مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 15-05-2004, 02:48   #6
الجازي
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ الجازي
 

رد : هــــمـــســة فـــي أذن كــل شــــــــاعـــر ،،،





لاشك موضوع مهم .. وأمر واقع حدث ويحدث لبعض الشعراء للأسف ..

نستشف أحياناً من ردود الشاعر على قصيدته في حالة نشرها في منتدى .. أو من خلال لقاء في مجله مقروءه ..

أو مقابله على قناة فضائيه .. تجده يتباهي وكأن لم يخلق قبله أو بعده شاعر ..

ويصنف نفسه من النقاد الذين لايشق لهم غبار .. كل هذا يمكن أن يحتمل بالنسبة لي .. إلى أن يقوم بتحجيم غيره من الشعراء !!

دون أن يضع أعتبار أن الذائقه تختلف من شخص لأخر !!

وكما أشرت في الموضوع أجزم معك أنها تعود أو تكمن في نفس الشاعر وشخصيته ..

تطرقت برد لي في موضوع سابق بالتركيز على حالة الغرور تلك .. وركّزت عليها بعدة أمثله ..

أستميحك العذر في أعادة الرد مره أخرى لتوضيح وجهة نظري بشرح أكثر ..



الموضوع يلمس حقيقه وواقع نكاد نراه يومياً .. ذلك أننا في عصر أصبح سلطان الدعايه والأعلام غالباً يظهر هذا الموضوع بشكل احياناً مستفز .. فننتقد .. نردد " شر البليةُ مايُضحك " أحيان أخرى ..

نعجب لغرور هؤلاءالشعراء وكبريائهم !!

فما يكاد احدهم ينظم أبياتاً من الشعر ويجد القبول التام من شريحه كبيره في المجتمع .. أو يفتح له مجال في وسائل الأعلام حتى يصبح عند نفسه شاعر عصره ..



فهاهو احمد شوقي حين انتابته تلك الحاله قال:


أنا إن عجزت فإن في
بردي أشعر من جرير


كثير من الشعراء الآن من هو عند نفسه أشعر من جرير ومن امرؤ القيس و الفرزدق ومن الأخطل والمتنبي ..

فما لاشك أن الألتزام في الشعر بمعنى أن يكون نبيل المقاصد عميق الأدراك صادق العاطفه وسيلة جذب للمتلقي .. وتجد
البعض عندما لمس تلك الجماهيريه الكبيره أعترته النشوه .. أعمت بصيرته .. طاشت سهامه .. فأصبحت وبالاً عليه وعامل تنفير لمن يقرأون الشعر له ويطربون لأنشاده ..

لابد للشاعر أن يتقي شر تلك العثرات والتي لايقتصر أذاها عليه وحده .. والتي تكون بداية السقوط .. فلا تشفع له شعره وجزالته ..


فهذا هو فيلسوف الشعراء " المتنبي " حين تفوق على اقرانه وتميز عنهم بذكاء العقل والقلب .. ووحدة الذهن والبصيره .. قوه ومتانه شعريه تعكس نرجسية هذا الإحساس على الشاعر منذ الصبا في بادية السماوه وصل أن أدّعى النبوه وهي أرض بين الكوفه والشام , وحين فشا امره الى امير حمص أعتقله حتى استتاب ثم أطلقه وهذا سبب لقبه بالمتنبي .. وهذه تعود ألى أسباب نفسيه بحته نتيجة الأحساس بالنقص الأجتماعي مثلاً ..

قال المتنبي في صباه


أمط عنك تشبيهي بما وكأنما
فماأحد فوقي ولا أحد مثلي


وهنا تتضح النرجسيه ..



أنا ترب الندى ورب القوافي
وسمام العدى وغيظ الحسود
أنا في أمة - تداركها الله-
غريب كصالح فـي ثمـود


البيت الأول نرجسية مفرطة ولكي يتفادى عقدة النقص والدونية يلجأ إلى التعويض لتضمن له التوازن النفسي
فيشبه نفسه بالمسيح المضطهد من طرف اليهود وبصالح الذي أنكرت عليه ثمود نبوءته

وقد لبث المتنبي يتردد في اقطار الشام حتى زادت الصله بينه وبين سيف الدوله الحمداني حتى كان لايمدحه الاّ ويمدح نفسه معه .. حتى اتضحت بأشعاره خطاب شعري سياسي جعلت سيف الدولة يصبر عليه قوله في مجلسه حين انشد



سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا
بأنني خير من تسعى به قدم؟


حتى وقعت وحشه وقطيعه بينهما فذهب الى كافور الأخشيدي يمدحه وقد سمت نفسه الى تولّي عمل من اعمال مصر فلما لم يرضّه هجا كافور ..
أصبحت نرجسيته تعويضا عن هذا النقص عقله الفلسفي الشاعر قد صرح بمذهبه السياسي ..مما جعلت السياسه تغرقه حتى أخذته العزه بالأثم فواجه القتل استشهاداً ببيت الشعر المشهور ..


الخيل والليل والبيـداء تعرفنـي
والسيف والرمح والقرطاس والقلمُ

ومما لاشك ان المتنبي شاعر عظيم شاعر شاهد تمزق الأمة العربية وشهد سقوط الدوله العباسيه و شارك هموم عصره .. ولكن وضوح الأنا في أشعاره جعلته دافعاً في تمجيد الذات التي جعلته أن يطمح في المُلك يوماً ما .. صحيح أنه أخفق في تحقيق ذلك ولكنه نجح أن يكون ملكاً من ملوك الشعر ..


اذن هنا نستطيع أن نجزم أن النرجسيه وافتتان الذات بنفسها لايعني ضعفا شديدا وانحدار في الابداع بل غرور تضيق به النفس وكبرياء يقتل صاحبه ..






الخلوق جداً / محمد بن حزام


موضوع مهم جداً ..


جزيل الشكر لتواجدك في مواسم ..


أطيب تحيه ..



التوقيع: صدر حديثا ل الجميلة المبدعة نوف محمد الثنيان الشاعرة والقاصة http://eqla3.net/book/hakaya.html

اخر تعديل كان بواسطة » الجازي في يوم » 15-05-2004 عند الساعة » 17:38.
الجازي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس