شعبيات - مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة

عائشة الثبيتي · 17-01-2013, 15:25

الأربعاء 4 / 3 / 1434هـ
آخر أيام التصحيح ، في الساعة العاشرة والنصف طويت آخر ظرف لاودعه بين أيدي القائمين على الرصد وطويت معه الكثير من الأوجاع التي سكنت لحظات تلك الأيام
أسلمته لاغادر تلك القاعةوعند انفراج أبوابها :
...: انتهيت ألم أقل لك ستمضي وعلى عجل
.... : نعم وأتوق للبكاء من الآن إلى عصر هذا اليوم لأفرغ ما علق بداخلي.
.... : لكنك لن تغادري
ابتسمت ومضيت
حملت حقيبتي وبقايا أوراقي ، عجبت من تعليق إحدى العاملات ستغادري المدرسة الآن غريبة !
عدت لذات القاعة أنتظر اخراج الأوراق الباحثة عن أمل في النجاح
وبعد عناء وضع أمامي قرابة خمس عشرة ورقة تصفحتها بأسى
وتذكرت دمعاتهن ووجلهن أثناء الاختبار وتأملت الاجابات لأجدها أحرف وجملا لا تفضي لثمرة ولا نتيجة
ثلاث فقط حظين ببارقة أمل
وبقية الأوراق خط في زاويتها روجعت ولم تقبل الزيادة وختمت العبارة باسمي وتوقيعي كمعلمة أولى
شعرت حينها كيف أنجبت أحرفي اليأس ، وكيف وأد قلمي الأمل
ألزمنا البقاء ، التقيت وجوه كثيرة غيبها الاختبار وضغط التصحيح ،
افترشنا الأرض لأول مرة تخصصات مختلفة وقناعات غير متوافقة
لكن جمال اليوم بدأ بها ومضى الوقت دون أن نشعر،كان في تلك اللحظات الكثير من الدفء والصدق
وبعد الواحدة بدأ الكل يغادر المكان
وبدأت أعد للرحيل ، وأجمع آخر شتات ما يخصني .
....: انتهيت من الأوراق
..... : لا انتظري قليلا ، نصف ساعة فقط
..... : لا بأس ، سأنتظر .
اثناء ذلك الانتظار جاءت تلك الورقة التي سجل فيها اسماء من انجبهم اليأس من النجاح
لتختم بآخر توقيع
.... : مضى أكثر من نصف ساعة ألي بالاوراق.
..... : والله لن تغادري ستبقين اليوم كما كنت أبقى ، أنت معاقبة.
..... : هههههه آمري ولا يهمك لا مشكلة لدي في البقاء.

من الساعة الواحدة والنصف وحتى الخامسة كانت من أجمل لحظاتي في ذلك المكان

لم أكن أعلم أني سأرى ذاتي في مرآة أخرى مختلفة
ولم أتوقع أني ساحظى بمن يجيد قراءتي بذلك العمق
الأمس يوم لا يمحى من الذاكرة

17-01-2013, 15:25	#893
عائشة الثبيتي قلم متميز	رد : ثـقـوب الأربعاء 4 / 3 / 1434هـ آخر أيام التصحيح ، في الساعة العاشرة والنصف طويت آخر ظرف لاودعه بين أيدي القائمين على الرصد وطويت معه الكثير من الأوجاع التي سكنت لحظات تلك الأيام أسلمته لاغادر تلك القاعةوعند انفراج أبوابها : ...: انتهيت ألم أقل لك ستمضي وعلى عجل .... : نعم وأتوق للبكاء من الآن إلى عصر هذا اليوم لأفرغ ما علق بداخلي. .... : لكنك لن تغادري ابتسمت ومضيت حملت حقيبتي وبقايا أوراقي ، عجبت من تعليق إحدى العاملات ستغادري المدرسة الآن غريبة ! عدت لذات القاعة أنتظر اخراج الأوراق الباحثة عن أمل في النجاح وبعد عناء وضع أمامي قرابة خمس عشرة ورقة تصفحتها بأسى وتذكرت دمعاتهن ووجلهن أثناء الاختبار وتأملت الاجابات لأجدها أحرف وجملا لا تفضي لثمرة ولا نتيجة ثلاث فقط حظين ببارقة أمل وبقية الأوراق خط في زاويتها روجعت ولم تقبل الزيادة وختمت العبارة باسمي وتوقيعي كمعلمة أولى شعرت حينها كيف أنجبت أحرفي اليأس ، وكيف وأد قلمي الأمل ألزمنا البقاء ، التقيت وجوه كثيرة غيبها الاختبار وضغط التصحيح ، افترشنا الأرض لأول مرة تخصصات مختلفة وقناعات غير متوافقة لكن جمال اليوم بدأ بها ومضى الوقت دون أن نشعر،كان في تلك اللحظات الكثير من الدفء والصدق وبعد الواحدة بدأ الكل يغادر المكان وبدأت أعد للرحيل ، وأجمع آخر شتات ما يخصني . ....: انتهيت من الأوراق ..... : لا انتظري قليلا ، نصف ساعة فقط ..... : لا بأس ، سأنتظر . اثناء ذلك الانتظار جاءت تلك الورقة التي سجل فيها اسماء من انجبهم اليأس من النجاح لتختم بآخر توقيع .... : مضى أكثر من نصف ساعة ألي بالاوراق. ..... : والله لن تغادري ستبقين اليوم كما كنت أبقى ، أنت معاقبة. ..... : هههههه آمري ولا يهمك لا مشكلة لدي في البقاء. من الساعة الواحدة والنصف وحتى الخامسة كانت من أجمل لحظاتي في ذلك المكان لم أكن أعلم أني سأرى ذاتي في مرآة أخرى مختلفة ولم أتوقع أني ساحظى بمن يجيد قراءتي بذلك العمق الأمس يوم لا يمحى من الذاكرة التوقيع: أيا وَجَعَ الحنايا بعضَ رفقٍ= فقدْ أدميتَ ناصيةَ الحروفِ نمى فوقَ الأنامِلِ منكَ جمٌّ= فَجاء الهمُّ منها كالنَّزيفِ الشاعر / هاني درويش.