رد : هنا ..(مسفر الدوسري) حيثما يولد الشعر .. أكثر من عشرة أصابع لـ كتابة عطر ..
الأخ أبو طارق:
تشرفت كثيرا بوجودك،وأسعدني أن أكون سببا في عودتك إلى هذا المنتدى وأعضائه المليئين بالود والورد،وأتمنى رؤيتك دائما في هذا المكان،وأن يديم الله بينك وبين أفراده الممحبة .
1 بالنسبة لي لست منحازا لأي من الرأيين،أنا أعتقد أن الشعر في آخر المطاف ليس الشكل،فماذا يعنيني من قصيدة محبوكة الوزن وملتزمة القافية،وفارغة من أي إبداع في المضمون؟! ماذا يعنيني من شعر"إن صحت التسمية" بهذا الشكل:
أحب وحده واسمها ياعرب مي أحبها جدا وجــامد وبرشه
أحبها حتى ولو مابها شــي ينحب،شيفه في عيوني وكشه!!!!
أين الشعر في مثل هذه الأبيات السابقه؟! وهل الوزن والقافية كافيتان للتصفيق بحرارة على مانتج عنهما من تميز؟!وهذا ينطبق أيضا على النصوص المتحررة من الوزن والقافية.
بل أنني قد أذهب إلى أبعد من ذلك وأقول :أنني قد أجد في عيني حبيبتي شعرا لا يوجد في مثل البيتين السابقين،لأن الأثر الذي يخلقه نتاج ما هو الذي يحدد ما إذا كان شعرا أم لا.
2- ساتعامل مع الموضوع بشكل عقلي وليس عاطفي،لذا سأشتري العمارة كإستثمار ومن هذا الإستثمار ساعمل على مسابقة تعنى بشعر التفعيلة،وهذا ليس إنحيازا له ولكن إنصافا له، لأن القصيدة العمودية يتم التسويق لها وخدمتها من خلال مسابقات مشابهه،بينما حُرمت قصيدة التفعيلة من ذلك.
3- برأيي أن محاولة تعريف الشعر تعريفا جامعا مانعا،هي محاولة"سيزيفيه" .
صدرت العديد من الكتب التي تحمل الكثير من النظريات حول هذا الموضوع ،ولا زلنا نبحث عن تعريف للشعر..،وباعتقادي أننا مهما حاولنا لن يجد الإنسان مثل هذا التعريف الجامع المانع للشعر إلى أن يرث الله الارض ومن عليها،ولكن بالتأكيد أن مزيدا من البحث عن ماهية الشعر،يقودنا كمحصلة نهائية إلى الإقتراب من جمالياته والغوص في جوهره أكثر.
4- برأيي أن ذلك بسبب إختلاط الطبائع البشرية بطبيعة الشعر،ولأن الشعر لا يغير في نفوس الذين لا يريدون ان يتغيروا،نجد المناخ الشعري معبأ بالهواء الفاسد،وغير الصالح أحيانا لتنفس زهرة.
5 والله يابو طارق لا اذكر هذه الأمسيه،ولكن يحدث أن نجتمع أنا وبعض الأصدقاء الشعراء في مقهى ما "أو شيشة ما"،وطبيعي أن يكون معظم الحديث عن الشعر،ومن الممكن جدا ان تتحول إلى امسية غير معد لها مسبقا.
6- النقد مدارس وإتجاهات عدة،وقد يتفاطع بعضها مع بعضها الآخر،وقد يتعارض بعضها مع بعضها الآخر،ولكن انا أجدني أميل إلى ذلك النقد الذي يهدف إلى رؤية ماهو جميل في النص الشعري والبحث عنه،وإيصال هذا الجمال إلى المتلقي الذي قد تستعصي عليه رؤيته،ذلك النقد الذي يبحث عن مفاتيح النص ليفتح الابواب السحرية المغلقة فيه،ليتمكن القارىء من الدخول لبلاد العجائب،باعتقادي أن هذا هو هدف النقد الأسمى،وليس ذلك الذي يهدف إلى تصيد الهنات والعيوب في النص والتركيز عليها وتضخيمها،حتى كأن ليس في ذلك النص أي بارقة جمال تذكر،أو تستحق الوقوف عندها.
أخي أبو طارق...شكرا من القلب لك،ولحضورك البهي الجميل.
|