مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 17-11-2005, 08:02   #73
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عذبـة




وقفتُ كثيراً ..
وتمنيّت الرجوع .. و قلمي أكثرُ تماسكاً...!
فقراءة الظّل .. قد تُبرّر بعضاً من
الصمـت في هذا المتصفّح المُخرس!

إبراهيم الوافـي,,

لستُ لأُعرّف الجمال الذي يحيط بك من أربع الجهات!
يكفيني همساً .. فرحاً .. لهذا المكان
و شكراً لمشرفتا المواسم هذا "العيـد"

أيتها العذبة الفاضلة ...
سنفتح أبواب أخرى متفرّقة وسندخلها كثيرين كثيرين كما يتوقع الأصدقاء ، أو كما يحتجُّ أعداؤنا الطيبون وكما تتكون الأحلام ، لمثلك تسافر النوارس ومنك يتكون الغيم ، وبك نفتح بوابة النهار ..!


*منذُ مدة.. و ذات صدفـة
قرأتك في موقعك.. وريث الرمل .. مقدّمـةً .. خلتُ أنك دونت فيها ما لم أستوعب كماله .. كتعريف مرحلة
مرّ بها الوافي.. أرى توثيقها حرفاً .. أكثر ما يشدّ الزائر لذلك الصرح الأدبي .. للخوض في إنسانية
من يقف خلف الشاعر .. توأم إحساس الكلمة.. الخارق حرفاً ! فهل تعتقد أنّ هذه المقدّمة تحتمل جوانب التجربة .. الأدبية التي شكّلت (روح) الوافي الشعرية بكامل تفاصيلها..؟


والله أيتها العذبة لم أستهدف يومًا غير الكتابة .. ولا أشعر أن ثمة أحدٍ غيرها قادر على محاكمتي .. ومعاونتي ومقاضاتي بحجة البوح .. هي ملجئي الأول ومعتقدي الأخير ..
يا الله ياعذبه .. !
الشعراء مغلوبون على صبرهم ، والقصيدة أشد ولاءً.. لم أكتب يوما قصيدة لا تنتمي إلي ولهذا لن أكتب الآن قصيدة تنتمي إلى شاعرٍ يمضغ الوقت ويعضُّ على قصائده ندما ..!
لا شيء قابلٌ لليقين فما خفي كان أشقى .. وماكان لم يكن حينها في مجمله ينتمي لقبيلة النقاء كما تتغافل الشجون .. فالعيون الضاحكة للإضاءة تضاجع أعمدتها آخر الليل وتحدثها عن قصيدة كانت تمر على مرمى من نداء ...!
يطول الظل حينما يبتعد الضوء هكذا يتمدَّد الجرح بامتداد خارطة الزمن المسكون بالذكريات منذ مطلع الشعر !
حين كان المكان يعج بالسجائر ، كانت المدن النظيفة تأمر أهلها بالنوم المبكر ، ليستقبلهم الصباح بلا تثاؤب ..!
قلت من قبل : الأيام .. أسراب الوجع في هجرتها الحزينة .. بينما الذكريات ( صغارها ) التي تئن من جرأة السفر على طفولتها ..!
الرمل رماد الأثر في موقد الأيام ، ألف أخرى تنتظر يدًا تأخذ بها إلى الغيم ، لكنني موغل بسيجارتي التي تحترق دوني مني ... ثمة زمنٍ عذب حد تمنعنا مغادرته .. لكنه رحل لامحالة وعلينا أن نحمل الحمام مجددا ليعم الهديل في الأرض ..
تلك الرمال التي لا تنبت القصائد في غيرها ستكون محطةً أخرى من محطات التعب الملقى على صدر التاريخ ، والنابتة في رئة العمر بدءا بفاتن ومرورا بجاكلين وانتهاء بها ، يموت الشعراء وتبقى قصائدهم عرضة للحب ونساؤهم عرضة للمحاكاة .. الأسماء تقترن عادة بالنساء تماما كالقصائد .. والملاحظ أن العصر ( بتداعيات أمراضه النفسية ) فصل بينهما بواو العطف ..
فبعد قيس ليلى .. جاء بزمن ( روميو وجولييت ) ولم يأت روميو جولييت .. وهكذا نحنُ حين نقف أمام مرآة الخروج أعدل ( قلمي ) وتتأكد هي من فداحة مساحيق الجمال على وجنات القصائد ..وحينها لن يشيروا علي بها ولا عليها بي بل سيفصل بيننا واو طفل عابث .. قد يطيل انحناءتها حتى آخر السطر فيسقط أحدنا إلى سطر آخر..
يا سيدتي النبيلة .. يولد الشعراء من بكاء الأمهات ومن حقائب النساء ، ولهذا يكتبون مالايُذنبون ، ويعترفون بما لايقترفون ...!
الدقيقة بنت الساعة ، والثانية بنت الدقيقة ..حين تكون الكتابة ذاتها أمًّا للوقت ..! من غيرها يمنح السماء زرقتها ؟ والنجوم وهجها ؟ والظلال جرأتها على الدرب ..؟!
كثيرة هي علينا وكثيرون نحن بها أيتها العذبة النبيلة ...

* إلى أيّ مدىً في رأيك.. يمثّل "النضج" أهميّةً في تجربة الشاعر أو الكاتب الأدبية؟
و هل فعلاً ترى أنّه كلّماطال عمر الشاعر -شعرياً- ازداد شعره عذوبة؟
و متـى يستأذن منّا الشعر الموت؟!

النضج لايقاس بالزمن من حيث طوله وقصره .. إلا فيما يتعلّق بالتجريب والخبرة الحياتية ، والشاعر في هذا يشترك مع الإنسان العادي في معدل ارتفاع خبراته الحياتية مع تمدد سنوات عمره ، لكنَّ النضج الشعري إنما يكون من خلال معرفة الأدوات الشعرية والحرص على اكتمالها ومراجعتها ثقافيا وحياتيا بصورة مستمرة .. والطريف في الأمر . ومن واقع دراسة أكاديمية خاصة بظاهرة الموت في الشعر العربي .. لاحظت بوضوح أن الشعراء الذين اشتهروا بولعهم الشعري بظاهرة الموت ونزعتهم الوجودية في الحياة ماتوا في سن مبكرة .. لعل أولهم الشاعر الجاهلي الكبير طرفة بن العبد .. ولعلني سأفصل الحديث كثيرا في هذا المبحث .. حينما أبلغ المداخلة المقبلة للأخت الفاضلة نجدية عن فلسفة الظل والموت في رواية ثلاثة رابعهم قلبهم . .

مازلت أسمع حديث الغيم.. فرحاً
بهذه الزيارة ..
شكراً لتواجدٍ مثقلٍ بالبياض..
و عذراً لقلبك,,


شكرا لقلبك الأبيض وحضورك البهي


التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi



إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً