مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 21-08-2005, 08:25   #14
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : عبدالمحسن بن سعيد


انا خبري بهالوردة وهي بيضاء قبل مااجيك
................... ولكن من خجلها جيت اقدمها لك أحمرت
وانا مدري ورا الوردة تجي حمرا وهي بيديك
.................... وإلى خليتها داخت وجف الدم وأصفّرت




خيال / عبدالمحسن بن سعيد


قليل جدا من الشعراء ، من يمنحون االطبيعة روحًا ثم لا يتألّهون غرورا أو كبرياء ... وقليلون جدا من القراء من يلتقطون من الشمس نكهة الصباح ... يتفق النموذج اللذي التقطته من ( محفوظات ) الأخت الجازي مع هذا البعد النتائجي .. ، وكأنما يمثل في مجمله ملمحا آخر عند شاعرنا من جهة وزاوية ثقافية خاصة تقف فيها متلقية نوعية من جهة أخرى كما سأوضح ذلك ...!

إن اختيار الأخت الفاضلة الجازي للبيتين المذكورين .. كخاتمة لكل صفحة تكتب فيها .. ثم تذييلهما بــ ( خيال ) عبد المحسن بن سعيد .. استشراف شفيف جدا لتأثير هذا الشاعر من خلال تهويماته في مدارات اللغة الحية القابلة للتداول والتلبّس .. ثم تخصيص نسب الشعر فيها وإسناده لخيال الشاعر .. نتاجًا ذوقيا راقيا من متلقية نوعية ومتميزة ...
وأما عن البيتين المختارين من قبلها .. حينما لا أعرف هل جاءا داخل نص شعري اختارت منه اختنا البيتين السابقين أم أنهما نص شعري مذهل جاء ببيتين اثنين فقط .. وأيا كان الأمر فإن أكثر ما يهمنا فيه هو ظاهرة ( الاستطراد ) التصويري الذي وظّف لها الشاعر قدرات إبداعية متنوعة ومتظافرة تشبه في ترتيبها فكرة تكرار الصور الحركية في أفلام الكرتون .. والانطلاق بالخيال حتى حدود السماء معتمدا في ذلك على مشهدٍ واحدٍ تتعدد فيه وله زوايا الوقوف وتلتصق فيه ( الرؤيا ) الشعرية .. أو ما وسمته أختنا بــ ( خيال ) الشاعر بالرؤية التقريبية للمتلقي التي يستدرج بها شاعرنا قارئه ببراعة وإتقان نادرين ...
فالاستهلال العفوي بجملة خبرية في تركيبتها هكذا ( أنا خبري بها الوردة ) مع الاعتماد الضمني على أبعادها الاستدراكية لغويا حينما لاتجيء بهذا التركيب إلا لنستدرك لها من مثل قولنا ( أنا خبري بفلان لايتأخر لكنه تأخر اليوم عسى أن يكون بخير وهكذا ...! ) وهذا الاستهلال الانشائي المعنى في قالب لغوي خبري يبدو ذكيًّا جدّا من قبل الشاعر ، حيث أتاح له ملاحقة الصورة عن طريق التبادل الفني أو ما يسمى بــ ( تراسل الحواس ) بحيث يعتمد فيه على حقيقة الموقف لجذب المتلقي من خلال تقديم الأدوات التصويرية بشكل واقعي .. ثم تعليل هذا الواقع بشكل افتراضي والربط بين الرؤيا والرؤية من خلال ملاحقة الصورة ومتابعتها .. مستعينا بذلك بثقافة متطوّرة أدركت دلالات الألوان في اللغة .. وقدرة اللون ذاته ليقدم الموقف عبر دلالته
( الأحمر = الخجل ) و ( الأبيض = البر اءة ) و ( الأخضر = النماء )و ( الأسود = الحزن ) ، ( الأصفر = الشحوب أو الذبول ) .. وهكذا ..
وإدراك الشاعر لهذه الدلالات جعله يعتمد عليها في ذهن المتلقي ويؤطر موقفه الشعري من خلالها ... وهذا فيما اتضح يعد ملمحا فنيّا خاصا بالشاعر .. يمكن تلخيصه في استثماره المدهش لكل الدلالات النفسية واللغوية والكونية ...


يتبع




التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi




اخر تعديل كان بواسطة » إبراهيم الوافي في يوم » 04-10-2005 عند الساعة » 21:41.
إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس