مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 03-08-2003, 00:10   #39
الجازي
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ الجازي
 

نوره ...

جبران متعدد المواهب مفكر وأديب وشاعر وفيلسوف.. ويستطيع أن يوفّق بينهم .. لأنه كاتب مؤلف عبقري ..ويدين للفضل الي ماري هاسكل التي اكتشفت نبوغه قبل جميع الناس , وشملته برعايتها بالتشجيع ودراسة الرسم والمساعده المعنويه والماديه والمساعده في ترجمة كتبه العربيه الى الأنجليزيه..ومن شدة أخلاصه لرسالته الأدبيه في التأليف .. قرأ مره فصلاً من كتاب " النبي " على زائريه , فيه فقرات عن الزواج , فأخذ بعضهم يسأله عن سبب إحجامه عن الزواج فأجابهم مبتسماً : لو تزوجت , وأنصرفت عن زوجتي أياماً , لأنهماكي في الرسم والشعر , لأدى ذلك إلى متاعب جمه , فقلما تتحمل امرأه تحب زوجها مثل هذه الحاله طويلاً "
ولم تكتف احى الزائران بهذا الجواب فصارحته بهذا السؤال , " ألم تحب أبداً في حياتك ؟" فما كان منه إلا أن نهض من مكانه , وتغيرت ملامحه , وأخذ يخاطب السائله بصوت متهدج قائلاٍ :
سأسر لك بأمر تجهلينه .. إن أقوى الناس على وجه الأرض فيما يتعلق بالمسائل العاطفيه هم المبتكرون والفنانون , أمثال الرسامين والشعراء والنحاتين والموسيقيين , وهكذا كانت الحال منذ الخليقه , ويعتقد هؤلاء الفنانون والمبتكرون أن العاطفه تتمثل فيها الجمال والعظمه , وقد كانت جميله منذ القدم , ولكنها على الدوام حييه وخجوله "

تقول سكرتيرته برباره يونغ التي لازمته سبع سنوات " كان حيياً فوق كل حياء , خجولاٍ فوق كل خجل , كتوماًفوق كل كتمان , حتى أنه يتردد في مقابلة الناس احياناً , ويتردد في مخاطبة الجماهير , ويتردد حتى في وضع سماعة التلفون على أذنه , كان حييا كتوما لأن الطبيعه ألقت به في أحضان عالم ليس هو منه "
كان وديعاً يعزي الحزانى , ويعاملهن برقه , ويغفر لمن يسيء إليه , فقد حدث مره أنه غبن في تركه من التركات , وحاولت بعض النساء أن تسلبه مبلغاً كبيراً من المال , وكان لابد من رفع دعوى عليها , ولكن إحداهن شهرت في وجهه كتابه " النبي " فقال لبرباره سكرتيرته " كيف أجروؤ على أن أطالب أولئك النسوه أمام القاضي , وأنا مؤلف كتاب النبي !؟ "

وهذا لأكبر دليل على أنسانيته ونظرته المحترمه للمرأه عموماً , فلا عجب لو أسميناه ساحر لأنه سحر قلوبنا بعذب كلماته المنزّهه عن غايات أخرى غير الحب العفيف الصادق , تواصل روحي وحب عذري تغلب الشفافيه الروحيه بينهما ,حتى يقال ان في السنوات الأخيره حبّه لميّ تحول الى حب يشبه الحب الأبوي الطافح بالعذوبه والحنان , ولغه لايجيدها الا هو فكان لايسمي الأشياء والمشاعر بأسمائها انما كان يرمز لها , وأذا باح لها بسر الحب في أحدى رسائله يرجوها أن تطعم رسائله النار وأستمر كذلك حتى نهاية حياته ..

التوقيع: صدر حديثا ل الجميلة المبدعة نوف محمد الثنيان الشاعرة والقاصة http://eqla3.net/book/hakaya.html
الجازي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس