مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 08-05-2004, 06:31   #6
الجازي
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ الجازي
 

رد : موقف الأسلام من الشعر .. حلال / حرام .. !!



نجديه ..


أسعدنا تواجدك حقاً ..


موضوع دسم جداً ... كان ومازال محور أختلاف الكثيرين .. ولذا برأيي يضع النقاط على الحروف .. حول الأختلاف على تلك المسأله ..


من البديهي أن المسلم يلتزم بأصول الأسلام وقواعده العامه .. يلتزم بما يأمر به بالأفعال .. ويحرص على القول


عن كل مايوافق الأسلام .. سواء كان القول شعراً أم غير ذلك ..


وبتركيزنا على موضوع تحريم الشعر أو تحليله .. برأيي أذا كانت القصيده موافقة لنظرة الأسلام ومنطلقاً منها ..


و لايخرج على الأحكام والآداب فيعد ذلك من الشعر الملتزم الذي لايخرج عن الحلال .. أذا أحترز الشاعر


من أن يصدر أي أفكار مصادمه للأسلام أو مخالفة بعض معلوماته .. مثل أدخال عقائد فاسده أو فلسفات منحرفه ..


مثل احمد شوقي .. له قصائد تعدد مآثر الخلافه الأسلاميه وفضائلها .. وله قصائد أخرى لم يلتزم فيها بمنهج الأسلام ..


له قصيده نظمها بعد انقضاء رمضان وإقبال العيد .. يحاد الله بقول مما علمنا حرامه .. وهي الخمر ..


رمضان ولّي هاتها ياساقي
مشتاقة تسعى إلى مشتاق


الله غفار الذنوب جميعها
إن كان ثم من الذنوب بواقي


بالأمس قد كُنا سجيني طاعةٍ
واليوم من العيـــد بالإطلاق

هات أسقينها غير ذات عواقب
حتى نراع لصيحة الصفاق

فلعل سلطان المدامة مخرجي
من عالم لم يحو غير نفاق


لايعني ذلك بأن من قال قصائد غير ملتزمه أنه قد يخرج على الأسلام .. ولا نعطيهم العذر في ذلك ..


ولكن ننسب ذلك أنهم خلطوا عملاً سيئاً وآخر صالحاً يتطلب منهم التوبه .. ..


الشعر الملتزم مرسوم من خلال نفس الشاعر المتدفقه بالأيمان بالله تعالى .. روح تميل للخير وتغضب على الباطل ..

امثال الشاعر أحمد محرم الذي رصد وقائع واحداث سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته ..


ويعد من الشعراء الملتزمين لأنه سخر شعره لأظهار معاني الأسلام ..

مزج الفن الشعري بالمتعه البريئه والحكمه النافعه حفاظاً على الآداب العامه وصوناً للأخلاق من الآثار التي يتركها الشعر على المجتمع المسلم ككل ..


اتفق معك في كل ماتطرقتي إليه أنه لايوجد أي تعارض بين الشعر والألتزام أستناداً للآيات وتفسيرها


وبعض المواقف التي تؤكد مشروعية الشعر الملتزم والحريص على معاني الخير والبعيد عن بعض الأغراض خاصة التي تمس اعراض المسلمين ..


وسأور هنا أمثله عن الهجاء أضافه للموضوع عن الشعر المذموم والذي أنكره الأسلام ..


الهجاء الذي هو غرض من اغراض الشعر .. تعبير عن غضب الشاعر للمهجو , والرغبه في الحطّ من شأنه والأستهزاء به , وتجريده من فضائله بهدف النيل منه ..

هنالك من يهجو بالإشاره .. تسمى هجاء التعريض .. وهذه تجعل الهجاء أقوى وأعمق في النفس وتحفّز على معرفة ماقد يخفيه الشاعر

وهنالك من يهجوبالتصريح .. وفيه يتناول الشاعر المهجو بشكل مباشر فيسميه بالأسم ويذكر عيوبه ..


ومن انواع الهجاء هجاء فردي .. وهو الموجّه الى فرد واحد يتحامل عليه الشاعر يعمد الى الأستهزاء به ويحمل الناس على ذلك ..

مثال ذلك .. هجاء المتنبي لأبن كيغلغ..




وجفونـه مـا تستقـر كأنهـا
مطروفةٌ أو فُتّ فيهـا حصـرمُ

وإذا أشـار مُحـدثـاً فكـأنـهُ
قِردٌ يقهقهُ أو عجـوز ٌ تلطـمُ

وتراه أضغر ماتـراهُ , ناطقـاً
ويكون , أكذب مايكون , ويقسمُ



الهجاء الجماعي .. الموجه لفئه من الناس ويجعل العيب مشتركاً فيهم ..

الهجاء الخلقي ..الذي يتناول العيوب الجسديه أو العاهات الواضحه للعيان فيضخمها بهدف السخريه ..

الهجاء الفاحش ..الذي يتناول أعراض الناس المهجويّيّن .. فيكون الشاعر سليط اللسان وبذيء اللفظ ..

الهجاء العفيف .. يتناول عيوب المهجو بعيداً عن الفحش في القول أو تناول اعراضه .. فقط يظهر النقائص فيه بشكل يدعو للسخريه والضحك .. وهذا النوع تقبله النفوس ..

مثال ذلك .. قول المتنبي في هجاء كافور ..




وماذا بمصر من المضحكات
ِولكنّـه ضـحـك كالبـكـا

بها نبطيٌّ من أهـل السـواد
يدرس أنسـاب أهـل الفَـلا

وأسـودُ مشفـرُهُ نصـفـهُ
يقال ُ له ُ : انتَ بدرُ الدجَـى




هجاء الأستخفاف والتهكم ... هو افضل أنواع الهجاء وألطفها , وفيه يجسّم العيوب بتصوير كاريكاتوري. فيُضحك ويثير السخريه بالمهجو..

ومثال على ذلك .. قول ابن الرومي في هجاء رجل صاحب أنف طويل ..




لكَ أنفٌ يا ابنَ حربٍ
أنفَت منـهُ الأنُـوف

أنتَ في القدسِ تصلّي
وهو في البيتِ يطُوف

هجاء التهكم والسخريه صحيح أنه أقل وقعاً على النفس .. بمقارنته مع انواع الهجاء الأخرى مثل الهجاء الفاحش !

اوالذي يتناول اعراض المهجويين فيدعوا الى الأشمئزاز ! , وخاصة بما جاء في نقائض الفرزدق وجرير


والأخطل وبشار بن برد وحمّاد عجرد وسأعرض عدة نماذج لهذا النوع من الهجاء ..قال جرير في هجاء الفرزدق ..




لقـد ولـدَت أم الـفـرزدق فـاجـراً........................................




ومثال آخر .. عن الهجاء الفاحش الغير مستحب

قال دعبل في هجاء أبي سعد المخزومي :




إن أبا سعدٍ فتى شاعـرٌ
يُعرف بالكنية لا بالوالـدِ

ينشد في حيّ معـد ًٌ أبـا
ضلَّ عن المنشودِ والناشدِ

فرحمةُ اللهِ على مسلـمٍ
أرشدَ مفقوداً إلـى فاقـد



الهجاء بالتعرض للأعراض والقذف وحشر أسماء القبائل فيها بابيات من الشعر

يصعب تقبّلها خاصة أن بعض الأبيات أذا كانت قويه يتداولها الناس بينهم وتحفظ على مر الأجيال فتكون عرضه للتعيير وهذه الشعر المكروه وغير مستحب ..


فالمدح احياناً في الماضي يرفع شأن قبيله وبالهجاء يحط من قدرها

كما نجد بني أنف الناقه يفتخرون بما هم فيه على الرغم من اسمهم القبيح وذلك لأن الحطيئه محى عنهم ذلك ببيت شعر .. وهو كان معروف بسلاطة اللسان وإخافته للناس ..




قوم هم الأنف , والأذناب غيرهم
ومن يسويّ بأنف الناقة الذنبـا




وكما مدح بني أنف نجده هجا الزبرقان ..

يظل شعر التهكم والسخريه في الأخلاق والخَلق .. أخف وطأةً من الهجاء الفاحش هذا إذا لابد من الهجاء ....

مثال على ذلك ..

دخل الشاعر " أبو نخيله " اليمن , فلم ير بها احداً حسناً , ورأى نفسه أحسن من فيها , وكان قبيحاً جداً ..

فقال :




لم أرَ غيري حسنا
منذُ دخلتُ اليمنـا
فيا شقـاءَ بلـدةً
أحسن من فيها أنا


وقال ابن الرومي في هجاء البحتريّ :


البحتريّ ذنـوب الوجـه تعرفـهُ
وما عرفنا ذنوب الوجـهِ ذا أَدبِ

لهفي على ألف موسى في طويله
إذا أدّعى أنه من سـادة العـربِ

قُبحاً لأشياء يأتي البحتـري بهـا
من شعرهِ الغثّ بعد الكد والتعـبِ


ويعتبر هذا الشعر من الشعر المذموم وغير محمود وذكرت آيات كثير في ذلك ..


(‏ولا يغتب بعضكم بعضا‏)

(ايحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا‏ )

‏‏{‏إن أكرمكم عند الله أتقاكم‏}

عن أبي جبيرة بن الضحاك، قال: فينا نزلت هذه الآية في بني سلمة (ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان)

قال: قدم علينا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وليس منا رجل إلا وله اسمان أو ثلاثة، فجعل النبي – صلى الله عليه وسلم

يقول: "يا فلان" فيقولون مَهْ يا رسول الله، إنه يغضب من هذا الاسم، فأنزلت هذه الآية (ولا تنابزوا بالألقاب) .


وقال تعالى :
(ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان)

وهذا مما يؤكد النهي في القرأن عن كل مايدعو إلى التشاحن والبغضاء بين المسلمين بعضهم ببعض .. ..

نبذ الأسلام هذا النوع من الهجاء في المثال الذي ذُكِر في الموضوع اكبردليل على ذلك .. وهو عن الحطيئه ..

حين سجنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث هجا الزبرقان بن بدر ثم أطلقه على بعد أن أشترط علي

أن لا يعود إلى الهجاء الى الهجاء لأعراض المسلمين .. وأشترى منه أعراض المسلمين بمبلغ من المال .


نجديه ..

كل الأمتنان والشكر على حضورك ..


موضوع مهم جداً ومثري لمنتدى مواسم ..


أطيب تحيه ..






التوقيع: صدر حديثا ل الجميلة المبدعة نوف محمد الثنيان الشاعرة والقاصة http://eqla3.net/book/hakaya.html
الجازي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس