الموضوع: أحــلام ..!!
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 23-10-2005, 23:25   #1
يعرُب
 

أحــلام ..!!




وقف ..
التفت برأسه فقط نحوي
نظرات تأمل وتعجب .. أخذت جزء من وقته
قبل أن يتقرب بجسده نحوي
بضع خطوات تفصل بيني وبينه ..
تخطاها بمده أكثر من وقتها بمرات

اقترب مسافة تجعلني أشاهد ارتفاع وانخفاض صدره
شهيق وزفير ببطء وصمت أحاط بالمكان

هدوء جعله يستشعر أن هناك عاصفة قادمة
اقترب مني بأنفاس خائف
تتسارع لتلحق بعضها البعض

همس بصوت منخفض ..
أول مرة أشاهدكِ هنا

مد يده بخوف من يراقبه احد
بطرف أصابعه كان يداعب جسدي
برفق مررها حتى يُشعرني بالأمان

طمأنينة تنتشر في أجزائي
يده كاملة يضعها على بطني
مليئة بدفء عاشق يفتقد العشق
مليئة بحزن شاب تنهار أحلامه
في اليوم مرات عديدة ..

يدور بها على جسدي يلامسني
حتى بدأت اشعر برطوبة يده تلتصق بجسدي
اختلطت بعطر يثير غرائز أنثى بلغت حدها
نحو البحث عن متعة افتقدتها سنين

بصوت خافت ..
ستكونين رفيقتي في غرفتي الخاصة
هناك مكانكِ وليس هنا
تحتاجين من يهتم بكِ
تحتاجين من يقدر جمالك

أنتِ هنا .. لست أنتِ
هناك ستجدين نفسك
هناك .. حديثنا لن ينتهي

صدى همساته تناثر في أرجاء القصر
قطع حديثنا صوت قادم من أعلى القصر
يحمل الغضب بين نعومته
ملامح الارتباك بدت عليه
وظهرت عليه بوادر خوف من محادثته معي
تنهيدة غاضب ليس بيده حيلة اخترقت صدره

يتمت بصوت خافت .. هل سمعتني ؟؟
تركني وهو لا يريد أن يتركني

تقدم نحو سلالم القصر
كانت أصابعه متجهة نحوي
تلك كانت آخر نقطة
من جسده اقرب إلى جسدي

شعر انه يفارقني إلى الأبد
شعوره يزداد في كل درجة
يصعدها من السّلم

هو .. إعلان فراق ابدي
وقبل أن يختفي بين سراديب القصر
التفت نحوي ..

نظرات توحي بالوداع
جلست وحيده .. أترقب طلته مرة أخرى
يزداد الأمر صعوبة بمرور الوقت

تزداد حسراتي وندمي
أول مرة يشعر بوجودي هنا
رغم وجودي من قبل وجوده

لم استطع أن امنحه القوة
بقولي .. أني ذاهبة معك

تسري قشعريرة في جسدي
كلما تذكرت مداعبة أصابعه
لازالت رائحة عطرة ملتصقة بجسدي

لحظات صمت ..
تتكسر على أصوات رياح خفيفة
تتسرّب كـ لص
إلى داخل القصر ..

ينفجر ذلك الصمت بصرخات
من الأعلى .. خصام ولعنات
تسمرت في مكاني ..

هل أنا السبب ؟؟
كنت هنا من قبل
ولم يلتفت لي ولم يحدثني
اليوم فقط .. شعر بوجودي

ها هو يخرج من الأعلى بتسارع
يقفز درجات السّلم بجنون

تعثر .. سقطت من يده حقيبته
تتأرجح في الفضاء
تلامس الأرض الرخامية
بحركة سريعة تنزلق
تتجه نحو الطاولة الخشبية
ترتطم بها بشدة ..
بدأت اهتز و افتقد توازني
أحاول أن أتماسك

لا فائدة ..

من الأعلى اتجه نحو الأرض
نتلاقى أنا والأرض الرخامية
في نقطة ..

بعدها
يتهشم جسدي إلى أجزاء متناثرة على الأرض
ومعها تتناثر الأزهار التي ترتوي من بطني
الماء من جوفي تمتدد على الأرض
سال في الأنحاء لترتوي منه تلك القطعة الرخامية

انتهت حياتي وتحطمت أحلامي بالذهاب معه
إلى مكانه الخاص

نهايتي .. حزينة
في مكب النفايات



يعرُب

التوقيع:
مرحبا ان كان ديني جاهلية



يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس