مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 21-12-2012, 18:27   #1
منتهى القريش
شاعـرة
 

رائحة الكافور ..

قبلت لحيتك البيضاء يا أبتِ
ورائحة الكافور
في شفتي قد علقت

يومان قد مرا
رأيتك في المنام تودعنا
تنادينا .. تمازحنا
كأن الشمس بعد غيابها شرقت

وسريرك الأبيض يجمعنا
كأن لا مرضٌ
ولا جسدٌ كان ممدودا بلا حراك يوجعنا
قويٌ كان صوتك بالحب ممتزجاً
وضحكتك بعد الصمت في آذاننا
بين جدران أرواحنا قد ضجت
وفي أعماقنا التصقت

يومان قد مرا
وقارئة الأحلام قالت لي
رؤياكِ أرض من الشؤم طائر البين يحرسها
وهاهي الرؤيا تلوح لي
يداً وأصابع التوديع بها امتدت و أئتلقت
ما كنت أحسب رؤياي يا أبتِ
فاجعة بالفقد قد صدقت

عاقرت هذا اليتم من زمن
وما زال يُسكرني
كلما مر عام على رحيل أخي
أبكيه من وجعي وأنا
أرى ثلاث شمعات ثوب الموت ألبسهم
سنيناً بعد رحيله احترقت

أواه يا أبتِ .. ها أنت تفجعنا
تمضي بنفس الدرب .. تتركنا
تحت سماء الفقد لا ظل يحمينا
لتضحي أيامنا ليل من النجوى وسكينا
ودموعنا .. لا تعرف الشكوى منها مآقينا
حمم من الأحزان .. انتظار وأسى وتخمينا
شظاياها بأرواحنا براكينا
كلما مر الكرى
وسرى ليل بنا
ناراً بعيوننا انبثقت

يا والدي
ولصوتك أصداء تجوب دمي
وفي فمي
هذا المر أعرفه
في حرفي وفي قلمي
كالترياق .. صوتي يغص به
فذي روحي لأعوام
قد آمنت بالحزن يسكنها
وأوجاعها يقيناً من صغرها اعتنقت

ما الحال بعد غيابك يا أبتِ
ما لون أيامي
ما طعم أحلامي
ما زال عطرك الكافور ينداح في شفتي
والحزن أنفاس بها رئتي
شئ من التحنان والذكرى
كلما مرت بها اختنقت
قد شابت الروح بعد أن
بومة البين في بيتنا
بفراقك الأبدي .. فوق السور قد نعقت


http://www.alsabahpress.com/media/files/versions/12_4.pdf


التوقيع:
منتهى القريش غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس