[عذوب]

من وجهة نظر خاصه ..
لايوجد هناك شاعر حداثة أو أصاله ..
بل هي طقوس كتابية وشاعرية بحته وهي بذاتها من يحكم الشاعر في الاسهاب بالنص أو التركيب اللفظي .. أن جاز التعبير ..
أضف الى ذلك .. التمكن اللفظي للشاعر .. ومحدوديته .. وانتماءه .. وثقافته .. فكلها تؤثر على القالب الشعري له ..

مرحباً بوجودك أخي خالد ... وبمداخلتك التي أعطت للموضوع لمسة واقعية..

أتفق معك أن الشاعر لا يجب أن يصنف كشاعر حداثة أو أصالة وأن يُنظر لانتاجه الأدبي نظرة شمولية .. فالشعر لغة تعبير .. ولغة الشعر هي لغة الإشارة ولابد للكلمة في الشعر أن تعلو على ذاتها.. أن تزخر بأكثر مما تعنيه.. أن تشير إلى أكثر مما تقول.

وقد قال البحتري
والشعر لمحٌ تكفي إشارته **وليس بالهذر طوِّلت خُطبهُ

ويمتاز الشعر.. مهما كانت طريقة التعبير عنه بالصور الجمالية والاستعارات ويقول المنفلوطي "إن التصوير نفسه أجمل المعاني وأبدعها، بل هو رأس المعاني وسيدها"

وأعتقد أن الشاعر لابد أن يميز بين الغموض الايجابي الذي يزيد النص جاذبية.... والغموض التعجيزي ( تمنع المعنى والمغزى واحتجاب المقصد )الذي يقتل روح التشويق لدى المتلقي..

ويجب على الشاعر موزانة استخدامه للغموض في التصوير الشعري... مع المدى الإداركي للمتلقي.. بحيث لا يصبح النص كلمات متقاطعة تعجيزية الحل..
أوردت أخي خالد صوراً بلاغية جميلة وتندرج تحت مسمى السهل الممتنع.. فمن الممكن سبر أغوارها والتمتع بما ترمز إليه..

ويقول قاسم حداد في تفسيره للغموض الشعري "وإذا حدث أن جمالاً في الشعر لم يتكشف للقارئ للوهلة الأولى واستدعاه لأن يعيد قراءة النص مرة ثانية ففي هذا جاذبية غير قابلة للتفسير يمكن أن يتميز بها الشعر خصوصاً "

في النهايه ..
لاأجد أجمل مما قاله .. ميخائيل نعيمة ..

( لكل كلمة أذن ..
ولعل أذنك ليست لكلماتي ..
فلا تتهمني بالغموض ! )

قد يكون الغموض... شماعة يعلق عليها المتلقي المحدود الإدارك عدم استيعابه للنص... وهنا يقع اللوم على المتلقي وليس على الشاعر..

لكن عندما يشعر أغلب المتلقين بنفس الشعور.. هنا لابد للشاعر من مراجعة نفسه...



وفي النهاية.. أشكر من أهدى لهذا الموضوع.. وسام التميز.. وشرفني بذلك

أطيب سلام...