مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 24-07-2005, 03:10   #122
الريـــــم
موقوف
 

عُـــــدنــــا ؟؟!!

.
نخطيء كثيرا إذا تخلينا عن آخر الأسلحة التي نملكها، الكلمة،
ولا بُدّ أن نحسن استعمالها، إذ ربّما تكون وسيلتنا الأخيرة،
وقد تستطيع أن تفعل ما عجزت عنه الأسلحة الأخري، ولذلك فانّ المهم أن تكتب، أن تقدم شهادة
.
.
الجلاد لم يولد من الجدار، ولم يهبط من الفضاء،
نحن الذين خلقناه، نعم نحن الذين فعلنا ذلك، وبإصرار أبله،
تماما كما خلق الانسان القديم آلهته!
خلقناه، في البداية، رغبة في النظام السهل،
ثم تواطأنا معه لإخافة الصغار والغرباء والأعداء،
إلي أن أصبحنا نتساءل عن مدي قدرته، ومدي الحاجة إليه،
وعند ذاك بدأنا ننظر إليه بحذر ونصمت، ثم بدأنا نخاف منه ونعلن،
إلي أن وصلنا إلي الامتثال والطاعة والرضا، وأخيرا التسليم!
ومثل الإله ، بعد أن خُلق استقل وابتعد.
ثم أخذ يَخلق لنفسه رموزه وشخوصه وطريقته في التعامل مع الآخرين،
أصبح وحده الذي يمنح البركة، ووحده الذي ينزل العقاب.
وكل مَن يتساءل أو يعترض فهو الآبق المارق الهرطوق،
وهكذا توالت التقدمات له، ثم الأضاحي والنذور،
ومنه تطلَب المغفرة ثم الرضا فالبركة،
ومَن لا يمتثل أو مَن يختلف فلا بدّ أن يُقاطع، ثمّ يُرجَم، ثم يُحجر عليه
.
.
قناعتي أننا نحن الذين خلقنا الجلادين، نحن الذين سمحنا باستمرار السجون،
لقد فعلنا ذلك من خلال تساهلنا وتنازلنا عن حقوقنا، من خلال استسلامنا لمجموعة من الأوهام والأصنام،
ثم لما أصبحنا الضحايا لم نعد نعرف كيف نتعامل مع هذه الحالة
.
.
ستبقي السجون وسوف تتسع إذا ظلّ الناس في بلادنا يفخرون بصبرهم واحتمالهم،
وأن مَن يعاني أكثر في الدنيا لا بدّ أن يُجازي في الآخرة،
وإذا استمروا أيضا ينتظرون طيور السماء لكي تنقذهم!


عبدالرحمن منيف
الأن .. هنا أو شرق المتوسط مرة أخري


اخر تعديل كان بواسطة » الريـــــم في يوم » 24-07-2005 عند الساعة » 03:24.
الريـــــم غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس