الموضوع: شخصيات
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 05-11-2010, 17:57   #27
سولافة
عطر الروح
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ سولافة
 

12 رد : شخصيات

اكمالا لما بدأت به الاخت نورة العجمي
واثراء للموضوع الادبي المفيد:
اتطرق هنا لشخصية قرأت عنها اليوم وأحببت ان أضيفها للفائدة

الشخصية:
الاديب والشاعر حافظ ابراهيم



حياته:
كان من طبعه الكسل وكان يشكو الاهمال وقلة التشجيع وكان يكافح الانجليز بقصائدة الوطنية
وانشغل في رثاء زعماء الوطنية انذاك عن كتابة القصة والمسرح
وقال في ذلك:
اذا تصفحت ديواني لتقرأني
..................... وجدت شعرالمراثي مصف ديواني
من يكون حافظ ابراهيم ؟
والده محمد حافظ بن إبراهيم فهمي شاعر مصري ولد في ديروط إحدى بلدات الصعيد في أسرة متوسطة الحال، وكان أبوه مهندساً اختار لسكناه سفينة «ذهبية» ترسو على شاطئ النيل أمام بلدة ديروط، أقام فيها مع زوجته التركية التي أنجبت الشاعر الكبير حافظ إبراهيم.
توفي والده وهو في الرابعة من عمره
فانتقلت به والدته إلى القاهرة حيث كفله خاله، وهناك التحق ببعض المدارس ولكنه لم يبد تفوقاً، ثم انتقل مع خاله إلى طنطا، وهناك ساءت العلاقة بينهما، فقد بدا على حافظ تعلق بالأدب والشعر، في حين كان خاله يريد له سبيلاً آخر، فهجر بيت خاله وعمل في مكاتب بعض المحامين، وسرعان ما سئم هذه المهنة وفي سنة 1888م التحق بالمدرسة الحربية، وتخرج سنة 1891م، فعين ملازماً في وزارة الحربية، ثم نقل إلى دائرة الشرطة في وزارة الداخلية. وفي سنة 1896 أرسل إلى السودان في عداد الحملة المصرية الإنكليزية التي كانت بقيادة اللورد كتشنر، ولما نشبت ثورة 1899 في السودان اتهم بالاشتراك فيها مع عدد من الضباط وحوكم وأحيل على الاستيداع، وفي سنة 1903 طلب إحالته على المعاش فأجيب إلى طلبه، ولم يبق له عمل يرتزق منه، وقد امتدت مرحلة البطالة من سنة 1900 إلى 1911. وكانت تلك الحقبة أشد مراحل حياته بؤساً وأشقاها. وكانت في الوقت ذاته أخصب المراحل في نتاجه الأدبي وأجداها. وكان وهو في السودان قد راسل الشيخ محمد عبده شعراً ونثراً، فلما عاد إلى القاهرة واعتزل العمل الحكومي التحق بدروس الشيخ ومجالسه، واتصل عن طريقه برجال مصر البارزين أمثال مصطفى كامل ومحمد فريد وسعد زغلول وقاسم أمين ومحمود سامي البارودي وتوفيق البكري والمنفلوطي والمويلحي، وكان هؤلاء يمثلون نخبة رجال مصر في الوطنية والاجتماع والإصلاح الخلقي والعلمي، وهي الفئة التي وضعت أسس نهضة مصر الحديثة. وكان اختلاطه بهذه الجماعة سبباً في تفتح عينيه على فاجعته في نفسه، وفي الشعب المصري كله، وهو ابن الشعب الذي عرف الآلام نتيجة الضيق واليتم والحرمان، فالتأم في نفسه شقاؤه بشقاء أمته، بعد أن رأى فقر شعبه وبؤسه، فانطلق ينظم من الشعر ما يفرج عنه وراح يدعو الشعب للنهوض ويشحذ منه العزائم ليعيد إلى البلاد مجدها، وكان يشعر بمحنة أمته بالإنكليز وما ينزلونه بالشعب من ضروب العسف والظلم والتنكيل، وما يستنزفونه من خيرات البلاد وينهبونه من أرزاقها، فيحاول أن يفتح العيون على سوء حال وطنه وأمته، وقد صادفت قصائده هوى في نفوس تلك النخبة التي حملت لواء الإصلاح

شخصيته:
كان حافظ إبراهيم إحدى أعاجيب زمانه، ليس فقط في جزالة شعره بل في قوة ذاكرته التى قاومت السنين ولم يصيبها الوهن والضعف على مر 60 سنة هى عمر حافظ إبراهيم، فإنها ولا عجب إتسعت لآلاف الآلاف من القصائد العربية القديمة والحديثة ومئات المطالعات والكتب وكان بإستطاعته – بشهادة أصدقائه – أن يقرأ كتاب أو ديوان شعر كامل في عده دقائق وبقراءة سريعة ثم بعد ذلك يتمثل ببعض فقرات هذا الكتاب أو أبيات ذاك الديوان. وروى عنه بعض أصدقائه أنه كان يسمع قارئ القرآن في بيت خاله يقرأ سورة الكهف أو مريم او طه فيحفظ ما يقوله ويؤديه كما سمعه بالروايه التى سمع القارئ يقرأ بها


كان حافظ إبراهيم رجل مرح وأبن نكتة وسريع البديهة يملأ المجلس ببشاشته و فكاهاته الطريفة التى لا تخطأ مرماها.
وأيضاً تروى عن حافظ أبراهيم مواقف غريبة مثل تبذيره الشديد للمال فكما قال العقاد ( مرتب سنة في يد حافظ إبراهيم يساوى مرتب شهر ) ومما يروى عن غرائب تبذيره أنه استأجر قطار كامل ليوصله بمفرده إلى حلوان حيث يسكن وذلك بعد مواعيد العمل الرسمية



كتب حافظ ابراهيم قصائد عديدة من ضمنها قصيدته في اللغة العربية :




رجعــــــــتُ لنفسي فاتهمـــت حَصاتــــي...وناديت

قـــــــــــــــــومي فاحتسبت حياتي


رمَــــــــــــــوني بعقم في الشباب وليتنـــي...عقِمت

فلم أجـــــــزع لقـــــــــــــول عُداتي


ولدت ولما لم أجـــــــــــــــد

لعرائســـــــــي...رجــــــــــــــــــالاً وأكفــــــــــــاءً

وأدتُ بناتـــي


وسعــــــــــــــــــت كتاب الله لفظاً وغـــــــاية...وما

ضقـــــــــت عــــــــــــن آيٍ به وعِظات


فكيف أضيق اليــــــــــوم عن وصف

آلة...وتنسيق

أسمـــــــــــــاء لمختــــــــــــــــــرعـات


أنا البحــــــــــــــــر في أحشائه الدرُّ كامــنٌ...فهل

سألــــــــــــوا الغواص عن صدفاتي


فيا ويحكــــــــــــم أبلى وتبلى محاسنـــي...ومنكم

وإن عــــــــــز الــــــــــــــدواء أساتـي


فلا تكلــــــــــــــــــــــوني للزمان

فإننــــــــــــــي...أخاف عليكم أن تحيــــــــــــــن

وفــــــــاتي


أرى لرجال
الغــــــــــــــــرب عزاً ومنعـــــة...وكم

عـــــــــــــز أقــــــــــــــــــــوام بعز لغـــــات


أتوا
أهلهم بالمعجـــــــــــــــــــــزات تفننــــــاً...فيا

ليتكـــــــــــم تأتـــــــــــــــــــون
بالكلمـــات


أيطربكم مـن جانب الغـــــــــرب ناعــب...ينادي

بوأدي فـــــــــــــي
ربيـــــــــــع حياتـي

سقى الله في بطـــــــــــــن الجزيرة

أعظما...يعـــــــــــــــــــــز عليها أن
تليــــــــــــــن

قَناتــــي


حفظــــــــــــن وِدادي في البلى وحفظتــه...لهن

بقلــــــــــــــب
دائـــــــــــــم الحســــــرات

وفاخرت أهل الغرب والشرق مطرق...حياء
بتلك

الأعظــــــــــم النخــــــــــــــــرات


أرى كل يوم بالجـــــــــــــــــــرائد مزلقــــــــاً...من

القبـــــــــــــــــــــر يدنيني بغيــــــــــــر أنــــاة


وأسمع للكتّاب في مصــــــــــــــر

ضجـــة...فأعلـــــــــــــــــم أن الصائحيــــــــــــن

نُعاتـــي


أيهجرني قــــــــــــــــــــومي عفا الله عنهــــم...إلى

لغة لم تتصــــــــــــــــــــل بـــــــــــــــــــــرواة


سرت لُوثة
الإفــــــــرِنج فيها كما سرى...لعاب

الأفاعــــــي في مسيل فـــــــــــــرات


فجاءت كثـــــــــــــوب ضم سبعين

رقعـة...مُشَكَّلَــــــــــــــة الألــــــــــــــوان

مختلفــــــــات


إلى معشر الكتّاب والجمــــــــــــع حافل...بسطت

رجائي بعـــــــــــــــد بسط شَكاتي


فإما حياة
تبعـــــــــــــــث الميت في البِلى...وتنبــت

في تلك الرُّمـــــــــــــــــوس رُفاتي

وإما
ممـاتٌ لا قيامــةَ

بعـــــــــــــــــــــــــــــــــده...ممات لعَمـــــــــــــــــري لم يُقــس بممات




وكذلك قصيدته في مظاهرة السيدات فى الثورة
الوطنيه فى سنة 1919 م يقول فيها:



خرج الغــــــوانى يحتججــ ــن ورحت أرقب جمعــــــــهنّه

فـــاذا بهّن تخــــــــــذن من ســود الثياب شـــعارهــــــــنّه

فطلــــعن مثل كــــــواكــب يسطعن فى وسط الدّجـــــنه

وأخذن يجـــــتزن الطــريـــ ــق ودار (سعد) قصـــــدهنّه

يمشـــين فى كنف الوقـــا ر وقد أبنّ شــــــــعــورهــــنّه

واذا بجيـــــــــــش مقبــــل والخـــــيل مطلقــة الأعنّـــــــه

واذا الجنــــــــود سيوفهــا قد صــــــــوّبت لنحــــــــورهنّه

واذا المـــــــدافع والبنــــــا دق والصـــــوارم والأســـــنّه

والخـــيل والفرســــــان قد ضربت نطــــاقا حــولهـــــــــنّه

والـــورد والريحــــــــان فى ذاك النهـــــــار ســــــلاحهــنّه

فتطاحن الجيشـــــــان سـا عات تشيب لها الأجنّـــــــــــــه

فتــــضعـــضع النســـــــوان والنســـوان ليس لهن منّــــه

ثم انهزمــــن مـــشـــــتـــتا ت الشمل نحـــو قصــــورهنّه

فليهنأ الجيـــــــش الفخـــو ر بنصــــــــــــره وبكســـرهنّه

فكأنمـــا الألمــــــــان قـــــد لبســـــوا البــــراقع بينهـــــنّه

وأتـــوا ( بهندنبرج ) مخــــ تفيا بمصـــــــر يقــودهـــــــــنّه

فلـــذاك خــــــافوا بأسهـن وأشفقوا مــــن كيدهــــــــــنّه













من روائع قصائدة عمريته الخالدة التي القاهابمدرج وزارة المعارف :



(إسلام عمر )

رأيت في الدين آراء موفقـة **** فأنـزل الله قرآنـا يزكيـها

و كنت أول من قرت بصحبته **** عين الحنيفة و اجتازت أمانيها

قد كنت أعدى أعاديها فصرت لها **** بنعمة الله حصنا من أعاديها

خرجت تبغي أذاها في محمدها **** و للحنيـفة جبـار يواليـها

فلم تكد تسمع الايات بالغة **** حتى انكفأت تناوي من يناويـها

سمعت سورة طه من مرتلها **** فزلزلت نية قد كنت تنويـها

و قلت فيها مقالا لا يطاوله **** قول المحب الذي قد بات يطريها

و يوم أسلمت عز الحق و ارتفعت **** عن كاهل الدين أثقالا يعانيها

و صاح فيها بلال صيحة خشعت **** لها القلوب ولبت أمر باريها

فأنت في زمن المختار منجدها **** و أنت في زمن الصديق منجيها

كم استراك رسـول الله مغتبطا **** بحكمـة لـك عند الرأي يلفيـها

(عمر و بيعة أبي بكر )

و موقف لك بعد المصطفى افترقت **** فيه الصحابة لما غاب هاديها

بايعت فيـه أبا بكر فبايعـه **** على الخلافة قاصـيها و دانـيها

و أطفئت فتنة لولاك لاستعرت **** بين القبائل و انسابت أفاعيـها

بات النبي مسجا في حظـيرته **** و أنت مستعـر الاحشـاء دامـيها

تهيم بين عجيج الناس في دهش **** من نبأة قد سرى في الأرض ساريها

تصيح : من قال نفس المصطفى قبضت **** علوت هامته بالسيف أبريها

أنسـاك حبك طـه أنه بشـر **** يجري عليه شـؤون الكون مجـريها

و أنـه وارد لابـد موردهـا **** مـن المنـية لا يعفـيه ساقيـها

نسيت في حق طه آية نزلت **** و قد يذكـّـر بالايـات ناسـيها

ذهلت يوما فكانت فتنة عـمم **** وثاب رشدك فانجابت دياجيـها

فللسقيفـة يوم أنت صاحـبه **** فيه الخلافة قد شيدت أواسيـها

مدت لها الأوس كفا كي تناوله **** فمدت الخزرج الايدي تباريها

و ظـن كل فريـق أن صاحبهم **** أولى بها و أتى الشحناء آتيها

حتى انبريت لهم فارتد طامعهم **** عنها وآخى أبو بكر أواخيها

( عمر و علي )

و قولـة لعلـي قالـهـا عـمر **** أكرم بسامعها أعظم بملقيـها

حرقتُ دارك لا أبقي عليك بها **** إن لم تبايع و بنت المصطفى فيها

ما كان غير أبى حفص يفوه بها**** أمام فارس عدنـان وحامـيها

كلاهما في سبيل الحق عزمته **** لا تـنثـني أو يكون الحق ثانيـها

فاذكرهما وترحم كلما ذكروا **** أعاظما ألِّهوا في الكون تأليـها

( عمر و جبله بن الايهم )

كم خفت في الله مضعوفا دعاك به **** و كم أخفت قويـا ينثنـي تيها

و في حديث فتى غسان موعظة **** لكــل ذي نعـرة يأبى تناسيـها

فما القوي قويا رغم عزته **** عند الخصومة و الفـاروق قاضـيها

وما الضعيف ضعيفا بعد حجته **** و إن تخاصم واليها و راعيها

( عمر و أبو سفيان )

و ما أقلت أبا سفيان حين طوى**** عنك الهدية معتزا بمهديها

لم يغن عنه و قد حاسبته حسب **** و لا معاوية بالشام يجبيها

قيدت منه جليلا شاب مفرقه **** في عزة ليس من عز يدانيها

قد نوهوا باسمه في جاهليته **** و زاده سيد الكونين تنويها

في فتح مكة كانت داره حرما **** قد أمّن الله بعد البيت غاشيها

و كل ذلك لم يشفع لدى عمر **** في هفوة لأبي سفيان يأتيها

تالله لو فعل الخطاب فعلته **** لما ترخص فيها أو يجازيها

فلا الحسابة في حق يجاملها **** و لا القرابة في بطل يحابيها

و تلك قوة نفس لو أراد بها **** شم الجبال لما قرت رواسيها

(عمر و خالد بن الوليد)

سل قاهر الفرس و الرومان هل شفعت **** له الفتوح و هل أغنى تواليها

غزى فأبلى و خيل الله قد عقدت **** باليمن و النصر و البشرى نواصيها

يرمي الأعادي بآراء مسـددة **** و بالفـوارس قد سالت مذاكيـها

ما واقع الروم إلا فر قارحها **** و لا رمى الفرس إلا طاش راميها

و لم يجز بلدة إلا سمعت بـها **** الله أكبـر تـدْوي في نواحـيها

عشرون موقعة مرت محجلة **** من بعد عشر بنان الفتح تحصيها

و خالد في سبيل الله موقـدها **** و خالـد في سبيل الله صـاليها

أتاه أمر أبي حفـص فقبله **** كمــا يقـبل آي الله تاليهــا

و استقبل العزل في إبان سطوته **** و مجده مستريح النفس هاديها

فاعجب لسيد مخزوم وفارسها **** يوم النزال إذا نادى مناديـها

يقوده حبشي في عمامته **** ولا تحـرك مخزوم عواليـها

ألقى القياد إلى الجراح ممتثلا **** و عزة النفس لم تجرح حواشيها

و انضم للجند يمشي تحت رايته **** و بالحياة إذا مالت يفديها

و ما عرته شكوك في خليفته **** ولا ارتضى إمرة الجراح تمويها

فخالد كان يدري أن صاحبه **** قد وجه النفس نحو الله توجيها

فما يعالج من قول و لا عـمل **** إلا أراد به للنـاس ترفيـها

لذاك أوصى بأولاد له عمرا **** لما دعاه إلى الفردوس داعيـها

و ما نهى عمر في يوم مصرعه **** نساء مخزوم أن تبـكي بواكيـها

و قيل فارقت يا فاروق صاحبنا **** فيه و قد كان أعطى القوس باريها

فقال خفت افتتان المسلمين به **** و فتنة النفس أعيت من يداويها

هبوه أخطأ في تأويل مقصده **** و أنها سقطة في عين ناعيها

فلن تعيب حصيف الرأي زلته **** حتى يعيب سيوف الهند نابيها

تالله لم يتَّبع في ابن الوليد هوى **** و لا شفى غلة في الصدر يطويها

لكنه قد رأى رأيا فأتبعه **** عزيمـة منه لـم تثـلم مواضـيها

لم يرع في طاعة المولى خؤولته **** و لا رعى غيرها فيما ينافيها

و ما أصاب ابنه و السوط يأخذه **** لديه من رأفة في الحد يبديها

إن الذي برأ الفاروق نزهه **** عن النقائص و الأغراض تنزيها

فذاك خلق من الفردوس طينته **** الله أودع فيــها ما ينقيـها

لاالكبر يسكنها لا الظلم يصحبها **** لا الحقد يعرفها لا الحرص يغويها

(عمر و عمرو بن العاص)

شاطرت داهية السواس ثروته **** و لم تخفه بمصر و هو واليها

و أنت تعرف عمرا في حواضرها **** و لست تجهل عمرا في بواديها

لم تنبت الأرض كابن العاص داهية **** يرمي الخطوب برأي ليس يخطيها

فلم يرغ حيلة فيما أمرت به **** و قام عمرو إلى الأجمال يزجيـها

و لم تقل عاملا منها و قد كثرت **** أمواله وفشا في الأرض فاشيها

(عمر و ولده عبد الله )

و ما وقى ابنك عبد الله أينقه **** لما اطلعت عليها في مراعيها

رأيتها في حماه وهي سارحة **** مثل القصور قد اهتزت أعاليها

فقلت ما كان عبد الله يشبعها **** لو لم يكن ولدي أو كان يرويها

قد استعان بجاهي في تجارته **** و بات باسم أبي حفص ينميها

ردوا النياق لبيت المال إن له **** حق الزيادة فيها قبل شاريها

و هذه خطة لله واضعها **** ردت حقوقا فأغنت مستميحيها

مالإشتراكية المنشود جانبها **** بين الورى غير مبنى من مبانيها

فإن نكن نحن أهليها و منبتها **** فإنـهم عرفوها قـبل أهليـها

(عمر و نصر بن حجاج)

جنى الجمال على نصر فغـربه **** عن المدينة تبكيـه و يبكيـها

و كم رمت قسمات الحسن صاحبها **** و أتعبت قصبات السبق حاويها

و زهرة الروض لولا حسن رونقها *** لما استطالت عليها كف جانيها

كانت له لمة فينانة عجب *** علـى جبـين خليـق أن يحليـها

و كان أنى مشى مالت عقائلها **** شوقا إليه و كاد الحسن يسبيها

هتفن تحت الليالي باسمه شغفا **** و للحسان تمنٍّ في لياليها

جززت لمته لما أتيتَ به **** ففاق عاطلها في الحسن حاليها

فصحت فيه تحول عن مدينتهم **** فإنها فتنة أخشى تماديها

و فتنة الحسن إن هبت نوافحها **** كفتنة الحرب إن هبت سوافيها

(عمر و رسول كسرى)

و راع صاحب كسرى أن رأى عمرا**** بين الرعية عطلا و هو راعيها

و عهده بملوك الفرس أن لها **** سورا من الجند و الأحراس يحميها

رآه مستغرقا في نومه فرأى **** فيه الجلالة في أسمى معانيها

فوق الثرى تحت ظل الدوح مشتملا **** ببردة كاد طول العهد يبليها

فهان في عينه ما كان يكبره **** من الأكاسر والدنيا بأيديها

و قال قولة حق أصبحت مثلا **** و أصبح الجيل بعد الجيل يرويها

أمنت لما أقمت العدل بينهم **** فنمت نوم قرير العين هانيها

(عمر و الشورى )

يا رافعا راية الشورى و حارسها **** جزاك ربك خيرا عن محبيها

لم يلهك النزع عن تأييد دولتها **** و للمنـيـة آلام تعـانيـها

لم أنس أمرك للمقداد يحمله **** إلى الجمـاعة إنذارا و تنبيـها

إن ظل بعد ثلاث رأيهم شعبا **** فجرد السيف و اضرب في هواديها

فاعجب لقوة نفس ليس يصرفها **** طعم المنية مرا عن مراميها

درى عميد بني الشورى بموضعها **** فعاش ما عاش يبنيها و يعليها

و ما استبد برأي في حكومته **** إن الحكومـة تغري مسـتبديـها

رأي الجماعة لا تشقى البلاد به **** رغم الخلاف و رأي الفرد يشقيها

(مثال من زهده)

يا من صدفت عن الدنيا و زينتها **** فلم يغرك من دنياك مغريها

ماذا رأيت بباب الشام حين رأوا **** أن يلبسوك من الأثواب زاهيها

و يركبوك على البرذون تقدمه **** خيل مطهمة تحـلو مرائيـها

مشى فهملج مختالا براكبه **** و في البراذين ما تزها بعاليـها

فصحت يا قوم كاد الزهو يقتلني **** و داخلتني حال لست أدريها

و كاد يصبو إلى دنياكم عمر **** و يرتضي بيـع باقيه بفانـيها

ردوا ركابي فلا أبغي به بدلا **** ردوا ثيابي فحسبي اليوم باليها

(مثال من رحمته )

و من رآه أمام القدر منبطحا **** و النار تأخذ منه و هو يذكيها

و قد تخلل في أثناء لحيته **** منها الدخان و فوه غاب في فيها

رأى هناك أمير المؤمنين على **** حال تروع لعمر الله رائيها

يستقبل النار خوف النار في غده **** و العين من خشية سالت مآقيها

(مثال من تقشفه و ورعه )

إن جاع في شدة قومٌ شركتهم **** في الجوع أو تنجلي عنهم غواشيها

جوع الخليفة و الدنيا بقبضته **** في الزهد منزلة سبحان موليها

فمن يباري أبا حفص و سيرته **** أو من يحاول للفاروق تشبيها

يوم اشتهت زوجه الحلوى فقال لها **** من أين لي ثمن الحلوى فأشريها

لا تمتطي شهوات النفس جامحة **** فكسرة الخبز عن حلواك تجزيها

و هل يفي بيت مال المسلمين بما **** توحي إليك إذا طاوعت موحيها

قالت لك الله إني لست أرزؤه **** مالا لحاجة نفـس كنـت أبغـيها

لكن أجنب شيأ من وظيفتنا **** في كل يوم على حـال أسويـها

حتى إذا ما ملكنا ما يكافئـها **** شـريتـها ثـم إنـي لا أثنـيها

قال اذهبي و اعلمي إن كنت جاهلة **** أن القناعة تغني نفس كاسيها

و أقبلت بعد خمس و هي حاملة **** دريهمات لتقضي من تشهيها

فقال نبهت مني غافلا فدعي **** هذي الدراهم إذ لا حق لي فيها

ويلي على عمر يرضى بموفية **** على الكفاف و ينهى مستزيدها

ما زاد عن قوتنا فالمسلمين به **** أولى فقومي لبيت المال رديها

كذاك أخلاقه كانت و ما عهدت **** بعـد النبـوة أخلاق تحـاكيها

(مثال من هيبته )

في الجاهلية و الإسلام هيبته **** تثني الخطوب فلا تعدو عواديها

في طي شدته أسرار مرحمة **** تثني الخطوب فلا تعدو عواديها

و بين جنبيه في أوفى صرامته **** فـؤاد والـدة تـرعى ذراريـها

أغنت عن الصارم المصقول درته **** فكم أخافت غوي النفس عاتيها

كانت له كعصى موسى لصاحبها **** لا ينزل البطل مجتازا بواديها

أخاف حتى الذراري في ملاعبها **** و راع حتى الغواني في ملاهيها

اريت تلك التي لله قد نذرت **** انشــودة لرسـول الله تهديـها

قالت نذرت لئن عاد النبي لنا **** من غزوة العلى دفي أغنيــها

و يممت حضرة الهادي و قد ملأت **** أنور طلعته أرجاء ناديها

و استأذنت و مشت بالدف و اندفعت **** تشجي بألحانها ما شاء مشجيها

و المصطفى و أبو بكر بجانبه **** لا ينكران عليها من أغانيـها

حتى إذا لاح من بعد لها عمر **** خارت قواها و كاد الخوف يرديها

و خبأت دفها في ثوبها فرقا **** منه وودت لو ان الأرض تطويها

قد كان حلم رسول الله يؤنسها **** فجاء بطش أبي حفص يخشيها

فقال مهبط وحي الله مبتسما **** و في ابتسامته معنى يواسيها

قد فر شيطانها لما رأى عمر **** إن الشياطين تخشى بأس مخزيها

(مثال من رجوعه إلى الحق )

و فتية ولعوا بالراح فانتبذوا **** لهم مكانا و جدوا في تعاطيها

ظهرت حائطهم لما علمت بهم **** و الليل معتكر الأرجاء ساجيها

حتى تبينتهم و الخمر قد أخذت **** تعلو ذؤابة ساقيها و حاسيها

سفهت آراءهم فيها فما لبثوا **** أن أوسعوك على ما جئت تسفيها

و رمت تفقيههم في دينهم فإذا **** بالشرب قد برعوا الفاروق تفقيها

قالوا مكانك قد جئنا بواحدة **** و جئتـنا بثـلاث لا تباليـها

فأت البيوت من الأبواب يا عمر **** فقد يُزنُّ من الحيطان آتيها

و استأذن الناس أن تغشى بيوتهم **** و لا تلم بدار أو تحييها

و لا تجسس فهذي الآي قد نزلت **** بالنهي عنه فلم تذكر نواهيها

فعدت عنهم و قد أكبرت حجتهم **** لما رأيت كتاب الله يمليها

و ما أنفت و إن كانوا على حرج **** من أن يحجك بالآيات عاصيها

(عمر و شجرة الرضوان)

و سرحة في سماء السرح قد رفعت **** ببيعة المصطفى من رأسها تيها

أزلتها حين غالوا في الطواف بها **** و كان تطوافهـم للدين تشويـها

( الخاتمه )

هذي مناقبه في عهد دولته **** للشاهدين و للأعقـاب أحكيـها

في كل واحدة منهن نابلة **** من الطبائع تغذو نفـس واعـيها

لعل في أمة الإسلام نابتتة **** تجلو لحاضرها مـرآة ماضيـها

حتى ترى بعض ما شادت أوائلها **** من الصروح و ما عاناه بانيها

وحسبها أن ترى ما كان من عمر **** حتى ينبه منها عين غافـيها






آثاره الادبية:
الديوان.
البؤساء: ترجمة عن فكتور هوغو.
ليالي سطيح في النقد الاجتماعي.
في التربية الاولية.الموجز في علم الاقتصاد.



وفاته:

توفي حافظ إبراهيم سنة 1932 م في الساعة الخامسة من صباح يوم الخميس، وكان قد أستدعى 2 من أصحابه لتناول العشاء ولم يشاركهما لمرض أحس به. وبعد مغادرتهما شعر بوطئ المرض فنادى غلامه الذى أسرع لإستدعاء الطبيب وعندما عاد كان حافظ في النزع الاخير، توفى رحمه الله ودفن في مقابر السيدة نفيسة

سولافة غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس