الموضوع: حَـكَـايـا
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 15-10-2006, 08:19   #15
فوزي المطرفي
فـعـل مــاضي!
 

رد : حَـكَـايـا رمَـضَـانِـيِّة




.
قيل أن ليلى الأخيلية قدمت على الحجاج بن يوسف وعنده وجوه أصحابه وأشرافهم إذ أقبلت جارية فأشارت إلى الحجاج وأشار إليها بيده، فذهبت فما تلبث أن جاءت امرأة من أجل النساء وأكمله وأتمه خلفاً وأحسنه محاورة، فلما دنت منه سلمت عليه وقالت: أتأذن أيها الأمير? قال: نعم. فأنشأت تقول:
أحجَّاج إن اللَّهَ أعطاكَ غايةً
يقصر عنْها منْ أرادَ مداها
أحجَّاج لا يفْللْ سِلاحك إنَّما
المنايا بكف اللَّه حيث يراها

حتى أتت على آخرها.
فقال الحجاج لمن عنده: أتدرون من هذه? قالوا: ما نعرفها ولكنا ما رأينا قط امرأة أطلق لساناً منها، ولا أجمل وجهاً، ولا أحسن لفظاً فمن هي أصلح الله الأمير?? قال: هذه ليلى الأخيلية صاحبة توبة بن الحمير العقيلي التي يقول فيها:
فلو أنَّ ليلى الأخيلية سـلـمَـت
عليّ وفوقي تـرْبَةٌ وصَـفـائحُ
لَسَلمْتُ تسليم البـشـاشَةِ أو زَقـا
إليها صدىً من جانبِ القبر صائحُ

ثم قال: يا ليلى أنشدينا بعض ما قال توبة فيك، فأنشدته:
نأتْكَ بليلى دارها لا تـزورهـا
وشطَّتٌ نواها واستمرَّ مريرها
وكنت إذا ما زرْت ليلى تَبَرْقَعَت
فقد رابني منها الغداة سُفورها

حتى فرغت من القصيدة.
فقال لها: يا ليلى وماذا رابه من سفورك? قالت: اصلح الله الأمير! لم يرني قط إلا متبرقعة فأرسل إلي رسولاً إنه ملم بنا، وفطن الحي لرسوله، فأخذوا له واستعدوا وكمنوا، ففطنت لذلك من أمرهم، فلما رأى ذلك أنكره، فلم يزد على أن سلم وانصرف. فقال الحجاج لله درك يا ليلى فهل كان بينكما ريبة قط? قالت: لا والذي"أسأله أن يصلحك" إلا أنه مرة قال قولاً، فأضنه أنه خضع لبعض الأمر فقلت:
وذي حاجةٍ قلنا له لا تبح بها
فليس إليها ما حييت سبـيل
لنا صاحبٌ لا ينبغي أن نخونه
وأنت لأخرى صاحبٌ وخليل

فما كلمني بعد ذلك بشيء حتى فرق بيني وبينه الموت.
.

فوزي المطرفي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس