ولا تُخرجيني إلا حين وفاتي .
أصغي إلى الليلة الواحدة التي لن تتكرر لنا , استمعي إلى الليلة الجرداء , إلى الليلة الساكنة إلى الجفاف في موطني إلى الإغراءات الكثيرة التي تُحتّم عليّ التحدّث واختراق صمتك وأنتِ ماثلة أمامي ,
تحدثي سأستمع جيّداً , سأصغي جيّداً , لكنّ أسألك ِ ألاّ تحزني .
السكون ملئنا والهدوء سئم أُغنية خطواتك المُثقلة .. ما بالكِ صامتة !
أعذبُ الكلِم لا يولد إلا من رِحم لسانك ولا تتحدثين !
لا تبخلي , أعلني بصوتكِ فرحتيّ , شدّي قميصي , اصرخي !
انفعليّ , دمّريني فجّري !
أو ارسليني للنوم , للحياة حرّرّيني , اقتليني , أفعلي ما تفعلي !
علميني كيف أفتك بالعقول وأسبب الكوارثُ في القلوب
علميني كيف أهُمّ بالهروب , كيف أرتحل وخلفي الشوارع غاضبة
علميني كيف أُربك حديث المارّة .. كيف أنمو بين أضلع الناس وأكون في ضمائرهم رغبة مدفونة !
بل كيف أصنعُ من رجلاً لا يُتقن الحديث : شاعراً وكاتباً وساحراً وأسطورة !
أنّى لكِ هذا يا نجلاء ؟
قد بتّ بالأمس أهذيّ والقلب ما بات معيّ , وعيناي لم تهدأ ولم تنام ولم تموت .
بالقُرب من رأسيّ : تعبّ , وبالقُرب من قلبي : هوى
وبالقرب من عينيّ : رائعة الهوى !
كورقات الزهر , تبكيّ مطر , وما زالت في فنّ العشق طفلةً : تتهمُ القدَر .
ما كُنتُ أدريّ أن ذوات جنسها يخشون الهوى !
هو ليس وحشاً مؤذيّاً وليس شيطاناً رجيم
هو يُسكر , هو يسحر و" أولهُ " كزوج حمامٍ رهيد
من يغرق فيه سيُتقن التحليق في كبد السماء
سيرى كُل الأماكن صالحة , وكُل الأشياء مُربكة , سيسمع كُل الكلِم عذب , وسيشعر بفوضى في حواسّه عارمة , سيغرق ولن يملّ الغرق .. سيهوى جلّ ما كان كارهه .
- ستذكرين حديثي هذا عندما تعشقين ستغنين وترقصين وتطربين
لكنّه كالنرّد يا معشوقتي
لا يؤتمّن !
هو قاتل أيضاً كما أنتِ تقتلين .

رزان غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس