مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 13-11-2008, 01:58   #143
مسفر الدوسري
شـــاعر وصحفي
 

رد : ليـلة " البــدر" في شعبيـات ..

عذرا على المقاطعة يا سمو البدر..
دعني فقط - بعد أذنك - أكمل ما لن أنهيه، توقفت فقط لألتقط أنفاس كلي،واغفر لي قلة "أدبي" أمام روعة "أدبك"..
كنت أقول "البدر" ضرورة حياتية،وأكمل أسبابها..
البدر .. لنستطعم السكر،
البدر.. ليبقى الملح في البحر،
ولتبقى النوارس فوق الشواطىء
وليبقى المحار محتظنا لآلئه،
البدر.. ليبقى شتاء الصحراء موحيا ملهما بدفء الجمر،
ولتبقى الواحات أكثر ظلا ونبلا ،
البدر.. لنثبت أن ليس هناك جهات أصلية وجهات فرعية ، كما أن ليس هناك جهة أخرى نرقّمها كيفما نشاء،إنما هناك "جهات" واحدة،
البدر...لنقول أن القمة لا تتسع أحيانا – مهما قيل- إلا لشخص،ومن سؤ التقدير - ولا أقول الأدب – أن ينازعه أحد عليها،أو أن يجادل في ذلك
البدر.. لنبدأ بعدّ أصابعنا ولا نتوقف عند الرقم "عشره"،ولا نستغرب حين لا نتوقف أبدا..
البدر..لنبرهن لـ غير المكتمل فينا،أن الأدب من الممكن أن يكتمل خُلقا وإبداعا،
البدر.. لنطمأن على أن هناك حارس أمين سيرعى ذائقة أطفالنا،كما رعى ذائقتنا،لأن يدي هذا الحارس ستبقى فوق رؤوسنا إلى أن يشاء الله،
البدر .. ليبقى هناك فضاء نقي/ تقي نلجأ إليه لنستعيد عافية الرئة الفاسدة فينا أو التي تكاد،
البدر.. لنستدّل على عظمة الخالق من خلال روعة إبداع المخلوق،
أيها البدر لدينا مليون سبب وسبب يجعلنا لا نرى سواك، يحضرني منها الآن بعض آلاف فقط!!!!
وهذه الأسباب هي ذاتها الأسباب التي تجعل هذه الجموع في هذا المنتدى تشهق بإسمك،وتتهافت للقياك .. ثقافات مختلفة،أعمار مختلفة،مشارب مختلفة، مذاهب، طوائف، شرائح إجتماعية مختلفة،إختلفوا في أشياء أكثر من أن تحصى،وإتفقوا جميعا على محبتك إنسانا ومبدعا.
فرحٌ أنا بهذا الكرنفال بمقدمك،ليس فقط لأنك تستحق أكثر من ذلك بكثير،ولكني أرى أيضا أن هذه الإحتفالية البهيّة بك، هي إحتفالية بذائقتنا التي إمتلأت بك وآمنت بإبداعك .
ذكرت في إجابة سابقة أن مدحك لم يعد يغريك،وقد أفاجئك لو قلت لك : حتى نحن لم يعد يغرينا مدحك،فأنت تستحق ما هو أعظم وأنزه من المدح ،فإذا شعرت بأن هنا ثمة مديح،فتأكد أننا فقط نمتدح ذائقتنا ،ونكافؤها بك !إن مدحك ليس إعلاء لقامتك ولا لقيمتك،فهما عاليتان بدون ذلك،وإنما هو إعلاء لقيمة ذائقتنا وتأكيد لقامتها التي لامست إبداعك وتماهت بشكل ما معه،
شكرا على أنك لم تخذلنا قط طوال ركضنا الحثيث خلفك،فلطالما دللت أسراب العطش فينا على أعذب المناهل وأصفاها،
شكرا على أنك تكون دائما أجمل مما نتخيلك ونرسمك ونتمناك،
شكرا على أنك كنت دائما الظل الوحيد -أو تكاد- لقلوبنا الوحيدة عندما يعز الظل،
شكرا على أنك ما أجدبت أرواحنا قط،إلا وفاض إبداعك ليُوقف مدّ التصحّر،
شكرا لم ولن تكفي ..لوجودك في حياتنا، بل شكرا لأنك حياتنا التي نتوق ونتمنى لو إقتصرت عليك!


مسفر الدوسري غير متواجد حالياً